تابعوا ڤوغ العربية

الأميرة غوراڤي كوماري.. تعمل على تمكين المرأة ومنحها فرصة الاستقلال المالي

 

الأميرة غوراڤي كوماري مع عدد من أقدم أعضاء أسرة الخياطة بمؤسسة الأميرة ديا كوماري وأكثرهن حبًا للمرح. تصوير Prachi Sharma

الأميرة غوراڤي كوماري، ابنة الأميرة ديا كوماري التي تعمل جاهدة على تمكين المرأة ومنحها فرصة الاستقلال والاستقرار المالي لها ولأسرتها ومجتمعها

أنا الأميرة غوراڤي كوماري، ابنة الأميرة ديا كوماري العضوة الحالية في البرلمان عن راجسماند والأمينة العامة لحزب بهاراتيا جاناتا في راجستان. وأنا الأخت الصغرى لصاحب السمو ساواي بادماناب سينغ مهراجا جايبور، وتلقيت تعليمي في مدرسة مايو كوليدج للبنات بمدينة أجمر، والتي تعد من المؤسسات التعليمية الرائدة في البلاد، وتخرجت مؤخرًا في جامعة نيويورك. كنت في الجامعة عضوة بمجتمع اليونيسف الذي يعمل على تعزيز عمل المنظمة من خلال الفعاليات التي تنمي الوعي والمعرفة فضلاً عن جمع التبرعات وكنت أيضًا عضوة في أخوية طالبات ألفا سيغما تاو التي تهتم في أعمالها الخيرية برفاه المرأة. وفي إطار سعيي وراء هدفي واهتمامي بالإعلام، خضت فترة تدريب في قسم التحرير بمجلة Paper Magazine عام 2019، وهي مجلة مستقلة تتخذ من مدينة نيويورك مقرًا لها وتركز على الموضة والثقافة الشعبية والموسيقى والفن والسينما.

كانت طفولتي عادية جدًا، مثل غيري من الناس. ورغم أن عائلتي كانت تحمينا، لم نشعر قط بأننا أكثر تميزًا عن غيرنا من الطلاب أو الأطفال حولنا، وأعتقد أن هذا أيضًا أحد الأسباب التي جعلتنا نتمتع بطفولة سعيدة جدًا بلا هموم. ولأني كنت مهتمة دائمًا بالموضة والفنون والحرف اليدوية، كنت شغوفة بمؤسسة الأميرة ديا كوماري التي أسستها والدتي الأميرة ديا كوماري في عام 2013، بهدف تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء ودعم سبل العيش المستدامة وخاصة لذوات الخلفيات الأقل حظًا. نركز على منح المرأة فرصة الاستقلال والاستقرار المالي لها ولأسرتها ومجتمعها. وقد اعترفت اللجنة الوطنية التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في كندا بمؤسسة الأميرة ديا كوماري لإسهاماتها البارزة في تمكين المرأة، فقد منحتها المؤسسة بطريقة ما حرية الحلم. لقد شرعنا في تنفيذ مشروع يسمى «مشروع شيكشا ديا»، والذي تم تصميمه خصيصًا ليس فقط لتوفير الأدوات والدعم لتشجيع تعليم الإناث، ولكنه علاوة على ذلك، وعلى عكس البرامج الأخرى، يركز أيضًا على التعليم الذي يقوم على مشاركة الدارسين وتضمين المجتمع في هذه العملية. وعلى هذا النحو، يهدف البرنامج إلى إحداث تغيير متماسك في بيئة النساء وأسرهن. كما بدأنا مؤخرًا مشروعًا آخر باسم «مشروع شاكثي» الذي يهدف إلى تعليم الشابات من خلال دورات مختلفة. وتقوم فكرة هذا المشروع على تدريب الفتيات، بالمجان بالطبع، وتعليمهن في المجالات الإبداعية المختلفة والتي ستتيح لهن المتابعة في المهن التي يحلمن بها.

وقالت والدتي بفخر: «يسعدني الآن تسليم مقاليد هذه المؤسسة لابنتي، غوراڤي كوماري، التي ظلت دومًا تبدي اهتمامًا استباقيًا بالمؤسسة. وأنا على يقين من أن مشاركتها في مؤسسة الأميرة ديا كوماري ستنمي الوعي بالعلامة وتجعلها أكبر مما هي عليه بالفعل بتقديم إرشاداتها الإبداعية والمبتكرة لنساء المؤسسة».

نساء يقمن بصنع حقائب السلال المزينة بشرابات والمزخرفة يدويًا لمتجر المؤسسة – تصوير Prachi Sharma

ومن المؤكد أن أولى ذكرياتي عن مؤسسة الأميرة ديا كوماري هي استماعي إلى والدتي وهي تتحدث عن الحاجة إلى مثل هذه المنظمة لمساعدة نساء مدينة ساواي مادهوبور وأيضًا راجستان. وعندما أتعامل مع نساء المؤسسة، فإن أكثر شيء أتأثر به هو الشجاعة والبسالة اللتين تتمتع بهما النساء. أعتقد أنه فيما يتعلق بالتعليم أو متابعة مسيرتنا المهنية، بوصفنا أفرادًا أكثر حظًا حيث لسنا مثقلين بالمشكلات والوصمات الاجتماعية، تكون هذه الأمور بالنسبة لنا مجرد خيارات، ولكن مع التفاعل مع هؤلاء الذين لا يملكون حرية القيام بمثل هذه الخيارات الأساسية، إن التعامل معهن يحفزني ويلهمني، كما يدفعني ويقودني لبذل قصارى جهدي لإحداث تغيير بنّاء في المجتمع والبيئة التي نعيش فيها، وأعتقد أن سيدات المؤسسة هن القوة الدافعة وراء العمل الذي أقوم به. وهذا يجعلني أعتقد أنه إذا كان بإمكانهن تحقيق إنجاز ما، فبإمكاني أنا أيضًا تحقيقه.

ومن أسعد اللحظات بالنسبة لي هي عندما تروي امرأة ما قصتها وتوضح كيف نجحت أخيرًا في أن تساهم ماليًا في تدبير شؤون عائلتها أو تقوم بتعليم أطفالها ودعم أسرتها بمفردها وهذا الشعور بالفخر والتمكين، المصاحب للاستقلال المالي الذي ساعدتهن المؤسسة على تحقيقه، هو شعور مجزٍ للغاية. وعلاوة على ذلك، ألمس بالتأكيد تغيّر النظرة إلى النساء في المجتمعات التي ينتمين إليها. أكدت الكثيرات منهن أن أسرهن يحترمنهن، وأن آرائهن لها قيمة كبيرة جدًا، علاوة على أن تجاربهن تمثل دروسًا تستفيد منها نساء الأجيال المقبلة وأطفالهن. وهؤلاء النساء بدورهن أصبحن من صانعات التغيير في العالم، بدءًا من عائلاتهن مرورًا بمجتمعاتهن ووصولاً إلى قراهن ومن ثم العالم أجمع. أعتقد أن ذلك من شأنه أيضًا مساعدة هؤلاء النساء على اكتساب الثقة، والنظر إلى أنفسهن كأفراد على نفس الدرجة من المساواة، وبإمكانهن إقرار الخيارات الخاصة بتعليم أطفالهن وصحتهن ونظافتهن الشخصية وخططهن المستقبلية. ومع ذلك، لا يخلو الأمر أبداً من بعض التحديات. ويتمثل أكبر التحديات وأهمها على الإطلاق في تحطيم حواجز الوصمة والمحظورات الاجتماعية. ويمكننا محاربة ذلك من خلال تثقيف المجتمع والأسر، والتخلص من المفاهيم الخاطئة، ليس لتوعية النساء وحسب، بل وأسرهن أيضًا بأمور أساسية، مثل أن بناتهم أو زوجاتهم أو والداتهم سيكنّ في أمان عند قدومهن إلى المؤسسة، وأنهن سيتلقين التعليم وهذا بدوره سيساعدهن في حياتهن. إن الأمر أشبه بتوعية النساء وأسرهن بالكامل وتحطيم المفاهيم السابقة التي ربما تكون راسخة في الأذهان. ويبدو الأمر كما لو أنك لا تقومين بتعليم امرأة واحدة وحسب، بل أسرة بأكملها.

نساء يقمن بصنع حقائب السلال المزينة بشرابات والمزخرفة يدويًا لمتجر المؤسسة – تصوير Prachi Sharma

وكوني في أوائل العشرينيات من عمري، ومع كل هدف جديد، أحاول أن أبذل قصارى جهدي، كل يوم أحاول أن أنضج من خلال التعلم من النساء والفتيات اللواتي أعمل معهن والاستلهام منهن، كما أحاول بدوري إلهامهن أيضًا. لقد تعلمت الكثير من والدتي فيما كنت أراقبها وهي توازن بين كل هذه الأمور، وقد علمني ذلك بالتأكيد كيف أوازن بين حياتي العملية وحياتي الشخصية، بين الشعور بالواجبات والمسؤوليات والشعور بالتعاطف. لقد كانت قوة دافعة ومصدر إلهام كبيرًا بالنسبة لي. وقادني هذا أيضًا إلى إطلاق متجر مؤسسة الأميرة ديا كوماري مع صديقتي كلير ديرو، وهي مصممة فرنسية. وأعتقد أن فكرة متجر مؤسسة الأميرة ديا كوماري نبعت بطبيعة الحال من العمل الذي كنا نقوم به بالفعل في المؤسسة، وما دفعني بشكل أساسي إلى إطلاق هذا المتجر في 14 أبريل عام 2021. وبدأ أولاً كمتجر على الإنترنت في المملكة المتحدة بخط للأزياء النسائية فقط مع عدد من الإكسسوارات وربما منتج أو إثنين من المنتجات المنزلية.

وعلى مدار العام، عليّ قول إننا حققنا نموًا نوعًا ما بشكل شامل لأننا قمنا بزيادة تشكيلة منتجاتنا ونصنع الآن المفروشات المنزلية، كما بدأنا مجموعة رجالية وأدخلنا مزيدًا من المهارات والحرف اليدوية، فقد تعلمت سيداتنا مهارة جديدة تُسمىالكروشيه، وأدخلنا التطريز اليدوي، وهو شيء أدرجناه في مجموعتنا ومهارة تعلمتها السيدات. كما أطلقنا في مارس من هذا العام أيضاً أول متاجرنا للبيع بالتجزئة على الإطلاق في قصر المدينة بجايبور، هذا المتجر الجديد هو إنشاء منصة لمنح هؤلاء النساء فرصة أكبر لمساعدتهن بطريقة أقرب للعالمية. أرى أن متجرنا ينمو بكل تأكيد، ونهدف إلى النمو على الغرار نفسه.

 

اقرئي ايضاً : بانيذا رهنما.. ممثلة سينمائية إيرانية تقيم في مومباي وحاليًا في دبي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع