تابعوا ڤوغ العربية

تعرَّفوا إلى هؤلاء السيدات الأنيقات اللواتي يستعنَّ بالموضة لردِّ الجميل إلى المجتمع

لجأت هؤلاء السيدات الناجحات وفائقات الأناقة إلى العطاء وردّ الجميل إلى المجتمع عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية فضلاً عن تقديم المِنَح المالية.

لينا بيرمينوڤا
مؤسِّسَة حساب @SOS_by_LenaPerminova، أول حساب عالمي للمزادات الخيرية على انستقرام

موسكو

لينا بيرمينوڤا في منزلها بموسكو. تصوير: ماكسيم غاغارين لــڤوغ العربية

تزخر تحديثات أخبار لينا بيرمينوڤا على انستقرام، حيث يتابعها 1.8 مليون متابعٍ، بصورٍ لافتة التُقِطَت لها خلال رحلة تزلّج قامت بها في جبال الألب، ونزهاتها على شواطئ جزر المالديڤ، ورحلات سفاري لها في كينيا، وعطلة نهاية أسبوعٍ قضتها في باريس لحضور عروض الأزياء الراقية هناك. وعادةً ما تصل بيرمينوڤا إلى تلك الوجهات على متن طائرة نفاثة خاصة، وربما تزورها جميعاً في الشهر ذاته. ورغم ذلك، كانت بدايات بيرمينوڤا متواضعةً؛ فخلال مرحلة مراهقتها، كانت الشابة التي تبلغ الآن اثنين وثلاثين عاماً، تشتري “أرخص القطع” من الأسواق المحلية في بلدتها السيبيرية بيردسك – من بينها ليغينغ بألوان نيونية كانت تزيّنه بأقلام تخطيط من اللبّاد، كي ترسم لنفسها هويةً خاصة وتبتكر إطلالات غير اعتيادية. تقول مستذكرةً: “هو أمرٌ كان شاقاً للغاية في الاتحاد السوڤييتي“. وفي سن الخامسة عشرة، بدأت عملها في عرض الأزياء. إلا أن حياتها قد تغيّرت إلى الأبد عندما قابلت ألكسندر ليبيديڤ، العميل السابق في الكيه جي بي (الاستخبارات السوڤييتية) الذي تحوّل إلى رجل أعمالٍ ثريٍّ في مجال الإعلام، ووقعت في غرامه. تقول مستذكرةً: “تطوّر ذوقي الحقيقي في الموضة خلال رحلتي الأولى إلى نيويورك بصحبة زوجي. وكنتُ أرتدي كنزته الفضفاضة ذات القبعة وكان الكثير من الناس يستديرون لينظروا إليّ”. وتضيف أن من بين أيقونات الأناقة المفضلات عندها جين بيركين، والعارضة ساشا بيڤوڤاروڤا، ووالدتها. تقول: “أُفضِّل اتباع نهج واعٍ في التسوّق. وأنا امرأة عملية. وخزانة أزيائي أصغر مما قد يتخيل معظم الناس. أشتري وحسب قطعاً أحبُّ ارتداءها حقاً، وليس لمرةٍ واحدة فقط. واليوم تصنع العلاماتُ التي تشكّل قوام السوق الكثيرَ من القطع المذهلة التي تبدو رائعة وتعبِّر عن الصيحات السريعة”. وتعمد بيرمينوڤا على نحوٍ منتظمٍ إلى إقران إطلالات من علاماتها المفضلة -مثل ديور، وجيامباتيستا ڤالي، وڤالنتينو، وكلوي، وإيزابيل ماران، وبالمان– مع قطع من أزياء الشارع الراقية. وعن ذلك تقول: “بوسعي أن أرتدي قطعاً من إتش آند إم وأحمل معها حقيبة من ديور. كما أعشق القبعات – فهي تضفي الأناقة على الإطلالة”.

وخلف مظهرها الخارجي الراقي، يعتري بيرمينوڤا التزامٌ متقد تجاه الأطفال؛ فإلى جانب حبها العميق لولديها وابنتها من ألكسندر، قدمت بيرمينوڤا مساعدات مالية لما يزيد عن 115 طفلاً مريضاً من خلال جمعيتها الخيرية، “إس إو إس باي لينا بيرمينوڤا”. ومع قيامها في 2015 بإطلاق أول مزاد خيري دولي على انستقرام، جمعت بيرمينوڤا منذ ذاك الحين مبلغ 3.8 مليون دولارٍ أمريكيٍّ. تصرِّح بالقول: “تذهب الأموال مباشرةً إلى الأطفال. ونحن ننشر دائماً تقارير الدعم الطبي”. وقد احتضن هذه المبادرةَ صناعتا الموضة والترفيه، مع قيام شخصيات مثل إيلي صعب، وزهير مراد، وأوليانا سيرجينكو، وجورج حبيقة، وناتاليا ڤوديانوڤا، وغيرهم الكثير، بالتبرع بأغراض حصرية مثل الفساتين وتجارب الموضة، وتم تقديم عروض المزايدة عن طريق التعليق على المنشور. تنوّه بيرمينوڤا بالقول: “عندما تسهم الموضةُ في إنقاذ حياة الأطفال، فهي لا تقدَّر عندها بثمن”.

وعلاوة على ذلك، تخطط بيرمينوڤا لنشر الأمر نفسه في بقية أنحاء العالم. تقول: “أتمنى أن يصبح بإمكاننا قريباً مساعدة طفلٍ واحدٍ على الأقل يومياً. وفي كلِّ مرة نختتم فيها حملة طارئة لجمع التبرعات، أؤمن بأن الموضة تؤدي خدمةً عظيمةً”.

نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2019 من ڤوغ العربية.


إنجي شلهوب

مصممة أزياء، ورائدة أعمال، ومرشدة للمصممين

دبي

إنجي شلهوب في فندق كمبنسكي بدبي. تصوير: أليكس وولف لــڤوغ العربية

“نشأتُ وتلقيتُ تعليمي في فرنسا، حيث تشكل الموضة عنصراً راسخاً في الثقافة كما هو معروف. وقد أسرتني الأزياء الفرنسية والنساء الفاتنات في باريس“، هكذا استهلّت حديثَها إنجي شلهوب، المؤسِّسَةُ والمديرة التنفيذية لشركة التجزئة “مجموعة إتوال” والمديرة الإبداعية لعلامة الأزياء الجاهزة الفاخرة “إنجي باريس”. وفي يناير من العام الماضي، حصلت شلهوب على وِسَامُ الاسْتِحْقاق، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وذلك بفضل إسهاماتها في الترويج للأزياء الفرنسية في الشرق الأوسط.

وشلهوب ليست فقط سيدة أعمالٍ حاذقة ومصممة مبدعة بحدِّ ذاتها، بل هي أيضاً مدربة ومرشدة للمصممين العرب والمنظمات الدولية، حيث انضمت مؤخراً إلى أول دائرة قيادية تابعة لليونيسف في منطقة الخليج العربي. وعن أحدث مشروعٍ إرشاديٍّ تنفّذه، توضح بالقول: “دورنا هو أن نساعد الأطفال المحتاجين ونحميهم ونعلّمهم. سأعمل عن كثب مع فريق القيادة لدعم وصول مكتب اليونيسف في منطقة الخليج العربي إلى كبار صنَّاع القرار، وسأقدم الدعم في تنفيذ الاستراتيجيات، وأقدم المشورة لمديري اليونيسف التنفيذيين لإطلاق حملات وفعاليات جمع تبرعات جديدة وطموحة”.

وعن بداياتها الأولى تقول: “أدركتُ منذ زمنٍ بعيدٍ جداً أن الأزياء ستشكل مهنتي، خصوصاً وأنه كانت هناك على الدوام صلة قوية تربطني بالفنون”. وتتربع والدتها، التي افتتحت معها أول بوتيك لعلامة شانيل في الكويت في العام 1983، في قلب شغفها الراسخ ذلك. تشير شلهوب بالقول: “لقد شجعتني دوماً على أن أكون مبدعةً، سواء عبر صناعة الخزف أو الرسم. تعلمتُ عدداً من المهارات -منها الخياطة بأنواعها- عبر أسفارنا معاً خلال نشأتي”. وفي العام 2009، أطلقت علامتها التي تحمل اسمها والتي تضم فساتين وقطعاً مفردة الغاية منها: “جعل النساء يشعرن فورياً بأنهن فاتنات”. وتعكس الأزياء أسلوبها الشخصي في الأناقة، فهي: عالمية، وأنثوية، وأنيقة، وراقية، وجريئة. تقول: “أحبُّ أن أختار أزياء تعبِّر عن شخصيتي، وقوتي، وجاذبيتي بغض النظر عن المناسبة”.

وعن دعمها المتواصل لشباب المصممين العرب، تعلّق شلهوب بالقول: “لا شيء أحبه أكثر من الحصول على فرصة الجلوس والحديث إلى مبدعين آخرين”. وقبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن، لم يكن المصممون العرب معروفين كثيراً خارج حدود المنطقة. تؤكد شلهوب بالقول: “اتُخِذتْ وثبات هائلة لتسليط الضوء على التصاميم العربية وإكسابها تقديراً أكبر على الصعيد العالمي”، وتردف: “تطلب [هذا] سنواتٍ طويلة من العمل الشاق، والإصرار، والقوة، والموهبة المحضة”. وتضيف شلهوب أن المصممين المزدهرين يجب أن يتحدّوا أنفسهم على نحوٍ متواصلٍ، تقول: “يجب أن يخرجوا من قوقعتهم؛ ويسعوا إلى تحقيق المزيد. كونوا مختلفين، ومبتكرين؛ حطِّموا الحواجز، وتخطوا الحدود، وفوق كل هذا وذاك، كونوا متفردين”. ومن خلال تجربتها الشخصية في التصميم، تعتبر شلهوب أن كلَّ تحدٍّ يفرض نفسه هو فرصة خفيّة، وكل خطوة من خطوات ابتكار المجموعة مثمرةٌ ومجزية، و”مليئة بالحماس وواعدة”. وترتسم ابتسامةٌ فوق ثغرها وهي تقدم لنا لمحةً مما يُبقي معنوياتها مرتفعةً ويحافظ على حماسها فتقول: “الطريقة الوحيدة للاستمتاع بالأمر على أكمل وجه هي أن تكونوا إيجابيين”.


سوزان روجرز

مؤسِّسَة معهد سوزان روجرز للأزياء في جامعة رايرسون

تورنتو

سوزان روجرز في منزلها بتورنتو. تصوير: بوروس ڤيمادلال لــڤوغ العربية

على وقع ألحان موسيقى الجاز التي تنساب في أرجاء قصرها الذي تبلغ مساحته 1600 مترٍ مربعٍ وعمره مئة عام -والذي بُني في بادئ الأمر لأسرة إيتون الكندية التي كانت تعمل في مجال البيع بالتجزئة- تتكأ سوزان روجرز على أريكة مصنوعة من نسيجٍ مخملي وتزينها طبعات الأزهار لتشاركنا عشقها لدعم مواهب التصميم المحلية ورعايتها. وإذ تزوجت في العام 2006 من إدوارد روجرز الثالث، مدير شركة روجرز كوميونيكيشنز الإعلامية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، فإن ابنة عامل منجم اليورانيوم هذه هي الآن جزءٌ من شبكة كندا الصغيرة والنخبوية من أصحاب المليارات العصاميين.

“أذكر بعد زواجي من إدوارد بمدةٍ وجيزة، قال لي والد زوجي إن كُنيَتي الجديدة [لقب عائلة زوجي] ستجذب الكثير من الشهرة، والمعجبين، وبالطبع المصورين”، هكذا صرحت روجرز وهي ترتشفُ قهوتها في فترة ما بعد الظهيرة من كوبها المفضل – وهو فنجانٌ من الخزف الأبيض تزينه صور أبنائها الثلاثة، وتضيف: “طُلِبَ مني أن يتم التقاط صورٍ لي، ليس لما أنا عليه، بل على أساس ما يمكنني تقديمه للآخرين”.

ولطالما كانت روجرز مفتونة بكلِّ ما يتعلق بالموضة والأزياء. وقد طورت عشقها لتنسيق الإطلالات في سنٍّ صغيرةٍ بمساعدة جدتها، حيث كانت تمزج بين الأقمشة والألوان وتنسق إطلالاتٍ مختلفةٍ. وإلى جانب كونها زبونة دائمة للعلامات العالمية والكندية الفاخرة، فهي أيضاً ضيفة دائمة في فعاليات جمع التبرعات ومناسبات صناعتيّ الموضة والأعمال في أنحاء تورونتو، حيث لا تتردّد في ارتداء جمبسوت مزدان بالترتر اللامع من موسكينو تكمله أنشوطة ضخمة للشعر.

وفي العام 2016، استغلت تأثيرها ومواردها الهامة لإطلاق معهد سوزان روجرز للأزياء (واختصاراً SRFI) بالتعاون مع كلية الأزياء في جامعة رايرسون بمدينة تورونتو، مع تبرع مؤسسة إدوارد وسوزان روجرز بمبلغٍ قيمته مليون دولارٍ كندي. ويموِّل المعهد أيضاً عدداً من برامج المِنَح الدراسية والزمالة سنوياً بناءً على موهبة المتقدمين وأعمالهم وطموحاتهم. ويتلقى المتقدمون لتلك البرامج -وجميعهم طلاب تصميم أزياء كنديون- تمويلاً لمساعدتهم على تغطية نفقات أنشطتهم التجارية بعد التخرج، ما يساعدهم في بدء مسيرتهم المهنية.

توضح روجرز بالقول: “كنتُ أشاهد المصممين وهم يعرضون أعمالهم وأسأل مدير المدرسة ماذا يحصل بعد أن يتخرجوا، وقد اتضح أن لا شيء يحصل -لقد صدمني ذلك، إذ واصل الطلاب حياتهم، والبعض منهم حصلوا على وظائف لا تتصل بشغفهم. عرفت أنني بحاجةٍ إلى القيام بشيءٍ ما لدعم الأزياء هنا في الوطن”. وتضيف: “هدف معهد سوزان روجرز للأزياء هو الأخذ بيد طلاب تصميم الأزياء لما هو أبعد”. ويمكن للمصممين الصاعدين، مثل أوليڤيا روبنز، وهي حاصلة على منحة زمالة في معهد سوزان روجرز للأزياء ومصممة أزياء نسائية صديقة للبيئة، أن يصقلوا دراستهم وتجاربهم ليترك ذلك أثراً في مسيرتهم المهنية على المدى البعيد.

ومع انهمار ندفٍ خفيفة من الثلج لفَّت الغرفة ذات الجدران الزجاجية، صرَّحت روجرز، المتدثرة برداءٍ دافئٍ من الكشمير، أن هدفها الشامل هو التعريف بالجيل التالي من المواهب الكندية، مع تقديم المساعدة عبر جمع كل ما هو جديد وفريد ورعايته.

والآن اقرؤوا: أمل كلوني تتألق بالأبيض في عشاء ملكي في قصر باكنغهام

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع