لطالما بدا ﭭنست داريه بإطلالته الأنيقة من خلال ستراته الرائعة وشعره الداكن المميز وكأنه جزءاً من اللوحات التي كان يرسمها بنفسه.
يتجلى ولعه بالرسم في ابتكار صور سريالية لأيدٍ وأقدام منفصلة أو لحيوانات تقفز عبر المشاهد الطبيعية. ومع ذلك فلطالما كنت مقتنعة بأن المصمم متعدد الثقافات هذا يظهر في مكان ما من الصورة كنقشٍ بارز فيها: إما بهيئة صورة مصغرة على ظهر حصان راكض فوق خلفية وردية أو ملفوف بسلك على هيئة مخلوق نصف إنسان ونصف حيوان بين المخلوقات المرسومة بأسلوب دادا إيسكوDada-esque الفني في مجموعته.
قابلت ﭭنست داريه للمرة الأولى عندما عمل مع كارل لاغرفيلد في علامة فندي وقد تتبعت حياته المهنية في عالم الأزياء بدءاً من ترؤسه لعلامة موسكينو وهي نقطة ذكية بالنسبة لمصمم يمتلك حساً فكاهياً معاصراً وحتى عرض مجموعاته في علامة أنغارو. كما أنني معجبة جداً بعمله مع الفنان ﭙيير لو-تان وخبير الأقمشة ﭙيير فراي أيضاً. غير أنني فهمت من خلال متجره الصغير في باريس المخصص للديكورات الداخلية ذوقه الفوضوي وعشقه للأسلوب السريالي الخيالي والحرف اليدوية الرائعة التي تجمع بين أعماله الإبداعية.
ضحك ﭭنست داريه بشدة عندما جلست على أريكة مخملية صغيرة دون أن أدرك شكل ظهرها الذي كان على هيئة عاشقين يتبادلان القبلات. ربما أكون قد قضيت ساعات طويلة في بوتيك ميزون داريه ذاك الواقع في شارع دو مونت تابور تاركةً عيناي تتفحصان الخلفيات الجدارية للتمعن في تفاصيل لا حصر لها مرسومة برأس قلم حادٍ دقيق.
إنني أشارك ﭭنست داريه ولعه بالأسلوب السريالي وتمنيت لو كانت لدي الجرأة لارتداء شيء ملائم لخياله الخصب عندما ذهبت لحضور حفلة إطلاق مجلة لوفيسييل l’Officiel التي تولى تحريرها هو. تضمن الإطلاق مجموعة غلاف من تصوير كارل لاغرفيلد باللونين الأبيض والأسود بشكلٍ كامل باستثناء اسم “جان كوكتو” الذي كان ينبض باللون القرمزي.
كيف يمكن لهاوي جمع القطع الثمينة هذا بذوقه الاستثنائي الرائع أن يمتلك الشجاعة لبيع محتويات شقة أحلامه مع أرائكه الناعمة المزخرفة التي تعود إلى القرن الثامن عشر وتماثيل الجنادب النحاسية مدببة الأطراف وثريات عصر الفضاء والمخلوقات البحرية الخزفية إضافة إلى أريكة دالي ماي ويست ليبس على هيئة شفاه دون جسد في مزاد علني بدار مزادات بيزا في باريس يوم الأربعاء.
يشرح ﭭنست داريه قائلاً: “كانت شقتي عبارة عن مختبر أحلامي. رسمت على الجدران كافة الصور المأخوذة من حياتي الماضية لذا فهي أشبه بدرج ذكريات كبير بالنسبة لي. لقد كانت الشقة مسرح حياتي بالكامل.”
تشبه شقته التي تعكس حقب زمنية وعصوراً مختلفة “تُغيّر شكلها وفقاً لمزاجي العام” حسب تعبيره “قصراً فاخراً مهجوراً” في بعض الغرف وحجرة من التحف مغطاة بالألوان الأساسية لتظهر كمسرحية غنائية كوميدية”. يقول “ملأ أصدقائي هذا المكان بحفلات العشاء والرقص والعروض المرتجلة. ويأتي بيع مقتنيات هذه الشقة بالنسبة لي انعاكساً للضرورة النابعة من رغبتي في إعادة تكوين نفسي من جديد.”
يستعد هذا الرجل للبدء في مهمة البحث وجمع المقتنيات المتميزة من جديد كباقي هواة جمع القطع الثمينة البارزين.
سينطلق مزاد “Vincent Darré: Extravagance Dadaïste” في الـ23 من نوفمبر في دار مزادات بيزا الواقع في شارع 118 فوبورج سان أونوريه في باريس (www.piasa.fr).