تابعوا ڤوغ العربية

تعرَّفي إلى مصوِّرة الأزياء اللبنانية الإيرانية التي تعيش حياة برّاقة تماماً مثل صورها

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

قرار مفاجئ

في البداية، لم تكن مصوِّرة الأزياء اللبنانية الإيرانية المقيمة في تورونتو، ريناتا کاوه، تفكّر في العمل مصوِّرة بدوام كامل حتى تمكن زوجها من إقناعها بذلك خلال حديث دار بينهما في طريقهما إلى عملهما. “حينما أخبرتُه بمدى كراهيتي لوظيفتي وشركة التسويق التي أعمل بها، سألني، ’كنتِ دوماً تحبين التصوير، فلِمَ لا تجربينه؟‘. لم أكن أعتقد أن هذا المجال يمكن أن يؤمِّن لي دخلاً، ولم أكن حينها أردد سوى ما يقوله والداي”. وبعد ظهر ذلك اليوم، أثناء استقلالهما مترو الأنفاق، فاجأتْ زوجَها بقرارها. تقول: “أخبرتُه أنني سأستقيل. فتبادلنا نظرات الرعب. فلم يكن لدينا شيء يحمينا من تقلبات الزمن أو مال نستعين به عند الحاجة… ولكن ربما لم أكن لأعمل مصوِّرة لولا اقتراحه هذا. لقد أشعل كل ما في داخلي”.

مسيرة براقة

منذ ثمانية أعوام، شكلت دعوةٌ لعرض أعمالها خلال حفل أقيم لتكريم أفضل المصوِّرات نقطةَ تحوّل في مسيرتها. توضح: “كان حدثاً عظيماً لي كمصوِّرة شابة. وقد بِيعت جميع أعمالي في تلك الليلة – رغم أن صور الأزياء ليست مما يسهل بيعه”. وإلى جانب عملها في التقاط الصور للمقالات التحريرية وصور البورتريه، تضم قائمة عميلاتها المغنيةَ مايا. تقول ريناتا، التي انتقلت للإقامة مع عائلتها في كندا حين كانت في الثالثة من عمرها بعد فرارها من الثورة الإيرانية: “كانت [مايا] هنا في جولة صحفية للترويج لفيلمها الوثائقي ’ماتانغي/مايا/إم. آي. إيه“. وقد أحببتُ تصويرها لأنها تتحدث صراحةً عن ما يواجهه اللاجئون حين ينزحون عن أوطانهم”. أيضاً، حظيت ريناتا بفرصة تصوير صحفية الموضة الكندية جين بيكر، التي اعتادت مشاهدة برنامجها “فاشن تليڤجن” خلال نشأتها. وعن هذا البرنامج تقول: “كان باباً لهذا العالم السماوي المفعم بالخيال، حيث يمكن لأي شيء أن يحدث وحيث المغالاة في كل شيء. ما أتاح لي أن أطلق العنان لأحلامي”.

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

صديقتها المفضلة

يتردد وقع لطيف لأقدام كلبة [أليفة] تجول في أنحاء استوديو التصوير الرحب الخاص بها الواقع في حي إيست إند الذي تبلغ مساحه 200 متر مربع. وتقدم لي رفيقتَها المنتمية لفصيلة يوركشاير ترير قائلةً: “ها هي سوشي”، وتستطرد ضاحكةً: “إنها أميرتي ومحور حياتي. وقد أفسدها الدلالُ، وهو خطأ أتحمل مسؤوليته كاملاً”. وحين لا تقف ريناتا خلف الكاميرا، تصطحب سوشي إلى حديقتها المفضلة في الحي. تقول: “تتمتع هذه الحديقة بمنحدر يطلّ على أجمل منظر للمدينة. وفي الشتاء، نخرج للتزلج – وتلك طقوس كندية أصيلة. وساحرة”. وحين ترغب في إسدال شعرها، يمكنكِ مشاهدتها مرتدية فستاناً بياقة مطويّة من سيلين وحذاء مخملياً مسطحاً قصيراً يصل طوله إلى الكاحل من لوي ڤويتون في “داشا”، وهو مطعم جديد بشارع كينغ ويست يقدم فيه الشيف الفائز بنجمة ميشلان، أكيرا باك، أطباقاً آسيوية عصرية. وتصف المطعم قائلةً: “لديه غرف خاصة للكاريوكي رائعة الزخارف. وممتعة للغاية”.

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

اقرؤوا أيضاً: ڤوغ العربية تسأل: لماذا قد حان الوقت لإعادة تعريف مفهوم الجمال؟

بعد حلول المساء

تصف ريناتا نمطَ أزيائها بالرومانسي الغامض الممتزج بروح الدعابة. تقول: “عندما أخرج، يجب أن أزوّد إطلالتي بشيء من المرح”. وإلى جانب أزياء جاكيموس وشانيل، ترتدي أيضاً من علامتيّ غريتا قسطنطين، وميخائيل كالي بعد انتهائها من عملها. “أزيائي اليومية أشبه بصورة أو بأخرى بالزيّ الموحّد مع الكثير من القطع السوداء. لذا في الحفلات، أميلُ إلى ارتداء الكثير من الألوان”. وتشير إلى حذاء طويل الساق يتعدى طوله الركبة أخضر اللون ابتاعته من حي سوهو خلال رحلة لها إلى مدينة نيويورك. “تجذبني الإطلالات الأحادية الألوان. وأحب أن تنسال الألوان في باقة لونية واحدة. وأهوى الخيال والعبث. فلا أريد أن أكون من تلك النوعية من الفتيات اللواتي يَرْتَدن الحفلات مرتديات كنزات بياقة عالية”. وتشير إلى تأثرها بمنسق الأزياء المقيم في تورونتو دوين كينيدي. وتذكر: “منذ سنوات طويلة، طلبت منه مساعدتي في اختيار إطلالة لإحدى الحفلات. وكنتُ قد اخترت قميصاً مزرراً محتشماً من شانيل أقرنته بتنورة ضيقة وفستاناً آخر حريرياً ضيقاً، فقال لي: ’عزيزتي، ارتدي الفستان المثير. فلا يمكنك الظهور بمظهر مثير طويلاً، ولكن سيكون لديكِ متسع كبير من الوقت لارتداء الأزياء المحتشمة‘”. وهو أمر لن يقوله لك سوى صديق وفيّ.

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية

خلف المظهر الأنيق

تعتز المصورة بتنورة والدتها السوداء الضيقة المنسوجة من الروطان من دولتشي آند غابانا. وتقول فيما تجذب التصميم الرقيق: “إنها قطعتي المفضلة حين أذهب إلى أي مناسبة. وهناك الكثير من الأساليب لتنسيقها. يمكنك ارتداؤها تحت تيشيرت لتحصلي على إطلالة غير رسمية، أو إقرانها ببلوزة حريرية رائعة، أو ارتداء شورت الدراجات تحتها. لقد ارتديتها حتى على الشاطئ مع البيكيني”. وتعتز بهذه التنورة لارتباطها بوالدتها. “لقد جمعتنا هذه التنورة. فكلما بدأت في الانسلال، تتناول والدتي أدوات الخياطة وتجلس هناك لخياطتها واضعةً نظارتها على حافة أنفها. وحين أذهب إلى الحفلات، أعود بها في حالة سيئة، ليبدأ الأمر من جديد”.

شغفها بالرسم

لطالما شكل الإبداعُ محوراً لحياة ريناتا. تقول: “ما لا يعلمه كثيرون أنني كنت أمارس الرسم والتلوين. وقد بدأت العودة إليهما”. وتقضي المصوِّرة، التي تستلهم لوحاتها من الرسامين الانطباعيين وأعمال ماتيس، عطلات نهاية الأسبوع في الرسم بفرشاتها. تؤكد: “بدأت الرسم حين كنت في الـ16 من عمري. ولكن التصوير منحني إشباعاً أكبر لأنه يحدث في لحظات وأنا أحب العمل بسرعة”. وخلال نشأتها، كانت ريناتا من أولئك الفتيات اللواتي يصرخن قائلات: “أريد المبيت عند صديقاتي، أريد تغيير مظهري!” وتعقب ضاحكةً: “كنت أحمل في إحدى يدي مجفف الشعر بالقرب من رأسي وفي الأخرى ألتقط الصور بالكاميرا. وتحوّل الجميع إلى عارضين لي، سواء لرسمهم أم تصويرهم”. وتذكر أنها كانت في لعبها تجري جلسات تصوير لدميها الباربي، فتُعدل من تسريحات شعرهن ومكياجهن، قبل أن تضعهن على السجادة الفارسية لوالدتها، التي كانت تستخدمها كخلفية لجلساتها. توضح: “كنت أشعر بشوق بالغ نحو الإبداع، ولم أكن أعلم أني سأتخذه مهنة لي. وقد طرأت الفكرة في ذلك اليوم الذي كنت فيه مع زوجي نستقل مترو الأنفاق، حينها اتضح لي كل شيء”.

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية.

ريناتا کاوه بعدسة توماس ڤان دير زاغ لعدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية.

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: لهذه الأسباب أصبحت أمينة معادي أفضل مصممة أحذية لهذا العام

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع