لقد أصبح امتلاك تصميم هودي نسائي أساسيًّا بالنسبة لكلّ من تشتهر باعتمادها إطلالات مواكبة للموضة، إذ لم تعد هذه القطعة مخصّصة لمن تفضّل الأسلوب الرياضيّ وحسب، بل أصبحت طرق تنسيقها عمليّة أكثر، بفضل رواج ارتداءها مع ملابس مختلفة، مثل البليزر والتنانير.
كلّ قطعة نرتديها لها قصّة مشوّقة تخبر الكثير عنها، بما في ذلك الوقت الذي ظهرت فيه لأوّل مرّة، وما كانت الغاية وراء تصميمها، والسترات المُرفقة بقلنسوة التي تُعرَف باسم الـ «هودي»، هي من بينها. إنّها تمتلك تاريخًا مثيرًا للاهتمام، إذ تعود أصول ارتداءها، وفقًا لأقدم نصّ آشوريّ مكتوب، إلى أكثر من 3000 عام، حيث كانت تقاليد تغطية الرأس موجودة في ديانات مختلفة انتشرت في ذلك الوقت، وخصوصًا في الإمبراطوريّة الآشوريّة التي امتدّت من الخليج الفارسيّ إلى البحر الأبيض المتوسّط وأوروبا في العصور الوسطى.
لم تحظَ الـ «هودي» بالتصميم الذي نعرفه اليوم، بالاهتمام إلّا في ثلاثينيّات القرن العشرين، وذلك عندما أطلقتها شركة «نيكربوكر نيتينغ» التي أصبحت لاحقًا العلامة الشهيرة اليوم بصناعة المستلزمات الرياضيّة، «تشامبيون». لقد كان ذلك عندما لاحظ المسؤولون في جامعة ميشيغان أن الملابس الداخليّة التي تشتهر هذه الشركة بصناعتها متينة وعمليّة، ولذا، طلبوا منها تصاميم «هودي» لأعضاء فرقها الرياضيّة. ونظرًا لتصميمها المريح والعمليّ والمتين، أصبحت أيضًا خيارًا لمن كانوا يتولّون مهام قصّ الأشجار، لحماية أنفسهم من الجروح التي تسبّبها الأغصان، وأيضًا لعمّال المستودعات المُبَرَّدة، حيث كانت تؤمّن لهم الراحة والدفء.
بدأت الـ «هودي» تحقّق رواجًا كبيرًا في السبعينات، وذلك مع ظهور ثقافة الهيب هوب، حيث بدأ بارتدائها من اهتمّوا بهذا المجال، من نجوم غناء وراقصين، الأمر الذي ساهم بتوسّعها أكثر عالميًّا. ولاحقًا في التسعينات، ازدهرت أكثر مع ظهور موسيقى الراب التي ولّدت نجومًا نالوا شهرة عالميّة، واعتبروا أنّها تتوافق بشكل مثاليّ مع مواقفهم الجريئة، ومن بينهم أعضاء فرقة «وو تانغ كلان»، الذين ظهروا على غلاف ألبوم «Enter the Wu-Tang (36 Chambers)» الذي أطلقوه في العام 1993، وهم يرتدونها. وهكذا نالت شعبيّة واسعة بعدما أقدم الجمهور المهتمّ بهذا النوع من الموسيقى على اعتمادها، ووجد البعض أيضًا أن ارتداءها مثاليّ للشعور بالأمان والخصوصيّة، إذ إنّ القلنسوة الواسعة تساعد على إخفاء الوجه.
بعدما أقبل الكثيرون على ارتداء الـ «هودي»، بدأ مصمّمو الأزياء العالميّين يقدّمونها في مجموعاتهم بما يعكس هويّة الدار والمصادر التي استوحوا منها التصاميم. وهكذا، برزت على منصّات العروض بقصّات وألوان وتفاصيل تحاكي موضة العصر، مع دور شهيرة مثل «رالف لورين»، و«جيورجيو أرماني»، و«تومي هيلفيغر»، وما زالت منذ ذاك الوقت وحتّى اليوم، تحجز مكانة كبيرة لها بين صيحات الموضة.
هودي نسائي من عروض الأزياء
في الفترات الأولى التي دخلت فيها السترات المُرفَقة مع قلنسوة عالم الموضة، كانت تُعتَمَد غالبًا من قِبَل من يفضّلون الإطلالات الرياضيّة. ولكن اليوم، لم يعُد تنسيقها مقيّدًا بأي قواعد، وهذا أمر أظهره مصمّمو الأزياء من خلال إدراجها في المجموعات مع تصاميم أنثويّة، مثل إطلالة من عرض «كارولينا هيريرا» لخريف وشتاء 2023- 2024 برزت فيه بتصميم يعكس الأنوثة، حيث تميّزت بأكمام واسعة وبطبعات للأزهار، ونُسِّقَت مع تنورة طويلة بالتصميم نفسها. وفي مجموعة «بروينزا شولر» لخريف وشتاء 2023- 2024، تميّزت بتصميمها الرياضيّ، إنّما ارتدتها عارضة الأزياء مع تنورة طويلة من الجلد، في حين تمّ تنسيقها بما يعكس الجرأة في مجموعة «پرايڤت پوليسي» لخريف وشتاء 2024- 2025، وذلك مع جوارب طويلة من الشبك، وقفازات عالية من الجلد.
أفكار تنسيق هودي نسائي
إضافة إلى عروض الأزياء، يمكنك أن تستلهمي أجمل الأفكار لتنسيق هذه القطعة بما يمنحك إطلالات عصريّة مميّزة. إنّها تتوافر بخيارات رائعة، منها هودي بسحاب أو بدونه، ومنها على شكل فستان طويل مثل الذي قدّمته علامة «أڤاڤاڤ» في مجموعتها لخريف وشتاء 2024- 2025، إضافة إلى التي تكون مزيّنة بعناصر ملفتة، مثل الرسومات، والتطريزات، وأحجار الخرز اللامعة وغيرها.
من أكثر الطرق تميّزًا لارتدائها، هي مع بنطلون الكارغو الذي يعدّ من الأكثر رواجًا هذا العام، وحذاء رياضيّ، لتحصلي على إطلالة مريحة وعصريّة، تضفين عليها الأنوثة من خلال اختيار تصاميم أقراط دائريّة، أو أخرى مميّزة بأشكال ملفتة.
ومن الخيارات الرائجة التي تتناسب مع الـ «هودي» أيضًا، الشورت الذي اعتاد سائقو الدراجات الهوائيّة ارتداءه أثناء ممارستهم هذه الهواية، قبل أن يجد طريقه إلى عالم الموضة النسائيّة، متيحًا لك التميّز بإطلالة مريحة وأنثويّة وعصريّة في الوقت نفسه، خصوصًا إن نسّقته مع نظارات شمسيّة مناسبة لشكل وجهك، وحقيبة أنثويّة، إضافة إلى قبّعة رياضيّة.
فكرة أخرى مميّزة لترتدي هذه السترة خلال الأيّام المقبلة، والتي تتميّزين بها من خلال تنسيقها مع ملابس شتويّة بصيحات مميّزة، مثل المعطف الطويل المزيّن بتقليمات عاموديّة التي تعدّ من أكثر الأنماط روعة ورواجًا لهذا الخريف، وحذاء «أوغز» المتّسم بنعله العريض وبتصميمه الذي يمنحك الدفء. وبالنسبة للقبّعة، فإنّ تلك المعروفة باسم قبّعة الـ «بيسبول» هي من التصاميم الأروع، سواء أردت وضع قلنسوة السترة فوقها أو لا.
اقرئي أيضًا: تصاميم جاكيتات رسمية نسائية سترتديها كلّ مواكبات الموضة في الموسم المقبل