أثَّرت الأزياء الجزائرية على نحوٍ مباشرٍ وخفيٍّ في عددٍ من المصممين العالميين وصيحات الموضة على مرِّ الأعوام؛ فمن أجل عرضه للأزياء الراقية لخريف 2018 بمدينة باريس، أرسل زهير مراد العارضات إلى المنصة وهن يرتدين أردية كاب ذات قبعات تستحضر في الأذهان البُرنس التقليدي الشائع في البلد الواقع في شمال أفريقيا. وقبل ذلك بعدة مواسم، أطلت العارضات على منصة سونو لخريف 2016 وقد تزينت شعورهن بأشرطة من قماش مخملي أسود لافت لُفَّت إلى أسفل ضفائرهن، واستحضرت في الأذهان نسخة جديدة من الكاردون، وهي تقنية جزائرية تقليدية لتصفيف الشعر؛ في حين استقى المصمم الراحل إيڤ سان لوران، عبر مسيرته المذهلة التي استمرت على مدار عقودٍ من الزمن، الإلهام على نحو متواصل من البلد الذي وُلِد وترعرع فيه المجاور لدولة المغرب.
إلا أنه وبالرغم من ذلك فقد كان غياب تقدير أزياء ذاك البلد الواقع في المغرب العربي هو ما دفع نوال نجاري لتسليط الضوء على الثقافة الجزائرية عبر إطلاق أسبوع الموضة الأول والوحيد من نوعه في الجزائر (وهو الآن في دورته الرابعة) في العام 2011. وبالحديث لموقع ڤوغ العربية توضح نجاري بالقول: “هدفنا تنظيم أسبوع للموضة مرتين في السنة”، وتضيف: “أزياؤنا وتقاليدنا مخبَّأة منذ سنواتٍ طويلة، وأودُّ أن أروِّج للتصاميم الجزائرية المختلفة ليس فقط في فرنسا أو في الجزائر، بل في جميع أنحاء العالم”.
وتسلط نجاري الضوء على التصاميم المتنوعة، التي تتراوح من الزي الأمازيغي التقليدي إلى الكاراكو والقفطان، بدرجة أكبر عبر التركيز على موضوع معين كلَّ عام. ففي العام الماضي، دارت العروض حول الحايِك – وهو رداء أبيض تقليدي يُلفُّ حول الجسم. وفي العام 2016 أرادت مُنظِّمة هذه الفعالية التركيز على زي الزفاف التراثي، ثوب الشدة، الذي ترتديه النساء بمدينة تلمسان شمال غربي البلاد يوم زفافهن؛ ولأهميته الكبيرة صنفته منظمة اليونسكو على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. تقول مُلمِّحةً إلى موضوع الفعالية القادمة: “هذا العام، قد نعرض فساتين من الصحراء”.
ستجرى الدورة الرابعة لهذه الفعالية في الأول والثاني من ديسمبر 2018 بفندق نورماندي بمدينة باريس، الذي يقع على بُعد مرمى حجرٍ من متحف اللوفر. وسيتبع عرض الأزياء حفلة كوكتيل مستوحاة من الجزائر، سيحضرها وجهاء ومطربون محليون ومشاهير. وفي حين شهدت الدورات السابقة عروض أزياء لمصممي علامات مثل بربر كرييشنز، وسهام بن عمار، فإن هذا العام سيشهد عروضاً لعلامات غير معروفة كثيراً ومنها بيبا كوتور، وكاليسان كرييشنز، وأينا كوتور، والتي ستعرض جميعاً تصاميمها من الأزياء الراقية والجاهزة وفساتين الزفاف.
إلا أن رحلة مُنظِّمة هذه الفعالية لتسليط الضوء على ثقافة بلدها وتراثه لم تكن سهلة على الدوام لأنها المسؤولة الوحيدة عن تمويل هذه المنصة بكاملها، دون أن تتلقى أي رعاية خارجية أو استثمار. ولكنها ثابتة العزم ولن تتراجع عن مهمتها تلك. تقرُّ نجاري بالقول: “أنا متحمسة جداً للترويج للثقافة الجزائرية لسنوات طويلة، لأنها جميلة وجديرة بذلك”.
والآن اقرئي: أروع القطع المزدانة بطبعات الحيوانات لتضيفيها إلى خزانتكِ في الخريف