تابعوا ڤوغ العربية

الفنان الكوميدي اللبناني باسم فغالي يعطي بعداً جديداً للموضة

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

دعت مجلة ڤوغ العربية هذا الشهر الفنان الكوميدي اللبناني الشهير باسم فغالي لتجسيد دراما عالم دمنة.  وقد وقع الاختيار على منزل خاص في باريس لتنفيذ جلسة تصوير أشرفت عليها المصورة اللبنانية ساندرا الشدياق. عكس هذا الموقع عشق ڤوغ لروح بالنسياغا الإبداعية. وقف فغالي أمام عدسة الكاميرا فخوراً ومزهواً بالتجربة التي لطالما حلم بها وانتظرها، وبين أزياء دار بالنسياغا التي تأسره بتميزها وتفردها، وبضيافة ڤوغ بدا باسم وكأنه يعيش الحلم. أياً كان الزي الذي يتزين به سواء أكان فستاناً حريرياً باللون الأخضر الزمردي أم فستان سهرة من الجازار الوردي الزاهي، وأياً كانت الأجواء المحيطة به، أكد الفنان اللبناني قدرته على الاستحواذ على الكاميرا وعلى قول الكثير بصمت.

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

فمن هو باسم فغالي؟ وكيف لمع اسمه في العالم العربي والغربي على حدّ سواء؟

الكوميدي اللبناني باسم فغالي ظاهرة فنية هو بامتياز، لمع نجمه في زمن فني كان محكوم بعصر التلفزيون الديكتاتوري بعيداً عن تسهيلات مواقع التواصل الاجتماعي التي يستفيد منها اليوم لتسويق أعماله. ملك المسرح بموهبته الفذة وأسر الجمهور بسكيتشات تسيل لها الدموع ضحكاً. والمكانة الفريدة التي حققها إنما هي وليدة اجتهاد وعمل مضنٍ وكذلك وليدة صدفة في بعض جوانبها. بدأ باسم فغالي تقديم عروض التقليد وهو ما زال في المدرسة، فقلّد الفنانين والأساتذة والطلاب في خلال الحفلات التي كان ينظمها مع الطلاب، كما شارك في حفلات منزلية أجمع حاضروها جميعاً أنه كان فيها «نمرة الحفلة» و«أداة عرض».

بعد المدرسة، تقدّم وهو في الـ١٧ من عمره بطلب إلى برنامج الهواة «ستوديو الفن» بإدارة المخرج اللبناني سيمون أسمر. إلا أن صانع النجوم الشهير استثناه (لعدم استيفائه شروط البرنامج لناحية العمر والفئة التي أراد باسم الشاب المشاركة من خلالها في البرنامج).  غير أن الصدفة لعبت دورها، فطلب من باسم أن يقدّم عرضه. لم يمر باسم أمام لجنة تحكيم البرنامج مرور الكرام، وبدا واضحاً اهتمام سيمون أسمر بموهبته وأغدق عليه بالمتابعة فكان بمثابة أب روحي له؛ يذكر باسم تلك الفترة قائلاً: «في ذلك اليوم حلّت صباح ضيفة على البرنامج وقلدتها، فأعجبها عرضي أيما إعجاب».

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

صدفة أخرى مهدت طريق النجومية لباسم، فقد انهالت عليه العروض بعد مروره أمام الشحرورة رغم أنه لم يكن قد وصل بعض للنهائيات، وأكسبته النجمة العملاقة صديقة دائمة وأماً روحية له اعتاد زيارتها والاستماع لآرائها ونصائحها، يتحدث باسم عن السيدة صباح فيقول: «أحترم هذه الإنسانة وأقرها. إنها استثنائية. أهدتني ٣ فساتين ما زلت أحتفظ بها وأعتبرها كنزاً أحتفظ به إلى جانب الكثير من أزيائي التي استغرق تنفيذ بعضها أكثر من شهرين وبيع بعضها لأكثر من جهّة تهتم بهذه الأزياء».

رغم دعم صانع النجوم والشحرورة والعائلة المقرّبة التي علمته الكثير من الصفات كالإيمان والمحبّة والعطاء، لم يتقبل المجتمع ما يقدّمه باسم لا سيما وأنّه يرتدي أزياء نسائية ويقلّد الجنس اللطيف بحركات أنثوية ما عرّضه للكثير من النقد السلبي، وقد عبّر عن حزنه في هذا الإطار فقال: «لم يتقبّل المجتمع فنّي وكنت أبكي كثيراً بادئ الأمر إلّا أنني بعد فترة بدأت أفهم وأحلّل وأحترم النقد البناء ولا أهتم للنقد الهدّام». إلا نضوج باسم البالغ من العمر ٤٥ عاماً وخبرته البالغة أكثر من ٢٠ عاماً، لا يلغيان شعوره بالحزن عندما يقرأ أو يسمع أي نقد جارح، ولكن علماه أن يفكر بمعنى اسمه «باسم» أي ضحوك ومتهلّل وهذا وحده يعبّر عن المعنى الحقيقي للفن الذي يقدّمه ليتذكر أن فنه رسالة فرح تساهم بزرع البهجة في قلوب الناس وإحياء ذكرى الأسماء الكبيرة.

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

على مرّ السنوات، قلّد باسم الكثير من الفنانات في لبنان والوطن العربي وفي لاس فيقاس التي زارها وحقق فيها نجاحاً منقطع النظير، نجاح هو أقل ما قد يحققه فنان تنطوي حياته على قدر مثالي من الإبداع حيث تجتمع في شخصيته مواهب عديدة كالتصميم، والتقليد، والكتابة، والتمثيل. وبفضل موهبته ومثابرته، أبدع بتقليد جارة القمر فيروز وإليسا ونوال الزغبي وغيرهنّ من النجمات العربيات ولم يقم بتقليد الفنانين الرجال لعدم توافر الجوهر الحقيقي الذي يبحث عنه في عمله. باسم لم يتلقَّ أي رفض من قبل الفنانات رغم شهرتهنّ الكبيرة وأسمائهن الفنية المهمّة في الوسط الفنّي، إلّا أنّه في بعض الأحيان كانت تصله بعض التعليقات والملاحظات لعدم تطابق ما قدّمه مع الشخصية الحقيقية؛ وهنا يؤكّد باسم أنّه لا يمكن أن يقلّد أي شخصية إلّا إذا كان يحبّها ويقدّر عملها الفنّي، وهذه الشخصيات الفنية تعني له الكثير وعنها قال: «هذه الشخصيات ثروة فنية بحدّ ذاتها ومن المحزن أن تصبح طي النسيان، فأنا أعيد ذكراها بفنّي وأبقيها حيّة في ذهن الجمهور».

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

ولم يكتف باسم بموهبته، بل صقلها فدرس التمثيل والإخراج في الجامعة اللبنانية هذا لأنّ الفن الذي يؤديه والذي اشتهر به لا يمكن تعلّمه من مَن سبقوه وعن هذه الفجوة قال: «من المحزن غياب «كتالوغ» يمكنني العودة إليه أو أي مرجع يُغني فنّي أو أي شخص أسير على خطاه». واقع الحال دفعه للتفكير بجمع كل أعماله في مكان واحد ليستفيد منها كل متعطّش لهذا النوع من الفن.

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد سبتمبر. بعدسة ساندرا الشدياق

إلا أن النجاح الذي حققه باسم الفنان يقابله حزن على الصعيد الشخصي. فهو يتذكر كيف كان يُمنع من الدخول إلى صالة الجمهور بعد الانتهاء من وصلته على المسرح لجهل الناس لشخصيته الحقيقية بعيداً عن الأزياء التنكرية وهو أمر لطالما أزعجه رغم أنه من اختار الفصل بين الشخصيتين وفضل إخفاء باسم الحقيقي عن العالم، فهو يعتقد أنّ باسم الفنان يتمتّع بجرأة كبيرة إنّما باسم الإنسان خجول يقضي وقته في البيت يعمل على أزيائه ويكتب نصوصه ويبتاع كل لوازمه بنفسه ويفضّل أن يتنقّل بحرية ويبتعد عن ضغوط الشهرة التي يمقط جانبها السلبي ويفضّل أن يحمي نفسه منها. لذلك يعمد إلى تلبية الدعوات التي يتلقاها متنكراً بإحدى الشخصيات التي يظهر بها على المسرح والتي أحبها الناس متجنباً الظهور بصفته العادية ومبتعداً عن عدسات الكاميرا في الأماكن العامة. وخيار باسم بالتخفي يعود إلى شخصيته الحساسة التي تخاف للنقد الهدام وتتأثر به، وقد قال: «تعتمد الكوميديا على مزاج الفنان وأكثر ما يكبح الابتكار هو الحزن، لهذا تعلّمت أن أحمي نفسي من الحزن والاكتئاب». واختصر باسم الكلام فقال: «باسم الفنان لا يشبه أبداً باسم الإنسان فهما شخصيتان مختلفتان ولا تربطهما صفة واحدة».

اليوم، يحلم باسم بدور تمثيلي يرضي غروره الفني، ويحضر لعملين وينتظر العروض المناسبة، وفضل عدم الكشف عن أي تفاصيل قبل تخطي الأفكار مرحلة التحضير.

اقرئي أيضاً: جولة داخل عدد سبتمبر 2022 الذي يسلط الضوء على الموضة في عالم ما بعد الجائحة وتتصدّر غلافه النجمة شارون ستون

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع