تابعوا ڤوغ العربية

العلامة اللبنانية ’ليا ذا ليبل‘ تنقل مفهوم الاستدامة إلى ملابس السباحة

ليا دعبول، مُؤسِّسَة علامة ’ليا ذا ليبل‘. بإذن من ’ليا ذا ليبل‘

ملابس السباحة والاستدامة.. كلمتان لا تردان في الغالب في نفس العبارة. ولكن ليا دعبول، مُؤسِّسَة العلامة اللبنانية ليا ذا ليبل تعتزم تغيير هذا الأمر، إذ تساهم، عبر استخدامها للأقمشة الإيطالية الصديقة للبيئة وإبداع تصاميم بسيطة مفعمة بالأناقة، في الدفع قدماً بهذه الحركة التوعوية. وهنا، تفتح ليا قلبها لتروي لنا رحلتها في عالم التصميم، وتكشف لماذا ترى أن الأزياء الصديقة للبيئة تُعد وسيلة للتقدم نحو الأمام.

حدثينا عن قصتكِ.

أنا مصممة أزياء لبنانية المولد، نشأت ما بين لبنان وبوسطن. وعشت في روما، وباريس، ونيويورك، وأقيم حالياً بدبي. وقد حصلت على شهادة في تصميم الأزياء من مدرسة إسمود بالعاصمة الفرنسية. وبعدما أمضيت مدة طويلة في الدراسة المتواصلة لمجال التسويق التجاري، وسنوات من الخبرة الاحترافية في التصميم، وشراء المنتجات الفاخرة في باريس ونيويورك، قررتُ إطلاق ’ليا ذا ليبل‘.

لماذا اخترتِ ملابس السباحة؟

نظراً لنشأتي في لبنان، كان الذهاب إلى الشاطىء يُعتبر نشاطاً صيفياً يومياً مع رؤيتي الدائمة لأكثر مشاهد غروب الشمس سحراً على البحر، سواء على الجبال أم في وسط المدينة أم على الشاطىء. وأحتفظ بمنظر المحيط كأولى ذكريات سنوات طفولتي، التي قضيتها في أصعب الظروف عندما كانت عائلتي تهرب من لبنان لتمضي أغلب أيام الصيف في قبرص فراراً من الحرب الأهلية. ولطالما جذبي منظر البحر؛ وقد اعتدت، حين كنت أستمع لقصص جدتي عن أيامها الجميلة على الشاطئ في الماضي، تخيل كيف كانت ملابس السباحة والموضة في تلك الفترة، ولا سيما خلال العصر الذهبي للبنان. ولاحقاً بعد سنوات، تخصصت في تصميم اللانجيري وملابس السباحة، لأني وجدت أن تصميم تلك القطع الصغيرة يعدّ من الأمور الصعبة للغاية ويمثل تحدياً.

ما الأفكار التي تعتمد عليها علامتكِ؟

تعد ’ليا ذا ليبل‘ علامة عصرية لملابس السباحة المستدامة، وتُصنع حالياً في جزيرة بالي، بإندونيسيا. ونقدر البراعة الحرفية، ونقدم تشكيلة متنوعة من التصاميم، فيما نحرص على تحقيق التوازن بين الراحة، والجودة، والأناقة. وتقاوم هذه القطع مادة الكلور وزيوت التسمير، وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية، وهي ناعمة للغاية، وتُؤَمّن أفضل القياسات والخامات التي تدوم طويلاً. وأحب أيضاً التصميم مع التركيز على المجموعات المتنوعة المفعمة بالحيوية التي يُمكن ارتداؤها من الصباح إلى المساء. وهي تحث على المزج والتنسيق بينها، لأن جميع القطع تتناغم معاً، ما يصنع زياً فريداً يناسب شخصية كل امرأة. وتحقق المجموعة توازناً بين البساطة والإطلالة الفريدة التي لا يخفت بريقها.

ما الذي يُميز ’ليا ذا ليبل‘ عن غيرها من علامات ملابس السباحة؟

يرتكز مفهومنا أكثر إلى دعم الحراك البطيء للموضة بمجموعات محدودة تتخطى الزمن، والابتعاد عن الموضة السريعة والإنتاج الضخم لإتاحة مزيد من الوقت للإبداع والتركيب [جمع مختلف قطع التصميم معاً]. ونرغب في التركيز على نحو أكبر على الأزياء المعنية بالأخلاقيات باستخدام الأقمشة الصديقة للبيئة والبالغة الفخامة وتوفيرها بأسعار معقولة، وتقديم قطع أساسية تضمن لعميلاتنا ملابس سباحة تدوم طويلاً وتحتفظ بأناقتها على مر السنوات.

بإذن من ’ليا ذا ليبل‘

هل يمكن أن تُحدثينا عن الأقمشة الصديقة للبيئة التي تستخدمينها؟

نصنع جميع ملابس السباحة الفاخرة من أرقى الأقمشة الإيطالية الصديقة للبيئة. وبمساعدة برنامج ECONYL® Reclaiming (شبكة لجمع النفايات تم تأسيسها بالشراكة مع مؤسسات وأفراد لجمع النفايات لدفنها أو استخدامها في صناعة النايلون) ومشروعيّ ’ذا هيلثي سيز‘ و’نت ووركس™‘، تُصنع جميع أقمشة ملابس السباحة من النفايات، سواء تلك التي نتجت قبل استخدام العميل أم بعده، مثل شباك الصيد، والوبر، والبلاستيك الصناعي، ومخلفات خيوط الغزل التي تجمعها المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم ليتم تحويلها إلى خيوط ECONYL® التي تُشحن إلى إيطاليا لصناعة الأقمشة التقنية المستدامة عالية الجودة والتي يمكن تجديدها إلى ما لا نهاية، مع الحفاظ على نفس جودتها لتقدم بذلة سباحة متينة وتدوم طويلاً.

ما سبب هذا الاهتمام الكبير بالأزياء الصديقة للبيئة؟

تعد المحيطات أساساً للنظام الداعم للحياة على الأرض، حيث تشغل المياه 70٪ تقريباً من مساحة سطح الأرض، و97٪ من هذه المياه مصدرها المحيطات. وبحسب المهتمين بالحفاظ على المحيطات، تم إلقاء نحو ثمانية ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، ما يؤدي إلى نفوق ملايين الحيوانات البحرية كل عام. لذا نحاول خفض انبعاثات الكربون، ونفخر باهتمامنا بالاستدامة والحفاظ على الكوكب. فأدنى تغيير يمكن أن يحقق الكثير. ونأمل من خلال صناعة ملابس السباحة من النايلون المعاد إنتاجه بنسبة 100٪ أن نتمكن من المساهمة في إنقاذ المحيطات والمساعدة في نشر الوعي والتغيير.

ما الخطوات التي تتبعينها في عملية التصميم؟

أولاً وقبل كل شيء، أخصص بعض الوقت لنفسي لأُصفي ذهني حتى أتمكن من الإبداع وتحديد توجّه العلامة. وفي الخطوة التالية، أجمع الصور الفوتوغرافية، ولوحات الألوان، والإلهام الذي أستقيته خلال أسفاري لتحفيز الأفكار. وإحدى أفضل الوسائل المفضلة لديّ للنفاذ إليها هو فتح كراسة الإسكتش والشروع في رسم جميع الأفكار التي تطرأ على بالي. كما أحبّ لفّ الأقمشة على المانيكان لأصنع مختلف أنواع التصاميم ورؤيتها جيداً. وما إن أجمع أفكاراً قوية، أخيط بيدي أو بالماكينة القطع معاً لأصنع العينات، والتي أعمل على كل واحدة منها في النهاية مع فريق التصنيع في بالي لعمل القياسات المثالية، وتحديد جميع تفاصيل الخياطة وتجهيز المعدات [المستخدمة] على أفضل ما يكون. وفي تلك الأثناء، تستغرق أقمشتنا الصديقة للبيئة نحو شهر إلى شهرين في الإعداد من جانب مُوردنا في إيطاليا وذلك بسبب صناعتها وفقاً لمفهوم الاستدامة. وحال إعداد كل شيء وتأكيده، نبدأ عملية الإنتاج التي تتبعها العديد من مراحل مراقبة الجودة. ونحرص على العمل على جميع التفاصيل والتركيز على الكيف لا الكم، وهذا هو السبب في أننا لسنا علامة تتخذ خطوات متسارعة، فمن المهم بالنسبة لنا أن نكون راضين بنسبة 100٪ عن منتجاتنا.

ما الذي يثير إلهامكِ؟

علامتي لملابس السباحة مستوحاة من أسفاري وتجاربي حول العالم، مع اعتزازي بالثقافة، والفن، والأناقة، واليوغا. وأمارس اليوغا يومياً، وأعمل كمدربة لها منذ عامين حتى الآن، وهي تثير شغفي كثيراً، وقد لعبت هذه العوامل جميعاً دوراً في ولادة علامتي. ونحن حالياً نصنع ملابس السباحة بمسؤولية في بالي، فهي إحدى الجزر الوادعة المفضلة لدي للاستجمام واستعادة طاقتي، وتعدّ مكاناً ينتشر فيه على نطاق واسع ممارسة اليوغا وثقافة الشاطئ. ويلعب السفر بالتأكيد دوراً نافذاً في إلهامي، من مرحلة التصميم حتى تصوير الحملات الدعائية. وقد أجريت أول حملة للعلامة باسم “بريمييرا” في منطقة الغرب بالبرتغال من وحي الصيف الوادع في أوروبا على الساحل الجنوبي للبرتغال. والاسم بريمييرا باللغة البرتغالية معناه “الأول”، فقد كانت أول مجموعة تطلقها العلامة. وقد التُقطت صور ملابس السباحة بجوار جدران قديمة وغنية، وتصاميم برتغالية بسيطة ومنحدرات جميلة تشرف على المحيط الأطلسي، حيث تمتزج عناصر الطبيعة بالحداثة.

والآن اقرئي: نجوم العالم يجتمعون في حفل العشاء الذي أقامته علامة سمسم بأبوظبي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع