من عرض مجموعة كريستيان ديور كروز 2019. الصورة: InDigital
غالباً ما تنتشر عروض مجموعات كروز في مختلف أنحاء العالم: وبالنسبة إلى دار كريستيان ديور، لكي نشاهد عروضها ركبنا تاكسي مائياً كي نصل إلى موقع ناڤي يارد في بروكلين الذي كان فيما مضى حوضاً لبناء السفن (عرض ريزورت 2015)؛ ثم طرنا إلى قصر بيير كاردان ذي القباب والمشيّد من الطين والواقع في منتصف الطريق بين كان وموناكو (عرض ريزورت 2016)؛ ثم حططنا رحالنا بقصر بلاينهايم بريف أكسفوردشاير بإنجلترا لنشاهد عرض “ديور إكسبريس” (عرض ريزورت 2017)؛ وأخيراً العام الماضي قطعنا رحلة شاقة إلى قمة جبل ناءٍ في كالاباساس بكاليفورنيا (عرض ريزورت 2018).
ومساء البارحة، لم يكن مكان العرض يقل إثارة عن سابقيه رغم أنه كان قريباً من مقر دار الأزياء الفرنسية العريقة. فقد أقيم على بُعد 30 ميلاً فقط خارج باريس في الإسطبلات الشاسعة لقصر دومين دو شانتييّ المترامي الأطراف الذي صممه المهندس جان أوبير في القرن الثامن عشر.
من عرض مجموعة كريستيان ديور كروز 2019. الصورة: InDigital
ونظراً لمكان العرض، كانت التوقعات تشير إلى أن ماريا غراتسيا كيوري ستقدم في أحدث مجموعة كروز من إنتاجها تصاميم تدور حول الفروسية، ولكن المصممة توغلت في هذه الفكرة بأزياء استوحتها من راعيات البقر اللواتي ينافسن في النسخة المكسيكية من مسابقات رعاة البقر #diorodeo.
وبفضل القبعات الضخمة التي اعتمرنها وما ارتدينه من فساتين وتنانير طويلة متعددة الطبقات كانت تتطاير أثناء امتطائهن السروج الجانبية للجياد التي انطلقت بأقصى سرعة، فقد بدت هؤلاء النساء خلال العرض قويات وجسورات – وهن لا يختلفن كثيراً عن زبونات كيوري.
من عرض مجموعة كريستيان ديور كروز 2019. الصورة: InDigital
ومساء أمس، ظهرت راعيات البقر أمام المشاهدين مرتديات أزياء متناسقة بالأزرق والأبيض، حيث درن حول الساحة المقامة في الهواء الطلق فوق ظهور جياد رمادية، فيما كانت الموسيقى الرائعة والشاعرية لمهندس الصوت الشهير ميشيل غوبير تصدح في المكان. كان المشهد رائعاً حقاً، وحتى قبل أن تنهمر الأمطار الغزيرة التي بدأت في الهطول عند قدوم ضيوف العرض واستمرت حتى وقت متأخر من الليل. كانت الأجواء الدرامية تغلّف المكان قبل وقت طويل من دوي أولى أصوات الرعد وذلك بفضل راعيات البقر الجميلات.
وإلى جانب إعادتها تفسير فساتين أديليتا التي ارتدتها الفارسات، فقد أدخلت المصممةُ ملامح من تراثها الخاص: منها جميع تصاميم الدانتيل والزخارف المعقدة التي زينت الفساتين الشفافة التي أصبحت الآن تميز الدار، والمستوحاة من جنوب إيطاليا مسقط رأس والدها. وقد أضفت الأحذيةُ القتالية طويلة الساق ذات الكعوب المطاطية الضخمة (وما أفضل منها أثناء هطول الأمطار!) التي أكملت أناقة الإطلالات ملامحَ القوة على أسلوب ديور، والتي سوف تثير حتماً إعجاب عاشقات العلامة من جيل الألفية مثل باريس جاكسون، وألكسا تشانغ وبطلتيّ مسلسل أشياء غريبة اللتين جلستا في الصف الأمامي خلال العرض.
من عرض مجموعة كريستيان ديور كروز 2019. الصورة: InDigital
كما عادت التنانير الشبكية الشفافة من جديد إلى مجموعات الدار، ولكن هذه المرة مزينة بالشبك ومطرزة بزخارف من الحيوانات مثل النمور والثعابين، والتي طبعت أيضاً على المعاطف المطرية الخفيفة وتنانير الدينم. وأقرنت المصممة القمصان البيضاء البدائية وربطات العنق السوداء بتلك التنانير ذات الكشاكش التي تتميز بسهولة بالغة في الارتداء– ليظل المزج والتماهي بين الملامح الرجالية والأنثوية حاضراً دوماً في تصاميم ديور. كما بدت باقة من البذلات باللون الجَملي، وبناطيل ركوب الخيل الحديثة والسترات الضيقة وكأنها قادمة من إفريقيا لتجعلكِ على أتم استعداد للقيام برحلات السفاري – حملت الإطلالات إشارات لتلك الرحلات عبر الأحزمة العريضة التي طوقت الخصور.
من عرض مجموعة كريستيان ديور كروز 2019. الصورة: InDigital
وكما هو الحال دائماً، تسعى كيوري للاحتفاء بكل ما تمثله المرأة اليوم – وفي سبيل ذلك تواصل ببراعة وإتقان بالغين البحث في المواد الأرشيفية، والتنقيب، وتحوير الجواهر المفقودة وتحويلها إلى قطع مثيرة تجسّد مرة أخرى المرأة الجديدة، والواثقة، والمستقلة.
بقلم كلير كاروثرز، المحررة التنفيذية للموضة في ڤوغ العربية.
اقرئي الموضوع التالي: غوتشي تنتقل بعرض مجموعة ربيع 2019 من ميلانو إلى باريس
