بعد عقود من اختفائها من الواجهة، عادت القبعات الجريئة بكل أشكالها الغريبة لتشق طريقها نحو الصدارة من جديد.
نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية.
في حفل زفاف الأمير هاري وميغان ماركل الذي جرى في مايو، كان السؤال الذي يدور في خلد الجميع هو: من سيصمم فستان العِقد [العِقد الثاني من القرن الحادي والعشرين]، وتساءلوا، تُرى، هل ستكسر القواعد التقليدية؟ انتظر العالم ليعرف الإجابة بفارغ الصبر وبأنفاس محبوسة. ولكن بالطبع، عرفت عاشقات الموضة الحقيقيات أن سؤالاً واحداً كان ذو أهمية حقاً وهو: ماذا ستعتمر الأميرة بياتريس، أميرة يورك، على رأسها؟ لقد فتنت الأميرة الثامنة في ترتيب اعتلاء العرش البريطاني المشاهدين عام 2011 خلال حفل زفاف قريبها الأمير ويليام وكيت ميدلتون عندما اعتمرت قبعة بتصميم جريء من فيليب تريسي. وقد ألهمت القبعةُ المتوردة بارعة الاتقان ذات الشكل الذي يشبه البسكويتة المملحة صورَ الميم والمقالات النقدية، بل وأنشأت صفحة مخصصة لها على الفيسبوك، مهددةً بسرقة الأضواء من العروس.
ولم تكن هذه المرة هي الأولى التي تأسر فيها القبعات النسائية المبالغ فيها اهتمامَ العالم، إذ تُلبَس أغطية الرأس منذ عصور قديمة لأغراض الموضة، ولحماية الرأس، وكذلك التزاماً بالطقوس الدينية والتقاليد. ويمكن استعمال القبعات للدلالة على العشيرة والجنسية، وحتى الفروق الطبقية والحالة الاجتماعية. كما كانت مومياء رجل الثلج البالغة من العمر خمسة آلاف عامٍ، والتي وجدها علماء الآثار في جبال الألب عام 1991، تعتمر أيضاً واحدة من أقدم القبعات المثبتة [بالأدلة] – وهي قلنسوة من فرو الدب بها رباط جلدي للذقن. وكان قدماء المصريين من الطبقات العليا يحلقون رؤوسهم قبل تغطيتها، في حين اعتمر معاصروهم في بلاد الرافدين قبعات مخروطية الشكل.
وقد انطلقت عادة النساء في اعتمار القبعات كموضة رائجة في القرن السادس عشر، وبعدها بقرنين من الزمن كانت النساء في ميلانو من أفضل صانعي القبعات في العالم – ومن هنا جاءت تسميت هذه الحرفة ميلينر بالإنجليزية (نسبة إلى مدينة ميلانو). وما بين القلنسوات، والقبعات ذات الحواف العريضة، وقبعات التوكة متناهية الصغر… كان الجميع يعتمرون القبعات، باستثناء أفقر الفقراء. إلا أن هذه العادة أصبحت من الماضي خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بالتزامن مع استعمال الشامبو على نطاق واسع (فلم يعد هناك حاجة إلى إخفاء الشعر المتسخ). ولكنها عادت إلى الحياة خلال الثمانينيات، عندما جعلت الأميرة ديانا القبعات غريبة الشكل رائجة من جديد. وقد أظهرت أن نوعاً واحداً من أغطية الرأس ما يزال يتفوق على كل الأنواع الأخرى – والذي يتمثّل في القبعة الرسمية التي لا مغزى منها ويعتريها شيء من التلف الجميل وتعشقها الطبقة الأرستقراطية الأوروبية.
لا يحصل الجميع على فرصة لاعتمار إكسسوار الرأس الفاخر لديهم في حفل ملكي، ولكن هذا لا يعني أن الناس العاديين لا يستطيعون تجربة هذه الصيحة، وأحدث قبعة تدخل قاموس ثقافة البوب هي قبعة القش الضخمة ’لا بومبا‘ من مجموعة جاكيموس لربيع وصيف 2018. وفي حين قد تسبب الصيحات انقسام الناس، إلا أن هذه القطعة بالذات قد أسرت اهتمام مجموعة من المعجبين المرحين على نحو لا مثيل له، حيث نفدت كمياتها فوراً. وقد اعتمرت بيلا حديد واحدة منها على الشاطئ مع ملابس خفيفة، في حين استهلَّت الشخصيات المؤثرة على نطاق واسع صورهن الصيفية بهذا الإكسسوار هائل الحجم. وتنطوي القبعة على طابع صيفي، وتقوم بإخفاء مَن تضعها وتسلط الضوء عليها في الوقت عينه، وكأنها تقول: “لا تنظروا إليّ ولكن انظروا إليّ”، وهو الأمر الذي يعجب على ما يبدو جيل انستقرام في 2018.
ألبس لومن
قبعة باغليا المصنوعة من القش بحواف من نسيج غروسغرين المهترئ
يوجينا كيم
كلايد
قبعة بيريه جلدية
شانيل
قلنسوة بحّار
جاكيموس
قبعة لو شابو سوك المصنوعة من القش
سينسي استوديو
قبعة توكيّا المصنوعة من القش بحواف من نسيج غروسغرين
ميزون ميشيل
وفي حين أن قبعة جاكيموس مناسبة جداً لصور انستقرام وتحمي مرتديتها من أشعة الشمس بكل تأكيد، إلا أن رائدة الأناقة الدنماركية إيما ليث قامت بما هو أبعد من ذلك عندما اعتمرت قبعة كطرحة زفاف، وقالت عن خيارها ذاك الذي أرفقته بفستان دانتيل: “الزواج أمرٌ شخصيٌّ للغاية نقوم به أمام الكثير من الناس، ولهذا السبب احتجت إلى قبعة تجمع بين الإحساس بالاختباء والمشاركة بسخاء في الوقت عينه”. كما أرسلت ميسوني تصاميم ضخمة مماثلة من القش الطبيعي بالأبيض والأسود على منصات عرضها للأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2018، وارتدت العارضات معها فساتين شفافة طويلة وجوارب تصل إلى الركبة. في حين كانت تصاميم غوتشي المصنوعة من القش والمستوحاة من الأغطية الآسيوية تُعقد بأنشوطة تحت الذقن، ما أضاف لمسة عصرية لقبعة ’ليتل بو بيب‘. كما ظهرت أشكال ضخمة وغريبة في عرض ديلبوزو، التي تجثم تصاميمها المصنوعة من القش مثل عقدة أنشوطة فوق الرأس، بينما كانت قبعات AWAKE المرتفعة مستوحاة من أغطية الرأس في شبه الجزيرة العربية.
والآن اقرؤوا: ريكاردو تيشي يكشف عن شعار جديد لعلامة بربري
الصورة الرئيسية:
تصوير: جوانكر
تنسيق: جِس مونتيرد
تصفيف الشعر: ويد لي لصالح هير أويل في صالون R+C0
مكياج: راؤول أوتيرو في صالون أتيلييه مانجمنت لصالح ماكس كوزميتيكس
العارضة: ستيفاني جوي فيلد من وكالة نيويورك موديلز ترتدي جاكيت من بيترسن، وقبعة من سيلين