تابعوا ڤوغ العربية

عيد ميلاد سعيد لنجمة الغلاف جوردان دان

أطلّت العارضة المتألقة جوردان دان على صفحات عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربيّة بإطلالات أنيقة تتزيّن بألوان الصيف المشرقة، وقد ظهرت خلفيّة مدينة إسطنبول بصخبها وحيويّتها كخلفيّة خلابة لجلسة التصوير هذه. تابعي حوار نسليان دنيزر مع العارضة البريطانيّة في موقع التصوير. 

رومانسية وغامضة، تتعامل مع موقعها بجدية ولا تخفي ما تشعر به. عارضة الأزياء جوردان دان تجول في إسطنبول وتغازل الهالة السحرية للمدينة المطلّة على البوسفور.

في الصحو وتحت الأمطار إسطنبول إحدى المدن الأكثر سحراً في العالم. تَقرّر أن نمضي فيها يومين لتصوير غلاف فوغ العربية حول المعلم العثماني العائد إلى القرن السابع عشر قصر شيراغان. لكن انهمار الأمطار من دون توقّف أجبرنا على البقاء داخل القصر. “ألم تكن الشمس ساطعة البارحة؟ ما الذي جرى؟” تسأل جوردان دان، وهي تختال في جناح الفندق مرتدية فستاناً أسود قصيراً ومنتعلةً حذاءً مفتوحاً من الخلف من الجلد الأسود من غوتشي. ثم فجأة تطلق ضحكة عالية سترافقنا خلال الأيام المقبلة.

تعمل دان في مجال الموضة منذ نحو عشرة أعوام. لمحتها عيون الموضة للمرة الأولى في متجر برايمارك البريطاني وكانت في الخامسة عشرة. فوقّعت الصبية الجميلة التي يبلغ طولها نحو 183 سنتمتراً وتبدو ساقاها كقوائم حصان في السباق، عقداً مع وكالة ستورم. وعام 2008 أصبحت أول عارضة ذات بشرة داكنة تشارك في عرض لأزياء برادا خلال 13 عاماً. في ليلة واحدة تحوّلت دان إلى ظاهرة. وعام 2014 أدرجت فوربس اسمها بين أسماء العارضات الأكثر كسباً للمال، بعدما جمعت من عرض الأزياء نحو أربعة ملايين دولار خلال عام واحد. “عندما بدأتُ العمل كنت أفكر في الجامعة فقط. ولم أود أصلاً أن أعرض الأزياء. كنت في السادسة عشرة، وكانت شكوكي بنفسي في أوجها. كما كانت هذه الشكوك ظاهرة للجميع، وسببها غياب ثقتي بمظهري. لكن عالم الموضة احتفل بأسباب شكوكي”. تقول وهي تهزّ برأسها كأنها غير مقتنعة.

تشعّ من جوردان طاقة هادئة. خلال التصوير في سوق التوابل، حيث تهبّ روائح القهوة التركية والكمّون والفلفل الحار، تبدو دان في منتهى الهدوء بينما أسراب من الزوار يحدّقون إليها ويحاولون أن يسرقوا الصور بهواتفهم. تتعامل نجمة غلافنا مع الوضع برباطة جأش واتزان. في زيارتها الأخيرة لاسطنبول كانت جوردان حاملاً بابنها رايلي الذي أصبح الآن في السابعة. “لم تتسنّ لي رؤية الكثير. أنا سعيدة الآن بوجودي هنا. المكان رائع”، تقول. ثم توجّه أسئلة كثيرة وبسيطة عن المدينة: “هل تقود النساء هنا؟ ما الفرق بين الجهة الأوروبية والجهة الآسيوية؟ هل يعيش الناس في المدينة القديمة؟ لماذا ثمة برج في منتصف البوسفور؟” نحاول أن نجيب عن أسئلتها كّلها وأن نبرع في أدوارنا كمرشدين سياحيين.

لا نتفاجأ حين تكشف جوردان أنها الأكثر قدرة على الكلام وطرح آرائها بصراحة بين زميلاتها العارضات. تشرح، “أحياناً أتمنى أن أنتمي إلى العصر الذي كانت فيه العارضات يكتفين بالعرض، بأن يُشاهدن فقط من دون أن يتكلّمن وينصت الآخرون إلى كلامهن. خلال الأعوام الماضية عبّرت عن آرائي على المواقع، ولم أعد أستطيع تغييرها أو التخلّص منها. ما زالت موجودة هناك وظاهرة للعلن وستبقى موجودة وظاهرة دوماً. لا أندم على ما عبّرت عنه على تويتر، ولا على آرائي بصناعة الموضة برغم أنها تُستخدم أحياناً ضدّي. أذكر تلك الأوقات التي لم يكن فيها الجميع مضطرون للكلام ولطرح آرائهم والتعبير عنها. أنا كنت (دوماً) مستعدة للتعبير عن آرائي”.

جوردان دان ترتدي بذلة من ماكسمارا، قميص من إكويبمينت، حقيبة وحزام من إيلي صعب، وحذاء من أكوازورا.

التنوّع كان دوماً موضع نقاش في عالم الموضة. غياب العارضات والعارضين أصحاب البشرة الدكناء والمنتمين إلى عروق وإثنيات مختلفة عن العروض والأغلفة والحملات الدعائية قضية قائمة تسعى جوردان إلى الدفاع عنها. “في الماضي كانت أمور عديدة تُخفى تحت السجادة. الناس أشدّ وعياً الآن وقد انتبهوا إلى أن هذا الواقع (واقع التمييز) مستمرّ. وهم الآن أكثر قدرة على التعبير، وبوجود وسائل التواصل لا بد أن تذهب الأمور في اتجاه التطوّر الإيجابي. يجب أن يتخلّى الناس عن أفكارهم القديمة وأن يكونوا أشد وعياً”.

اسألوا جوردان عن انتمائها إلى الجيل الجديد من عارضات الأزياء النجمات “سوبرموديلز”، لتجيبكم ضحكتها وهي تحرّك إصبعها في الهواء رفضاً. “قبل أن تعلن ناعومي كامبل بوضوح أن جوردان دان “سوبرموديل” لن أستحقّ اللقب! أصبحت هذه الكلمة تستعمل بسهولة الآن”. الوضوح والتواضع والكاريزما تجعلنا نشعر بأننا نعرف جوردان منذ أعوام طويلة.

ثم يتغيّر تعبير وجهها حين نشير إليها كمثال أعلى. تصف جوردان كلامنا بأنه “يخجلها ويغمرها بالعاطفة”. حتى لو وجدت صعوبة في قبول هذا الوصف إلا أنه الحقيقة. لقد نجحت في مواجهة تحديات غياب التنوّع في مهنتها لتحصد النجاح وتصبح عارضة معروفة في العالم.

ودان مثال أعلى للأمهات اللواتي يربين أبناءهن وحدهن، وللأمهات اللواتي يعاني أولادهن فقر الدم المنجلي (الذي يعانيه ابنها). وهي تستفيد من شهرتها لتنشر الوعي حول هذه القضية. وتحرص زميلاتها وصديقاتها توني غارن وناعومي كامبل وريانا على حضور حفلات جمع التبرّعات التي تنظّمها. “أصبح حساسة وتغمرني المشاعر حين يتعلّق الأمر بهذا الموضوع. أعلم أنني من دون أن أسعى إلى ذلك، أتحمّل مسؤولية. إذا كنت أستطيع أن أساعد فتاة صغيرة على أن تعيش حياتها وتكبر، فهو أمر عظيم. أحرص على هذا الأمر وأعانقه وأتحمّل مسؤولية لكنه تحد صعب”. تضحك. تصدر هذه “الجلبة”، كما يصفها المصوّر كونيت أكروغلو.

“لا أندم على ما عبّرت عنه بل كنت وما زلت مستعدّة للدفاع عن آرائي” 

نذهب في رحلة قصيرة بالسيارة إلى المدينة القديمة حيث نمشي بين الحشود المتجمّعة حول آيا صوفيا والجامع الأزرق. تتمشّى جوردان مع المصوّر ويتبعهما الفريق. تبدو في غاية الأناقة مرتدية قميصاً أبيض شاحباً من سيلين وبنطلوناً أسود عالي الخصر. تمشي وتتأرجح أقراطها من أوريلي بيدرمان. نجد لنا مكاناً قريباً من جدران المسجد الأزرق. تتجمّع حولنا الحشود: “هل هذه ناومي؟” نسمع أكثر من مرة. تسألني جوردان إذا كان عليها أن تضع وشاحاً للرأس لجلسة التصوير هذه. “أريد أن أحترم الجميع”، تقول. تتبختر برشاقة لكن تبدو تحرّكاتها هادئة، لعلّه المكان يفرض رهبته. نسمع المصوّر أكروغلو يقول: “رائع”، واصفاً اللقطة الأخيرة. ثم نمضي.

ستغادر دان إلى مطار أتاتورك الدولي بعد ساعات. تحضر حقائبها من القصر، ويلمع حول إصبعها خاتم “لندان”. هو جزء من المجموعة التي أطلقتها في نيسان/أبريل 2017 للعلامة البريطانية Missguided الموجّهة للشابات. أما مجلة “غلامور” فقد قدّمت لها أخيراً جائزة الريادة في مجال الأعمال لعام 2017 Entrepreneur of the Year award، لفتة تستأهلها العارضة البارعة في عالم الأعمال. “أريد أن أنطلق بالماركة إلى أزياء الأطفال وأزياء الرجال”، تشرح وهي تحرّك خاتمها. “أهتمّ أيضاً بمستحضرات العناية بالبشرة، وأحب أن تكون لي مجموعتي الخاصة. كما أفكر في وضع كتاب عن الطبخ، وأريد أن أطلق مجموعة من أدوات المطبخ”. وقد قدّمت جوردان برنامج الطبخ Well Dunn على قناة جاي زي Life+Times على يوتيوب. وجذبت مواسم العروض الثلاثة ملايين المشاهدات خصوصاً أن دان استضافت صديقاتها المعروفات في عالم الموضة مثل جوان سمولز وكارا دوليفين وكارلي كلوس.

في عشاء فريق العمل الوداعي، مدركين تماماً حبّها للطعام عرّفنا دان على مجموعة من المازة وأطباق اللحوم وحلوى غزل البنات التركية. ثم حان وقت الوداع، فشاركتنا جوردان انطباعها عن إسطنبول: مكان ساحر، والطعام رائع! أشعر بالامتنان لأن زيارة هذا المكان أتيحت لي”. تضحك. “وانظروا الآن، الشمس ساطعة”.

تصوير: كونيت أكروغلو

تنسيق: كونسا أيكان

تصفيف الشعر: باولو سوفياتي

ماكياج: أنطوني بيل

مساعد تصوير: بورك أكان

تم التصوير في: قصر شيراغان كمبنسكي، اسطنبول

شاهدي تطوّر إطلالات جوردان دان على السجادة الحمراء.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع