تابعوا ڤوغ العربية

بولغري x ماري كاترانتزو.. رحلة تعاون بدأت بلقاء فتشكيلة سيربنتي ميتامورفسيس

حقيبة السهرة سيربنتي ميتامورفسيس والمصممة ماري كاترانتزو

عبر تطبيق زوم، التقينا ماري كاترانتزو المصممة ذات الأصول اليونانية. «ملكة  النقوشات» كما لقبتها الصحافةُ، حدثتنا بشغف عن تعاون ركيزته الإبداع والمهارات الفنية. هي التي تمزج بين التكنولوجيا والبراعة الحِرفية تعتمد الزخارف المبتكرة والثرية. عالمها يتصف بالأنوثة، والابتكار، والجرأة، والحس الفني. عالم شاركته مع دار بولغاري فأثمر تشكيلة «سيربنتي ميتامورفسيس» المؤلفة من حقائب ذات أنماط جديدة: سيربنتي ميتامورفسيس، وحقيبة سيربنتي ميتامورفسيس المزودة بمقبض، وحقيبة السهرة سيربنتي ميتامورفسيس.

أول لقاء جمع بين «بولغري» وماري كاترانتزو كان في لندن. تقول كاترانتزو: «احتسيت القهوة مع ميريا لوبيز مونتويا، المديرة العامة لقسم الإكسسوارات في «بولغري» وعلى الفور، فكرتْ في أن تقدمني إلى ماورو دي روبرتو، المدير العام لقسم المجوهرات، لبحث إمكانية التعاون بيننا في العرض الذي كنت أحضر له في معبد بوسيدون في اليونان عام 2019 ». كان هذا أول عرض لكاترانتزو في بلدها الأم. وتقول: «كان الأمر بالنسبة لي بمثابة عودة إلى الوطن، لم يسبق أن قدمت عروضًا باليونان من قبل، كما أن لمؤسس «بولغري» جذورًا يونانية فكان هذا تعاونًا هائلاً لإرثهم المزدوج». رسَخَ هذا العرض في قلب كاترانتزو فتستذكره قائلةً: «كانت الصور في هذا العرض جميلة، وأنا ممتنة حقًا لـ«بولغري» لأنهم ارتقوا بمستوى العرض ككل عبر قطع المجوهرات الرائعة». وهنا، كانت البداية، بعدها سافرت كاترانتزو إلى روما لمناقشة تفاصيل تعاون آخر وهو سلسلة «سيربنتي في عيون»

هذا التعاون لم يكن كغيره لكاترانتزو وتقر: «ما يميز هذا التعاون هو أننا ندخل في صميم عالم «سيربنتي» (أو: الثعبان) المميّز وهو رمز مترسخ في تاريخ «بولغري» الثري والعريق. تضيف: «أولى خطواتي كانت التفكير في سرد قصة هذا التعاون قبل التفكير في التصميم ذاته. وقد دار الأمر في فلك تسليط الضوء على ثعبان «سيربنتي» بوصفه رمزًا للتحوّل، والاستشفاء، ورمز للبعث، وأعتقد أن كل هذه العناصر ترتبط ارتباطًا وثيقًا باللحظة الراهنة، حيث إننا جميعًا نمرّ بنوع من التحوّل في حياتنا. العالم كله يخضع للتغيير، وبالتالي بدا الأمر مناسبًا تمامًا. وأرى أنا هذا ما مهّد لأن تكون هذه المجموعة ركيزة أو نقطة انطلاق للحديث حقًا عن «سيربنتي» بوصفها رمزًا للتحوّر».

عارضة الأزياء الروسية ورائدة الأعمال الخيرية ناتاليا فوديانوفا

في بداية مرحلة تجميع الأفكار للمجموعة، قامت كاترانتزو بزيارة أرشيف الدار في روما، وكانت أول فكرة تخطر ببالها أن تعيد تصميم أحد رؤوس الثعابين المميّزة للساعات التي أطلقتها الدار في بداية ستينيات القرن الماضي ولكن في صورة حقيبة مينوديير وتقول: «هذا شيء لم تجربه بولغري من قبل».

وهكذا، كانت أول فكرة تتمثل في إظهار عنصر مختلف من تصاميم «سيربنتي» في كل حقيبة. وارتكز تصميم حقيبة المينوديير، التي هي باكورة التعاون بصفة أساسية على شكل رأس الثعبان، فيما دار تصميم الحقيبة المزودة بمقبض حول كامل قصة «سيربنتي». مقبض أشبه بقطعة مجوهرات يمكن نزعها عن الحقيبة وتركيب سلسلة بدلاً منها بحيث يمكن حمل الحقيبة كحقيبة «كروس». وعن ذلك تقول المصممة: «كان أمرًا مميزًا حقًا العمل على حركة المقبض وصنع حقيبة تتمتع بتعدد الاستعمال. وهذا من خبرتي الشخصية إذ أنني في كثير من الأحيان كنت اضطر للعودة إلى المنزل لمجرد تغيير حقيبتي، لذا أعتقد أن اكتساب النساء هذه المرونة يمثل هدية رائعة». أما عن حقيبة السهرة تقول كاترانتزو: «استلهمتُ من طراز بولغري فورإيڤر حيث استخدمناها كصفحة بيضاء نروي من خلالها قصة تحوّل سيربنتي ». تصميم فريد حيث يلتف سيربنتي حول رأس الثعبان ويتحوّل تدريجيًا إلى دوامة من الفراشات كرمز للتحوّل والتي طُرِزَت يدويًا من قبل «مانتيكس» في باريس. استغرق صنع كل حقيبة أكثر من 40 ساعة من العمل الحرفي الماهر، وتأتي باللون الأبيض اللؤلؤي والوردي الفاتح والأخضر الزمردي للحجم الصغير واللون الأسود للحجم الأكبر وتتوفر بكميات محدودة للغاية.

حقيبة «المينوديير» سيربنتي ميتامورفسيس

وتعليقًا على عمق موضوع سيربنتي وإذا كان حدّ من إبداعها، تقول كاترانتزو: «كان بوسعنا عمل عشرة أعمال تعاونية أخرى عن موضوع سيربنتي فقط، فهو رمز للتحوّل والبعث لأنني أعتقد أن ثمة عديد من الجوانب والطرق المختلفة للنظر إلى العالم من خلالها».

وتقول كاترانتزو، الحريصة على اختيار المشروعات التعاونية التي تساعدها على التعلّم والنضوج كمصممة، «إن العلامة هي التي تسمح لكِ بالتصميم الإبداعي بعيدًا عن الواقع التجاري للأزياء الجاهزة، لذا حين تعاوننا مع الباليه أو في عمل قطع للرقص الحديث أو في المسرح، فإن جميع هذه الأعمال التعاونية تسمح للإنسان بالنمو كمبدع بطرق عديدة ومختلفة». وعند الإشارة إلى تعاونها مع بولغري بوجه خاص، تقول: «الحب الذي أكنه لـبولغرينابع من حقيقة أنني يونانية، وهي علامة لطالما أعجبتني وأعجبني استخدامها للألوان، والأناقة الخالدة التي تبتكرها، وأيضًا أصالة قطعها التي تتميز بالجرأة والإقدام، إنها القيم التي أشاطرها إياها داخل عالمي الخاص، لذا أتاح لي لقاؤها الشعورَ بإلهام بالغ. شعرتُ وكأنه اقتران إبداعي مثالي لأني أعلم أننا نملك في بصمتنا عديدًا من أوج التشابه».

حقيبة سيربنتي ميتامورفسيس المزودة بمقبض

وعن الفرق بين صنع مجموعة خاصة والتعاون مع العلامات الكبرى، تقول كاترانتزو إن العمل مع بولغري يعني أن أي فكرة يضعونها على الورق سيجري إحياؤها وتنفيذها بمثالية. «لم يكن الأمر يتطلب سوى الاجتماع معًا والتفكير حقًا في النسب والتفاصيل ومزيد من الحلول أو الأفكار التصميمية أكثر من أي شيء آخر. أما تنفيذ الأعمال الحِرَفية، فقد تم كل ذلك بدرجة بلغت حد الكمال. ومن النادر للغاية أن ينعم المصمم عندما يتعاون مع علامة، بتلك البراعة والمهارة الفريدة، تلك الموهبة التي تجعل أي شيء يُخط على الورق يتم تصميمه وتنفيذه وإنتاجه على أكمل وجه». وأضافت: «أظن أن حريتنا الإبداعية لم تتوقف سوى عندما نفد وقتنا وهو نفس ما يحدث في مجموعاتي، نظل نغيّر حتى النهاية ونفاد الوقت».

تم الكشف عن التشكيلة من خلال حملة إعلانية من إعداد مصور الأزياء الفرنسي هوغو كونت ومشاركة عارضة الأزياء الروسية ورائدة الأعمال الخيرية ناتاليا فوديانوفا التي تألقت بجمبسوت فاخر من تصميم ماري كاترانتزو خصيصاً للحملة. الثعبان بعينيّ ماري كاترانتزو تعاون روت من خلاله المصممة قصة الثعبان وما يستحقه من اهتمام بتسليط الضوء على الطبيعة الرمزية لتحوّلاته المستمرة، «إن الثعبان ليس شعارًا لـبولغري فحسب بل ورمزًا للبعث أيضًا».

أقرئي أيضاً: حقيبة من تصميم المصممة اللبنانية ليليان أفشار في يدّ كايلي جينير

الموضوع نشر في المرة الأولى على صفحات فوغ العربية عدد شهر مايو

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع