تابعوا ڤوغ العربية

كارولين شوفولي… ملكة متوّجة على عرش ’’كان‘‘

في مهرجان كان السينمائي العريق الذي يحظى بحضور ألمع الأسماء في عالم الشهرة، ليس هناك نجمة ألمع من كارولين شوفولي

نشر هذا اللقاء للمرّة الأولى داخل عدد شهر يونيو من ڤوغ العربيّة. بقلم راكيل مارتينز

تقترب الساعة من السابعة مساءً، وقد بدأ الضيوف بالتوافد إلى هذه الڤيلا الخاصة التي يغلّفها الغموض وتقع أعلى هضبة تحيط بها مياه البحر المتوسط الزرقاء الصافية. تزدان الأجواء بالظلال الورديّة الرقيقة بينما تعزف فرقةٌ ضخمة أغنية Fly Me to the Moon (طِر بي إلى القمر)، ما يضفي على هذه الأمسية المفعمة بالرقي والمقامة على هامش مهرجان كان السينمائي طابعاً شبيهاً بأجواء سلسلة أفلام جيمس بوند. أمَّا قواعد اللباس المتفق عليها فهي: الأسود مع الألماس بالطبع؛ ففي نهاية المطاف نحتفي الليلة بالحفل السري السنوي الذي تقيمه علامة شوبارد.

ربما تكون بطاقات الدعوة إلى هذا الحفل، الذي تحضره نجماتٌ لامعاتٌ مثل جوليان مور ولوبيتا نيونغو وكيندال جينر، هي الأكثر طلباً من بين كل الحفلات التي تقام على هامش المهرجان. أمَّا العقل المدبِّر لكلِّ هذا فليس إلا المديرة الإبداعية والرئيسة الشريكة لدار شوبارد، كارولين شوفولي، والتي رحَّبت في وقتٍ لاحق بأصدقاء العلامة القادمين من الصين وروسيا وغيرهما من البلدان البعيدة.

وسيدة الأعمال المولودة في ألمانيا هذه هي ابنة كلٍّ من كارِن وكارل شوفولي الثالث، اللذين قاما في العام 1963 بشراء الدار التي لا تزال حتى اليوم تحافظ على كيانها كشركة عائلية. وفي حين ينصبّ تركيز أخيها الرئيس الشريك كارل فريدريك على المنتجات الرجالية، تتولَّى هي مسؤولية المنتجات النسائية من شوبارد، ومن ضمنها مجموعات السجادة الحمراء “ريد كاربت” التي ترتدي قطعها ألمع نجمات هوليوود. وعلى سطح فندق مارتينيز الشهير في قلب مدينة كان، والذي تتخذه العلامة مقرّاً لها خلال المهرجان، تطلعنا المرأةُ المفعمة بالحيوية والنشاط، التي تعيد تشكيل عالم المجوهرات، على أسرار رحلتها تلك.

جاسمين توكس ترتدي فستاناً من ألكسندر فوتييه ومجوهرات من شوبارد، تصوير جوليان توريس لصالح عدد شهر يونيو من ڤوغ العربيّة

كيف توزّعين المهام بينك وبين أخيكِ؟
يضمنا مكتبٌ واحد ونعمل سوياً بتعاون لصيق. أحياناً نتناقش، إلا أننا نفضِّل اتخاذ القرارات معاً والعمل كفريق فيما يتعلق بتطوير العمل، والاستراتيجية العالمية للعلامة، والإنتاج، والتوزيع، والتصاميم الجديدة، والمنتجات الجديدة.

ظلّت عائلتكِ لعقود عديدة، وما تزال، جزءاً من صناعة المجوهرات. فهل لكِ أن تطلعينا على جانب من ذكرياتكِ الأولى المقترنة بهذه الصناعة؟
خلال التسعينيات، عندما انضممتُ إلى الشركة مع أخي، أعاد كلٌ منا ترجمة إرث العائلة بطريقته الخاصة، إذ أعدتُ ابتكار تقاليد بفورتسهايم في صياغة المجوهرات عبر إطلاق مجموعات المجوهرات الراقية “هوت جوايري”، بينما أقدم كارل-فريدريك على فعل الشيء نفسه ولكن في صناعة الساعات في سونڤيلييه حينما أسس مصنعاً للساعات الراقية في فلورييه في العام 1996.

هل اعتدتِ التمرُّد على الأمر الواقع إذا كنتِ تريدين القيام بشيءٍ آخر؟
كنتُ شغوفة على الدوام بما أفعله. وعندما تكونين شغوفة، فأنتِ دائماً متمرِّدة! أفضِّل القول بأنني جريئة. ففي العام 1997 على سبيل المثال، صادفتُ مجموعةً استثنائية وعالية الجودة من الألماسات النادرة ذات اللون الوردي الداكن، وأعجبت بها بشدة. وعلى الفور اشتريتها رغم إنني لم أكن أعرف كيف سأستعملها. ويوم الثالث والعشرين من ديسمبر في ذلك العام، وصلت الفاتورة إلى مكتب والدي، ولم يكن سعيداً بذلك. وعلى العشاء، بقي بعيداً إلى حدٍّ ما، وانتهى به الأمر محذِّراً إيَّاي بالقول: “من الأفضل أن يكون لديكِ فكرة حسنة حول ما ستفعلينه بأحجاركِ الفظيعة!” وانتهى بي المطاف باستعمال تلك الأحجار في مجموعة “هوت جوايري لا ڤي إن روز، وحققت نجاحاً كبيراً.

من المذهل حقاً أنَّ شوبارد ما تزال خاضعة للملكية العائلية حتى اليوم. فما هي فوائد ذلك؟
شوبارد شركة عائلية مستقلة، وهذه إحدى نقاط قوتنا الأساسية. إنها نعمة من عدة جوانب: فنحن غير ملزمين بتقديم تقارير لغيرنا، لذلك نحن أحرار في فعل ما نريد، كما أننا مرنين للغاية، لذا يمكننا التأقلم سريعاً مع مختلف الظروف. نتمنَّى أنا وأخي ووالداي أن نستمر على هذا النحو.

المديرة الإبداعية والرئيسة الشريكة لدار شوبارد، كارولين شوفولي

بصفتكِ المديرة الإبداعية للعلامة، ما الذي يُلهمكِ؟
أسافر كثيراً، الأمر الذي يجعل كلَّ يومٍ مختلفاً عن الآخر. وأنا محظوظة بلقاء العديد من الناس من ثقافات مختلفة –فضلاً عن مشاهدة مناظر طبيعية عديدة والتعرّض لفنون متباينة- ومن هنا أستمدُّ الإلهام.

هل تؤمنين بأن المجوهرات يجب أن تجاري الصيحات الرائجة، أم تفضلين بدلاً من ذلك ابتكار تصاميم لا يخفت بريقها مع الزمن؟
أؤمن بأنَّ قطعة المجوهرات يجب أن تُكتَنز إلى الأبد. يجب أن يعجبكِ التصميم نفسه وليس تصنيفه ضمن الموديلات “الكلاسيكية” أو “الإبداعية”. الصيحات تأتي وتذهب، في حين تبقى المجوهرات.

ما هي أروع قطعة مجوهرات من بين المجموعة التي تمتلكينها؟
هي أول قطعة صممتها بنفسي، وهي قلادة “هابي كلاون” التي صممتها على شكل مهرج مزوَّد بمفاصل، بينما يزدان بطنه بترصيع الألماسات المتحركة وغيرها من الأحجار الكريمة الملوَّنة. وتمَّ إنتاجها في بادئ الأمر كقطعة فريدة من نوعها لمجموعتي الشخصية، ثمَّ قاد ذلك إلى إطلاق خط المجوهرات “هابي دياموندز” في العام 1985، وكانت تلك بداية صناعة المجوهرات في شوبارد.

“عندما تعرفون أنَّ أعداداً هائلة من الناس يقومون بأعمال التنقيب لاستخراج الذهب من الوديان والتلال، وغالباً في ظروف غير آمنة، فمن الأفضل أن تفعلوا شيئاً حيال ذلك”

ما الدوافع وراء التزام شوبارد بابتكار مجوهرات مستدامة، باستعمال ذهب مستخرج بطرق أخلاقية تماماً؟
خلال حفل الأوسكار في العام 2012، عندما التقيتُ ليڤيا فيرث، المؤسِّسة والمديرة الإبداعية لعلامة إيكو إيج، سأَلَتني من أين يأتي ذهبنا، أجبتُها على الفور: “من البنك!” إلا أنَّ سؤال ليڤيا كان أعمق من ذلك، إذ سلَّط الضوء على قضية إنسانية مهمة. وعندما تعرفون أنَّ هناك ملايين من العمّال والعاملات والأطفال يقومون بأعمال التنقيب لاستخراج الذهب من الوديان والتلال، غالباً في ظروف غير آمنة، ولا يستطيعون الحصول على مقابل عادل لقاء عملهم، فمن الأفضل أن تفعلوا شيئاً حيال ذلك. ومن تلك النقطة، صمَّمتُ على مباشرة مبادرة للتغيير، ليس فقط تغيير شوبارد كشركة وعلامة، بل أيضاً الصناعة بكاملها. ومن خلال وضع الاستدامة في صميم اهتمام علامتنا واستعمال ذهب مستخرج بطرق أخلاقية بنسبة 100% في جميع ابتكاراتنا، اعتباراً من شهر يوليو هذا العام، فإننا نقدم أنفسنا كقادة في صناعتنا وكشركة تريد حقاً إحداث فرق في عالم المجوهرات والساعات الفاخرة.

ما رأيك في الصيحة الجديدة القائمة على استعمال ألماسات مطوّرة مخبرياً في المجوهرات؟
سأجيب على هذا السؤال بسؤال: هل تعتقدين أن المرأة تفضِّل الحصول على هدية من حبيبها مرصعةً بألماسة صنعتها الطبيعة الأم منذ مليار عام، أم ألماسة صُنعِت في غضون ساعة؟ أعتقد أن الإجابة واضحة…

شوبارد هي الشريك الرسمي لمهرجان كان السينمائي منذ العام 1998. فما الذي جعلكم تؤمنون بأن هذه العلاقة هي الأنسب للعلامة؟
أنا عاشقة للأفلام وشغوفة بها، وهذه العلاقة طويلة الأمد مع مهرجان كان السينمائي قريبة جداً إلى قلبي. وبوصفنا شريكاً رسمياً، لا نصنع فقط جائزة السعفة الذهبية، بل ابتكرنا أيضاً جائزة “شوبارد تروفي” في العام 2001 لكي نشجّع من خلالها مواهب التمثيل الشابة.

جاسمين توكس ترتدي فستاناً من أزارو ومجوهرات من شوبارد، تصوير جوليان توريس لصالح عدد شهر يونيو من ڤوغ العربيّة

في كلِّ عامٍ تبتكر شوبارد نحو 70 قطعة للسجادة الحمراء. كيف تطوِّرون هذه الكمية الهائلة من التصاميم؟
في كلِّ عام منذ 2007، نأخذ على عاتقنا تحدي ابتكار عددٍ من قطع المجوهرات الراقية يتطابق مع عدد دورات المهرجان. وهذا العام لدينا مجموعة كاملة مؤلفة من 71 ابتكاراً بفضل العمل الدؤوب والمتفاني الذي تقوم به ورش المجوهرات الراقية التابعة للدار. ومجموعة السجادة الحمراء لهذا العام مستوحاة من أسفاري وأحلامي. عاماً بعد عام أجوب العالم، وتشكِّل هذه الرحلات مصدر إلهامٍ دائمٍ لي.

كيف كانت تجربة إعادة ابتكار السعفة الذهبية؟
بدأ الأمر برمته في العام 1997 عندما التقيت بيير ڤيوت، مدير مهرجان كان السينمائي في ذلك الوقت، وبينما كنتُ أتفحَّص بعناية تصميم الجائزة المعروضة في مكتبه، دعاني لابتكار تصميم جديدٍ لها. كان تحدياً جديداً قبلتُه بحماسٍ شديدٍ، حيث كرَّستُ إلهامي لواحدة من أهم جوائز صناعة الأفلام على الإطلاق. وفي العام التالي، خلال الحفل الختامي للمهرجان، تمَّ الكشف عن جائزة السعفة الذهبية الجديدة أمام العالم بالشكل الذي ما تزال تحتفظ به إلى اليوم. ومنذ العام 2014، تُصنع الجائزة من ذهب التعدين المنصف “فيرمايند” [وهو الذهب الذي يتم التنقيب عنه في المناجم بطريقة مراعية للأخلاق والسلوكيات المهنيّة]، كجزء من رحلتنا نحو الفخامة المستدامة.

ابتكرتِ جائزة للنجوم الصاعدين، فهل هناك فائز بعينه تفخرين بمسيرته؟
أعتزُّ بهم جميعاً وخصوصاً ديان كروغر، التي كانت راعية جائزة شوبارد هذا العام. وقد ربحت هذه الجائزة في العام 2003، كما تمَّ تكريمها بجائزة أفضل ممثلة في دورة العام الفائت من المهرجان. وهذا العام، قدَّمت الجوائز إلى الفائزين: الممثلة الأسترالية إليزابيث ديبيكي والممثل البريطاني جو ألوين. وأنا على يقينٍ أنه سيكون لهما مستقبل زاهر.

ما هي أفلامك المفضلة ومن هم الممثلون المفضلون لديكِ في كل الأوقات؟
الفيلم المفضَّل لديَّ هو فيلم ذهب مع الريح، أمَّا مَن أفضّلهم من الممثلين فهم: جوليان مور، وماريون كوتيار، وجورج كلوني، وكيت بلانشيت، وكريستوف والتز.

بالنسبة للأزياء، كيف تستعدين لمهرجان كان السينمائي؟
تضمُّ ملابسي خلال مهرجان كان نحو 25 فستاناً طويلاً، و30 إطلالة نهارية، و15 فستاناً رسمياً، و30 زوجاً من الأحذية، لكني لا أرتديها جميعها! وتساعدني منسّقة الأزياء إلا أنني أنا مَن يُقرِّر دائماً ماذا سأرتدي!

جاسمين توكس ترتدي بذلة من إيلي صعب ومجوهرات من شوبارد، تصوير جوليان توريس لصالح عدد شهر يونيو من ڤوغ العربيّة

تصوير: تصوير جوليان توريس
تنسيق: صونيا بيدر
العارضة: جاسمين توكس
تصفيف الشعر: مارتن كريستوفر من صالون جون باريت نيويورك
مكياج: إسماعيل بلانكو
صوّر الفيديو بواسطة كاميرا لايكا إس إل
الموسيقى أغنية I Know Your Game من هيلمود

الأردنية آيه مفلح تبتكر علامة رموش اصطناعيّة أدمنت استخدامها أشهر عارضات الأزياء

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع