تتغيّر صناعة الأزياء، وتتجه إلى اتجاه أكثر تنوعاً وشمولية في اختيار العارضات، وبذلك يحصلن النساء في الوطن العربي على التمثيل الذي يستحقنه.
احتفاءاً بهذا التطور المطمئن، تتكرم ڤوغ العربيّة بأن تضع على غلافها وجوهاً جديدة من العالم العربي وهن نورا عتّال، ونور رزق، ومليكة المصلوحي، وليلى كريم غريس، وحياة مكارثي، في صورة جماعية التقطتها عدسة المصور دان بيلو ونسّقت الإطلالات فيها مديرة قسم الأزياء في ڤوغ العربيّة كيتي تروتر، حتى يضع هذا الغلاف العارضات العربيات على الخارطة في عالم الأزياء. هؤلاء العارضات الخمسة هن نجمات أغلفة عدد شهر ديسمبر 2019، يختتمن العام بالطريقة التي تود ڤوغ العربيّة بالانطلاقة بها نحو العام الجديد – بتمثيل العرب بشكلٍ أكبر في عالم الأزياء.
“بدماء مغربية وجزائرية، ولبنانية، ومصريّة تجري في عروقهن، تقوم كلّ من نور، ومليكة، وحياة، وليلى، ونورا بنقل جمال العالم العربي إلي المشهد العالمي” هذا ما قاله رئيس تحرير ڤوغ العربيّة مانويل آرنو، وأضاف “في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن ‘التنوع’، حان الوقت للعارضات العرب لأن يظهرن في عروض وحملات كبرى، فالشرق الأوسط هو أحد أكبر أسواق الأزياء العالمية وهو بحاجة لأن يتم تمثيله على صعيدٍ عالمي”.
تسير الصناعة نحو التغيير بخطى ثابتة، حيث تظهر العارضات العربيات والمسلمات في العروض البارزة والحملات الكبرى في المواسم الأخيرة، أحدثها حملة بربري لموسم الأعياد، التي ظهرت فيها العارضة إكرام عبدي عمر، لتصبح أول عارضة محجبة في إعلانات العلامة البريطانيّة. وعلى الرغم من أن هذا التغيير قد يكون بطيئاً ولكنه يساهم إلى حد كبير في تغيير المفاهيم الخاطئة عن العرب، والمرأة المسلمة حول العالم.
نجمات غلاف ڤوغ العربيّة يمثّلن الجيل الجديد من الشباب الذين يهدفون إلى كسر الحواجز الاجتماعية والثقافية وفتح أبواب الحوار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها عبر الموضة.
“لا يوجد أحد فريد نوعه” هذه كانت إجابة العارضة حياة مكارثي عندما سئلت عمّا يميّزها بين العارضات العربيات. أضافت “لا أرى هذه المراتب ولا أفخر بها. لا يمكن أن يكون أحدهم أحسن من الآخر. يمكن أن نقوي السيدات العربيات عندما نسألهن عن قصصهن”. أما بالنسبة إلى ليلى كريم غريس فتعتقد أن “النساء العربيات يمكن أن يشعرن بالقوة والجمال بدون أن يبدين كالغرب أو أن يتخلين عن شعورهن بالفخر بعروبتهن”.
هذا الظهور ليس الأول بالنسبة للعارضة المغربية نورا عتال على أغلفة ڤوغ العربيّة، فقد تصدرت غلاف المجلة في 2017 بإطلالة مستوحاة من الأزياء التراثية في المغرب، وتقول “تأثير الشرق الأوسط هو أكبر من أي وقت مضى في الموضة، وأنا سعيد بكوني جزء من ذلك بأن أمثله. الكثيرات من السيدات العربيات يلهمنني بما يقمن به في الدفاع عن حقوق الإنسان، ونجاهن كرائدات أعمال أو صانعات أفلام يسلطن الضوء على معاناة السيدات في الشرق الأوسط”.
تؤكد نور رزق على أن العديد من رائدات الأعمال والمصممات والمبتكرات والمؤثرات في المنطقة قد بدأن يعرفن عالمياً، وتقول “أن يتمكن أحدهم يعني أن يعبّر عن نفسه. الأمر يتمحور حول التعبير عن هويتك وعن المكان الذي جئت منه – كل ذلك الجمال في كونكِ امرأة عربية اليوم. كلما أظهرتِ التنوع فيما تقدمين ستمكنين نفسكِ وكلّ السيدات العربيات من حولكِ”.
يحتفي عدد شهر ديسمبر بالتألق، ويحتفل بموسم الأعياد بجلسات التصوير الخلابة ونصائح الاستعداد للحفلات بأساليب المكياج، بالإضافة إلى دليل للإكسسوارات، ومقابلات مع أشهر المصممين أمثال أمينة المعادي وتوري بورش، ودوقة يورك، سارة فيرغيسون، والثنائي الشهير كريسي تيغن وجون ليجند، بالإضافة إلى أشهر النجوم العرب في مهرجان القاهرة السينمائي. وفي شراكة هذا المهرجان العريق مع ڤوغ العربيّة أطلقت حملة إلكترونية على موقع المجلة مع فيديو تصدرته أشهر النجمات العربيّات يقول عنه رئيس التحرير مانويل آرنو “الفيديو الذي أطلقناه على الموقع يسلط الضوء على حقيقة أن النساء لا يدفع لهن أجور مساوية مع الرجال في الدراما العربيّة، كما أنهن لا يحصلن على الفرص ذاتها أمام وخلف الكاميرات. لقد ذهلت بالأصداء التي أحدثتها هذه الحملة – ذلك يعطيني الأمل أن عام 2020 سيكون الأفضل على الإطلاق. وأنا مستعد”.
ڤوغ العربيّة ومهرجان القاهرة السينمائي يسلطان الضوء على المساواة بين الجنسين في صناعة الأفلام