منذ دخولها عالم الأزياء بقوة عام 2015، حققت علامةُ مرزوق، التي تحمل اسم عائلة مالكيها الشقيقين الكويتيين فهد وشوق المرزوق، انتشاراً واسعاً، وباتت معروفة عالمياً بتصاميمها المميزة وتعاونها مع مشاهير الشخصيات فضلاً عن حقائب اليد المرصعة بالكريستال من إنتاجها. واليوم، توظِّف هذه العلامةُ الشرق أوسطية إكسسواراتها الفاخرة رائعة الجمال لتسليط الضوء على موضوع عادةً ما تلتصق به وصمات عار في ثقافة المنطقة، ألا وهو الصحة العقلية. وعلى إثر مجموعتها التي طرحتها الموسم الماضي بتصاميم مستوحاة من الصيدليات، ها هي حملة ’مرزوق‘ لربيع وصيف 2020 تعود تحت عنوان ’فارما أزور‘، لتطرح من جديد الحقائب الأكثر طلباً، التي تأتيكِ على هيئة حبة دواء بدرجات اللون الأزرق، للفت الأنظار إلى مدى قوة هؤلاء الذين يواجهون صعوبات على مدى رحلة معاناتهم مع مشكلات الصحة العقلية.
قبل إطلاق هذه المجموعة رسمياً، أقام الأخَوَان مرزوق فعاليةً مؤقتة في مدينة الكويت يوم 3 ديسمبر بالتعاون مع مبادرة آساب، وهي حملة خاصة شاركت في تأسيسها رائدةُ الأعمال الكويتية في مجال التجميل الشيخةُ ماجدة الصباح، تلتزم برفع الوعي بالصحة العقلية والاستثمار في المبادرات ذات الصلة. ويهدف هذا التعاون إلى نقل هذه الرسالة، والتبرع بجزء من الإيرادات لصالح تلك المؤسسة غير الربحية. التقت ڤوغ العربية هذين المصممين وأجرت معهما حواراً تحدثا خلاله عن التصوّر العام للصحة العقلية في المنطقة، وكيف يقتطعان جزءاً من وقتهما المتخم بالمشاغل من أجل الحفاظ على عافيتهما العقلية، وممن استلهما مجموعتهما السابقة.
كيف تريان النظرة للصحة العقلية في ثقافة منطقة الشرق الأوسط، وكيف تغيّرت تلك النظرة من وجهة نظركما على مدار السنوات القليلة الماضية؟
شوق: يقع تمكين الشباب في صميم كل ما نقوم به في ’مرزوق‘. ونفخر جداً باضطلاعنا بدور فاعل في نقاش الصحة العقلية، وهذه الفعالية هي الخطوة الأولى في جهودنا تجاه العافية العقلية والنفسية. ويطرح عدد متزايد من العلامات منتجات تُعني برفع الوعي بالصحة العقلية أو تهدف إلى جمع التبرعات لصالح المنظمات المتخصصة في علاج الأمراض العقلية. وهذا أشبه بالطريقة التي تجتمع بها الموضة حول قضايا أخرى مثل التنمر وحقوق المرأة. وفي الحقيقة، كلما تحدثنا أكثر عن الصحة العقلية، وكلما كان الحديث عنها شيئاً طبيعياً في حواراتنا، زاد شعور الناس ممن يعيشون هذه المعاناة بالارتياح لأنهم سيجدون مَن يساعدهم ويقف إلى جانبهم، وهذا هو ما يحتاجون إليه. إنها فرصة لأن نوصل رسالة ذات أهمية بالغة – فرصة لإلقاء الضوء على هذه القضية وتوسيع نطاق هذه الرسالة، ونأمل أيضاً أن نوفر قدراً لا بأس به من الموارد الإضافية لصالح هذه القضية. ومن ناحية أخرى، علينا أن نعترف بأهمية الاعتناء بعافيتنا، وينبغي أن يدخل الحديث عنها في صميم حوارنا كل يوم.
فهد: إنه قطاع من الصحة يحتاج لأن نتناوله على نطاق أوسع مما هو عليه الآن. وعلى الرغم من النقلة الثقافية الملحوظة التي شهدناها في نظرة المجتمع للصحة العقلية، فإنه لا يزال هناك الكثير والكثير من العمل ينبغي القيام به. وفي إطار الجهود المتنامية نحو إزالة الوصمة الملتصقة بالحديث عن الاضطرابات العقلية والنفسية، أردنا أن نضطلع بدورنا في هذا الجانب وأن نسهم في نشر هذه القضية من أجل التبرع لمنظمات مثل مبادرة ’آساب‘ التي تقف إلى جوار هذه القضية.
قادة مبادرة ’مرزوق وآساب‘. من اليسار: الشيخة ماجدة الصباح، وفهد المرزوق، وشوق المرزوق. الصورة بإذن من ’مرزوق‘
مَن أو ماذا ألهمكما الالتفافَ حول هذه القضية بالتحديد؟
شوق وفهد: يشهد مجتمعنا توجّهاً عاماً نحو الاعتناء بالصحة العقلية. وقد جذبت مبادرة ’آساب‘ أنظارنا عبر حملتها السابقة ’مو عيب‘ التي ضمت عدداً من المثقفين والمحترفين، علاوة على شخصيات معروفة بالمجتمع، تحدثوا عن حقك في السعي للحصول على مساعدة دون أن ينبذك المجتمع. وماجدة الصباح هي صديقة شخصية لنا، وتحدثنا معها عدة مرات حول هذه القضية، وشعرنا أنها قضية عظيمة علينا أن نساندها ونرفع الوعي بها.
اذكرا لنا بعض الأساليب التي تتبعانها في تخصيص وقت من أجل التركيز على عافيتكما العقلية؟
شوق وفهد: مع ظروف عمل كعملنا، يبدو الأمر في بعض الأحيان وكأننا نجري على “جهاز مشي كهربائي” ليس به زر إيقاف. ولكننا تعلمنا بحلول هذا العام أن نتخذ خطوة للخلف والتركيز على أنفسنا. كلانا بات يعتبر الصحة من أولى أولوياتنا. فنحن نذهب لصالة “الجيم” لممارسة الرياضة يومياً، وهي تخفف عنا الشعور بالضغط كثيراً. لقد بدأنا أيضاً ممارسة رياضة التأمّل في الصباح قبل أن تبدأ مشاغل اليوم، وهو ما ساعدنا أيضاً على أن نبدأ يومنا بذهن صاف. وبالنسبة لهذه الفعالية، تعاونا مع عدد من المحترفين المختلفين من أجل إعداد تخطيط تفاعلي يتيح لكِ متابعة حالتكِ، ومعرفة المزيد عن عقلكِ وجسمكِ وروحكِ من خلال هذه الممارسات البسيطة. وربما تكوني بحاجة للخروج أكثر، أو أن تأكلي على نحو أفضل -أيّاً كانت احتياجاتكِ– عليكِ أن تفهمي ذاتكِ بطريقة سهلة وبسيطة.
جانب من الفعالية المؤقتة التي نظمتها ’مرزوق‘ بالتعاون مع مبادرة ’آساب‘ في مدينة الكويت. بإذن من ’مرزوق‘
برأيكما، لماذا يعد الحوار عن الصحة العقلية أمراً مهماً، وكيف يمكن تشجيع هذه النوعية من الحوارات لتصبح أمراً طبيعياً في حياتنا اليومية؟
شوق وفهد: حملتنا الأخيرة التي أقيمت في صيدلية مؤقتة كانت مستلهمة من قوة هؤلاء الذين كانت لديهم الشجاعة للحديث عن مشكلاتهم وكيف يمكن إزالة تلك الوصمة. وفي حين أن مواجهة هؤلاء الذين لا يستوعبون الحراك نحو التوعية بالصحة العقلية أمرٌ ليس باليسير، من المهم أيضاً الإشادة بجهود هؤلاء الذين يسعون نحو تثقيف المجتمع بأهمية الاهتمام بصحة عقولنا، وعلاج هؤلاء الذين مروا بأوقات عصيبة في محاولة التعايش مع مخاوفهم وكيفية التعامل معهم بشكل سليم. إن دورنا كمصممين هو أن نستغل منصتنا في مناقشة تلك القضية. مَن الذي بحاجة إلى مساعدة؟ وكيف يمكننا مساعدة هؤلاء؟ بأن نجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة، وأن هناك كثيرين يعانون معاناتهم.
إلى أي مدى يختلف موسم ’فارما أزور‘ عن حملة ’مرزوق فارما‘؟ ولماذا اخترتما اللون الأزرق ليكون نجم مجموعتكما هذه المرة؟
شوق وفهد: هذا الموسم، تضم ’فارما أزور‘ مركز تجميل طبياً يرسخ للمفاهيم المرتبطة بالصحة. وتساعد التصاميم التي تركز على شكل حبة الدواء على التعامل مع ضغوط المجتمع، وتبعث على الاسترخاء، وتأخذكِ إلى مكان هادئ يحمل اسم ’فارما أزور‘. واللون الأزرق يبعث في النفس الشعور بالهدوء، ومعروف عنه تأثيره الإيجابي على نفسية الإنسان. وهي تشبه كثيراً الموسم الماضي عندما صببنا تركيزنا على صيدلية اسمها ’مرزوق فارما‘. ونحرص في كل حملة على تقديم رسالة قوية، ولكننا أردنا أن نقدمها بشكل مرح. ولم نرد أن نركز اهتمامنا على قضية بعينها، ولكن التعاون مع مبادرة ’آساب‘ وتضافر جهودنا في هذا الحدث أتاح لنا التركيز على تقديم رسالة قوية، وفي الوقت نفسه سنسهم بالتبرع بجزء من الإيرادات لصالح هذه القضية.
حقيبة كلاتش زرقاء على شكل حبة دواء من مجموعة ’مرزوق‘ لصيف وربيع 2020. الصورة بإذن ’مرزوق‘
اقرئي أيضاً: هذه هي الأسباب التي دفعت الشيخة ماجدة الصباح للحديث بصراحة عن معركتها مع الاكتئاب
