تابعوا ڤوغ العربية

هند صبري ترفع صوتها بوجه المتحرّش وتدافع عن المرأة

هند صبري الممثلة التونسية المصرية، المؤمنة بحرية المرأة العربية والتي تدافع عن حقوقها كل ما سنحت لها الفرصة. ترفع سقف التحدي وتقف في وجه كل متحرّش، داعمة نظيرتها في الدفاع عن كيانها كامرأة، ضاربة عرض الحائط كلام المجتمع والقيود التي ظلمت المرأة العربية.

هند صبري

هند صبري ترتدي القميص من Donia Ashry؛ التنورة من مقتنيات منسقة الأزياء؛ الحزام من Okhtein؛ الوشاح من Rebel؛ المجوهرات من Azza Fahmy. الصورة بعدسة Ämr Ezzeldinn.

من منطقة نزلة السمّان على مقربة من الأهرامات في مصر وصلت الممثلة هند صبري والحماس يملؤها. فنزلة السمّان منطقة شعبية تزخر بالبساطة التي تظهر واضحة من شكل الأبنية والشبابيك القديمة. ازداد حماس صبري مع وصول الخطاطة هند رياض، فاختيار عبارة (إكسري الصمت) التي خططتها على يد صبري نالت استحسان النجمة وكأنّ بها عبّرت خير تعبير عن ما تفكّر فيه وتأمل لأن بالأمل وحده يحيى الإنسان ولأن فسحة الأمل هي التي تنير حاضرنا ومستقبلنا وتحثنا على الاجتهاد والمضي قدماً. “الأمل هو بناتي عليا وليلى” هذا هو التعريف الذي قدمته الممثلة المصرية التونسية هند صبري عن الأمل فهي تعتقد أن الإنجاب بحدّ ذاته يتطلب أملاً بالغد. تتحدث النجمة الكبيرة عن الأمل والألم يعتصرها فهي لا تدري من أين يمكن أن نستمد الأمل بعد ما عشناه هذا العام وقد قالت: “2020 كانت فعلاً سنة “طفح الكيل”. أتمنى بعد مرور سنوات أن أتمكن من محو هذه السنة من ذاكرتي فقد غيرّت الكثير. كنت سنة عادلة مع 7 مليار إنسان.. دمرت الجميع بالتساوي”.

ترى صبري أننا نعيش حالياً مخاضاً طويلاً إلا أنها أكيدة أنه بعد هذه السنة وكل ما عشناه فيها لا بدّ للخير أن ينتصر والأمر برأيها ليس مستحيلاً ففيروس صغيرة سبب انهيار دول كبيرة. وفي هذا السياق تطرقت الممثلة إلى القيم الإنسانية ودورها في المجتمع فقالت: “الدين الصحيح هو الرادع الحقيقي والإيمان بالجوهر هو ما نحتاجه، والإيمان يعني أن نتوقف عن أذية الآخرين والغيبة والسرقة وأن نحترم الآخرين.. الدين هو تقدير الإنسان عامةً والمرأة خاصةً واحترام الحقوق التي منحها لها بعيداً عن إصدار أحكام استناداً إلى المظهر. الدين يظهر في الممارسات اليومية”.

2020 كانت فعلاً سنة “طفح الكيل

وكلام صبري يلقي ضوءاً على نشاطها في الشأن العام لا سيما في قضايا المرأة والبيئة التي ترى أن جيلنا لم يترك بسبب جشعه من مواردها شيئاً يمكن أن تستفيد منه الأجيال اللاحقة. وحكاية الفنانة التونسية المصرية اللامعة هند صبري مع القضايا الاجتماعية طويلة، فهي لا تفوّت فرصة من دون أن تدلي بدلوها مع أي حادثة تخّض المجتمع وتهزه، فما قولك حين تكون الحادثة تمسّ بالنساء؟! ومواقف صبري تتخطى حدود مواقع التواصل الاجتماعي فهي اشتهرت بأداء أدوار تحمل مغذى ورسالة اجتماعية لأنها تؤمن فعلاً أن الفنّ قادر على إحداث فرقٍ في المجتمع وهي بهذا الصدد تقول: “المجتمع يستمع للفنان ويتأثر به بسهولة وسلاسة وقد قدّم الفنانون على مرّ العصور نماذج كثيرة ولا يزال يقدّم نماذج تحاكي الواقع وتعالج قضاياه،” وتضيف: “لا أقول إن دوري كممثلة أهم من دور عالِم لا يعرف الناس عن عمله شيئاً. الصدق هو الأهم أياً كان الدور الذي يؤديه الفرد في المجتمع”.

هند صبري

هند صبري ترتدي قميص من مقتنياتها الخاصة؛ التنورة والوشاح من مقتنيات منسقة الأزياء؛ الحزام من Okhtein؛ الحذاء من Bottega Veneta؛ المجوهرات من Azza Fahmy. الصورة بعدسة Ämr Ezzeldinn.

مؤخراً استثمرت الفنانة التونسية قدرتها على التأثير عبر منصات التواصل الاجتماعي لتنشر التوعية في ما يتعلق بقضية التحرش التي عالجتها في فيلم عمارة يعقوبيان، وعن هذه الخطوة قالت صبري: “أنا ضد هذه الجريمة البشعة ومع تجريمها. التحرش جريمة والسكوت عنه جريمة أيضاً،” وتابعت: “في القانون ليتم توصيف حادثة ما على أنها جريمة لا بدّ من وجود ضحية. حين تلتزم الضحية الصمت لا يمكن توثيق الجريمة بشكل قانوني وستبقى مجرد مشلكة اجتماعية. قانوناً، لنتوصل إلى منظومة تحمي المرأة لا بدّ أن تساهم المرأة في توثيق الجريمة. الأمر يستدعي الشجاعة التي تتطلب بدورها مجتمعاً صحياً ودعم الآخرين، الأسرة والمجتمع في ظل خوف المرأة من الرجل وهذا ما لا يتوفر في مجتمعاتنا التي تمهد الطريق أمام التحرش ويجعل الفتاة مباحة لذكور خطأهم مغفور”. وبرأيها يُعزا سبب الأزمة إلى غياب الحدود الواضحة والتعريف الواضح لها، وأضافت: “لا بد من توعية الشباب وتشجيع البنات على كسر حاجز الخوف وفضح المتحرشين”.

توسعت صبري كثيراً في الحديث عن التحرش فقالت: “منذ سنوات كنت أظن أن الوقت لا يزال مبكراً لنتطرق إلى قضية التحرش، اليوم يبدو لي أن الوقت قد حان لتتجرأ الضحايا على الكلام. فكلما زاد عدد الضحايا اللواتي يبدين استعداداً للحديث عن تجربتهن، أصبحت القضية أقوى ولكن في الوقت ذاته لا بدّ أن ننظم الأمور كما حصل في أمريكا لنوحد الكلمة والموقف. لذلك تمّ إنشاء منصة “أنا زادة” أي أنا أيضاً والغرض منها جمع مختلف الآراء تحت رأي واحد لتشكل قوة ضاغطة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير القوانين”. وقد ساهمت هند صبري قدر المستطاع فكانت صلة وصل حين سنحت الفرصة مع جهات معنية مهتمة بهذه القضية وقدمت فيديو دعم لهم وحرصت على الترويج لهم في مختلف المناسبات.

ومعروف عن صبري حماسها الشديد للدفاع عن النساء وللحد من ظاهرة التحرش وقد قدّمت الكثير في هذا المجال إلا أنها تقول: “لا يمكنني أن أقول أنني أنجزت. فالموضوع لا يمكن حلّه بعمل فردي إنما يحتاج إلى تضافر مجتمعي وقانوني وسياسي. العمل الفردي في هذا المضمار أشبه بمحاربة طواحين الهواء. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغيّر المنظومة هو وعي المجتمع ونشر شعار “لا يعني لا” على الجميع والأمر يتطلب رفع الصوت من دون تردد إذ لا ينفع أن أكون مترددة وأن ألتزم الصمت بينما أدعو الأخريات إلى عرض تجاربهن. يكفي أن تتكلم واحدة بشجاعة لتكرّ المسبحة”.

وهي في الصدد وجهت عدداً من النصائح للمرأة فقالت: “الثقة بالنفس والقوة، نصرة المرأة، وتربية البنت والصبي من دون تفرقة”. وأدانت الرجل المتحرش وطالبت بالمحاسبة قبل المسامحة من دون أن تنكر وجود رجال محترمين كثر مقابل الرجال الذين يعتبرون أن مطالبة المرأة بحقوقها هي حرب ضده.

لا بد من توعية الشباب وتشجيع البنات على كسر حاجز الخوف وفضح المتحرشين

والمحاسبة تبدأ بسنّ وتطبيق قوانين رادعة تحمي المرأة وتصف الجريمة فغير مقبول أن تمر معاكسة امرأة في الشارع مرور الكرام لأنها نوع من التحرش. وقد وضحت قائلةً: “قد يصل التحرش إلى حدّ الاغتصاب، ولكن لا يجب أن نتغاضى عن ما هو أقل من ذلك لأن أي معاكسة بذيئة أو لمسة صغيرة قد تكون مؤذية للمرأة شأنها شأن الاغتصاب”.

والتحرش لم يكن الظاهرة أو القضية الاجتماعية الوحيدة التي عالجتها في أعمالها الفنية، فقد انتهجت أساليب كثيرة لتوصل أفكارها فقدمت دوراً كوميدياً في “عايزة اتجوز” لتناقش مشكلة تأخر الزواج لدى الفتيات بطريقة سلسة وممتعة تعلق في ذهن الجمهور وتقمصت دور المصابة بالسرطان في “حلاوة الدنيا” لتنقل معاناة مرضى السرطان على مختلف الأصعدة وهو من الأدوار الأحب إلى قلبها إلى جانب أدوارها في ” صمت القصور” وفي “نورا تحلم” الذي تعتبره أصعب أدوارها على الإطلاق.

اقرئي أيضاً: 10 من أهم آراء الفنانة هند في الحياة

اهتمام صبري بالقضايا والمشاكل التي يعانيها المجتمع تخطى فنها ولا عجب في ذلك فقد تخصصت في مجال الحقوق وبعيداً عن الفنّ تُعد هند صبري واحدة من 4 نساء روجن لانتفاضة المرأة في العالم العربي وقد قالت عن ذلك: “لم أخشى أن يقلل ترويجي لانتفاضة المرأة من قاعدتي الجماهيرية لا سيما بين الرجال فأنا أدافع عن حق ولا أطالب باغتصاب حقوق الآخرين،” وتضيف: “أحلم بتحقق المساواة يوماً ما بين النساء والرجال في المجتمعات العربية. أتمنى أن نصل لهذا الحلم الكبير الذي حاربت النساء العربيات وما زلن يحاربن من أجل تحقيقه فنتمتع بأعلى درجات المساواة على غرار النساء في المجتمع الاسكندنافي”. فهند تعتقد أن المرأة لا يزال أمامها الكثير والمشوار أمامها طويل جداً إلا أنها أعربت عن تفاؤلها بعد أن اتحدت النساء واجتمعن على ضرورة حصولهن على حقوقهن كاملةً.

هند صبري

هند صبري ترتدي الفستان من Donia Ashry؛ الحذاء من Bottega Veneta. الصورة بعدسة Ämr Ezzeldinn.

حازت صبري على مدار مسيرتها الفنية الكثير من الجوائز إلا أنه ورغم أهميتها كمؤشر يؤكد أنها على الطريق الصحيح وكمبعثٍ للفخر والسعادة تعتبر أن أفضل وأكبر تكريم هو حب الجمهور ودعمه. ومؤخراً انضمت صبري إلى منصة نتفلكس العالمية وقد قالت: “أنا فخورة وسعيدة لا سيما وأنني أول فنانة عربية تتعاقد معها الشبكة العالمية لتقديم عملٍ كمنتجة منفذة وبطلة له”.

اقرؤوا أيضاً: إليكم أهم إطلالات النجمة العربية هند على السجادة الحمراء

من ضمن ما اكتسبته من وطنها الأم تونس، تتقن الفنانة الشابة اللغة الفرنسية ورغم أنها لم تستفد منها حتى الآن لتقديم أعمال تطرق من خلالها باب العالمية وهي تقول: “تأتي العالمية من الإغراق في المحلية وهي اختيارات فأنا اخترت للجان تحكيم مهرجانات عالمية كبرى لأنهم وكما قالت حيثيات اختياري وجدوا في أعمالي تعبير حقيقي وصادق عن المرأة العربية”. وبالحديث عن المهرجانات كان لا بدّ من التطرق إلى مهرجان كان، أحد أهم المهرجانات العالمية وعنه قالت هند صبري: “أول مشاركة لي في مهرجان كانت في العام 1994. 25 عاماً من المواجهات الكبرى والخبرة والمتعة. شاركت حينها بفيلم حاز جائزة ومذاك توالت مشاركاتي على مرّ السنوات طرحت في خلالها الكثير من الأفكار. للأسف لم يتسنى لي المشاركة في العام 2020 بسبب الظروف الراهنة. أتمنى أن تعود الأمور إلى مجراها في العام المقبل”.

هند صبري

هند صبري ترتدي قميص من مقتنياتها الخاصة؛ التنورة والوشاح من مقتنيات منسقة الأزياء؛ الحزام من Okhtein؛ الحذاء من Bottega Veneta؛ المجوهرات من Azza Fahmy. الصورة بعدسة Ämr Ezzeldinn.

وهي وإن اكتسبت الشهرة في مصر لم تنسى يوماً وطنها تونس لذلك تحاول رد جميل بلادها من خلال جمعيتها الجديدة “مفيد” وهي جمعية مجتمعية في المقام الأول تسعى لتنمية المجتمع وترمي إلى نشر قيم التكافل والتراحم والثقافة والفن.

أنا ضد هذه الجريمة البشعة ومع تجريمها. التحرش جريمة والسكوت عنه جريمة أيضاً

بالإضافة إلى كونها ممثلة وناشطة اجتماعية، صبري امرأة وأم؛ امرأة تهتم لشكلها وإطلالتها وأنوثتها وأم تراعي بيتها وأسرتها وأولادها. المرأة في هند صبري تهتم الاهتمام بجمالها من دون مبالغة أو من دون اعتماد روتين ثابت فهي تهتم كثيراً ببشرتها ونضارتها خوفاً عليها من مساحيق التجميل التي تستعملها في عملها ومن الإضاءة التي تتعرض لها أثناء التصوير. وللإطلالات خلال المناسبات الفنية تعتمد صبري أحياناً على ذوقها الخاص وتتعاون أيضاً مع أسماء لامعة في مجل تنسيق الأزياء تفهم ذوقها الكلاسيكي وتدرك أنها تبحث عن ما يناسبها بعيداً عن الالتزام الأعمى بالموضة مثل إيمان الخميسي وياسمين عيسى وسعيد رمزي.

أما صبري الأم فهي تولي عائلتها اهتماماً كبيراً وتؤكد أنها أحسنت اختيار شريك يمكنها معه تأسيس أسرة سليمة فهو إنسان محترم جداً يقدر المرأة ويعزها وقد لمست ذلك من تقديره لأمه واحترامه لها وهي تقول: “الرجل الذي يقدر أمه ويحترمها سيحترم أي امرأة أخرى”. صبري وزوجها متفاهمان يسود الاحترام علاقاتهما المبنية على مسلمات لا يمكن تخطيها كاحترام عملها وشخصيتها وهذا ما سهل عليها استشارته في الأمور الكبرى لأنها أكيدة أن رأيه سيكون دائماً لصالحها. وفي ما يتعلق ببناتها، تحرص هند صبري على زرع قيم مهمة فيهما كالاستقلالية والاعتماد على الذات واحترام العادات والتقاليد الصحيحة التي نشأت عليها في منزل أهلها، وتحرص بشدة على تحلي بناتها بالقدرة على التعاطف مع الآخرين والطيبة بالتعامل مع الآخرين وحب الإطلاع والمشاركة، فبنظرها هذه القيم تقرّب المسافات بين الناس والشعوب وتساعد على بناء مجتمع صحي لا يحكم فيه الناس بعضهم على بعضهم الآخر بناءً على مظهرهم أو ديانتهم.

هند صبري

هند صبري ترتدي معطف من Maison Rabih Kayrouz؛ الحذاء من Ramla؛ المجوهرات من Azza Fahmy. الصورة بعدسة Ämr Ezzeldinn.

تتمنى صبري أن تبقى قادرة على تمثيل المرأة العربية بكل مخاوفها وآلامها ومشاكلها وأفراحها وأن تخدم الوطن العربي وأن تربي بناتها تربية تمنحهم مستقبلاً أجمل، وهي تقوم حالياً باستكمال تصوير مسلسلي “هجمة مرتدة” تحت إشراف المخرج أحمد علاء إلى جانب صديقها النجم أحمد عز وعدد كبير من النجوم؛ كما تتابع تصوير فيلم “كيرة والجن” مع المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد والنجوم كريم عبد العزيز وأحمد عز وعدد كبير من النجوم. وفي شهر أكتوبر المقبل ستبدأ بتصوير فيلم جزائري فرنسي. جدول حافل جداً لفنانة لمع اسمها في مجال الفن وعرفت كيف تستفيد من ذلك ليعلو صوتها في المكان والوقت المناسبين لنصرة المجتمع وقيمه العليا.

فريق التصوير:
تصوير Ämr Ezzeldinn
تنسيق الأزياء Yasmine Eissa
تصفيف الشعر Ahmed Mounir
المكياج Aya Abdalhamid
العناية بالأظافر Mariam Tarek
إنتاج SNAP14 Productions و Laura Prior
تصميم الخلفيات Noor Satea
مصمم المنسوجات المستدامة Kiliim
الأقمشة Yara Ismail
الخطّاط Negmedine
العبارة المكتوبة على اليد Hend Rady
مساعدة تنسيق الأزياء Habiba Rahouma
تم التصوير في Cheops Observatory من قبل Studio Malaka Architecture

اقرؤوا أيضاً: من هند إلى عفاف جنيفان.. إليكِ هذه الباقة المختارة من التونسيات المتفوقات اللواتي يلهمنكِ النجاح

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع