تابعوا ڤوغ العربية

الشيخة لطيفة بنت مكتوم تتحدَّث عن حياتها وآخر أعمالها الفنيَّة

Sheikha Lateefa bint Maktoum

لوحة الهوية المستدامة للشيخة لطيفة بنت مكتوم، 2016. بإذن من الشيخة لطيفة بنت مكتوم

يعتبر مركز تشكيل الفني بمثابة واحة للفنون في موقعه الفريد بحي ندّ الشبا، بعيداً عن الازدحام المجنون. إنه مكانٌ صُمِّم للفنانين الذين يعملون ويعيشون في الإمارات العربية المتحدة، أسَّسته بنفسها الفنانة المعروفة، الشيخة لطيفة بنت مكتوم. ولأنه يتحدى زواره ويلهمهم، فإنّه أبعد ما يكون عن الجمود والسكون. وعندما تدخل عبر الباب الأمامي تحطُّ مباشرةً في صالة المعرض، والتي تتغير شهرياً وفق برنامجٍ يتطوّر باستمرار.

وعلى الرغم من أنَّك تشعر دوماً بحضورها وبانخراطها المستمر في الأعمال اليومية للمركز، فإنَّ الشيخة لطيفة بنت مكتوم نادراً ما تُرى في مركز تشكيل الإبداعي — حتى وقت قريب كانت منخرطةً في التحضير لمعرضٍ من أعمالها الفنية استمر حتى 23 فبراير 2017. وعبر سلسلة من الصور الفوتوغرافية، كشفت الفنانة عن فصل جديد في حياتها، فالمعرض حمل عنواناً ملائماً تماماً هو “فصل جديد”، إذ عبّر عن رحلتها الشخصية إلى الأمومة، ونقلنا عبر تجربتها العاطفية والنفسية. وانتقلت الفنانة من مونتاج ما بعد التصوير الفوتوغرافي إلى التصوير الفوتوغرافي الرقمي، مشاركةً إيَّانا فيديوهات قصيرة وأعمالاً بصرية.   

وهنا تكشف ڤوغ العربية النقاب عن بعض أعمال الفنانة من معرضها “فصل جديد” عبر حوار ودِّي مع الشيخة لطيفة بنت مكتوم بنفسها.

Sheikha Lateefa bint Maktoum

لوحة صفاء للشيخة لطيفة بنت مكتوم، 2016. بإذن من الشيخة لطيفة بنت مكتوم

إلى أي مدى تغّير أسلوب عملكِ مع استعمالكِ للتقنيات الحديثة؟

كان عليَّ أن أفكر في مراحل عملية الصناعة، خصوصاً مع وجود طفل عليَّ الاعتناء به، وهذا يعني أنه لم يكن بمقدوري تخصيص وقت طويل لبرنامج الفوتوشوب كما كنت أفعل في الماضي. لقد كنت أجلس عادةً أمام الحاسوب من ثمانِ إلى اثتني عشرة ساعةً متواصلةً في بعض الأحيان، وكنت ألتقط الصور لكل شيءٍ على حدة؛ وفي بعض الأوقات لم أكن أعرف حتى ماذا سأصنع بها إلى أن أصل إلى عملية التحرير. وعندما كنت استعمل كاميرتي من طراز هاسيلبلاد، كانت دقة التصوير عالية جداً بما لا يسمح بدمج الكثير من الصور، ما يعني عدم إمكانية تخزين الملف في برنامج الفوتوشوب، لذا كان عليَّ إيجاد حلول شكَّلت تحدياً بالنسبة لي؛ أن أجد طريقةً تجعل الصور تروي قصتي، مع قضاء وقت أقل في عملية التحرير ولكن مع ترك نفس الأثر، وقد أردتُ أيضاً أن أتحدَّى نفسي بما أنَّ استخدام برنامج الفوتوشوب بدأ يصبح أمراً سهلاً بالنسبة لي.     

Sheikha Lateefa bint Maktoum

لوحة النمو للشيخة لطيفة بنت مكتوم، 2016. بإذن من الشيخة لطيفة بنت مكتوم

ومن أجل هذا المشروع، قرَّرتُ أن أقوم بتجهيز المشهد أمام الكاميرا، الأمر الذي منحني تحدي تخطيط كلِّ تفصيلة، وأن يكون كل شيء سأصوره موجوداً أمامي قبل التقاط الصورة. وكان دفتر الرسم أداةً رائعةً لمساعدتي على تحديد تركيب وتفاصيل الصورة، لقد كان مكاناً آمناً “للتفكير بصوتٍ عالٍ” على الورق دون إضاعة الكثير من الوقت بحثاً عن مواضيع للصور.

وقد كانت عملية إجبار نفسي على التروّي والتفكير قبل إنتاج صوري مشابهةً للأمومة، من حيث أنها جعلتني أركز على الأمور المهمة؛ فعندما تتروّين وتبطئين من سير العملية، تحظين بفرصةٍ لرؤية الأمور بوضوح أكثر والإصغاء لحدسكِ والتحرك بذلك الاتجاه.

ما أهمية الحفاظ على لياقة جسدية وذهنية عالية في عملكِ؟

أبذل جهدي للالتزام بنظام صحي، فأنا أمارس نظام “كروس فيت” منذ عام 2013؛ وقد علّمني كيف أوازن نفسي في التدريب. وبعض التمارين تدعى “Chippers” — وهي تمارين طويلة ومتعبة ولكن يجب عليكِ أن تنفذيها خطوة بخطوة لتنتهي منها.

ويعتبر تعلُّم المرء كيف يحافظ على توازنه درساً مهماً، حيث يعلمنا الحفاظ على التوازن أن نتوقف ونركز تماماً على ما نفعله في لحظةٍ ما، وأن نمنحه كامل انتباهنا قبل الانتقال لأمر آخر. وطريقة العمل هذه تساعد في الموازنة بين الحياة والعمل، حيث يجب أن أوازن بين كوني أماً، ومديرة شركة، وفنانةً. وليس من السهل أداء هذه المهام إلى جانب بعضها البعض، وإتقانها جميعها على نحو جيد. واللياقة هي طريقة للحفاظ على الصحة العقلية والتخلص من أي توتر أعاني منه، وللتمكُّن من التفكير بوضوح أكبر، وللنوم بشكل أفضل في الليل، وهي جميعها أمورٌ تساعدني في عملي الإبداعي.  

Sheikha Lateefa bint Maktoum

في حفل زفافكِ، نظَّمتي فقرة فنية حيث تمَّ عرض صوركِ الفوتوغرافية بعارضات أزياء حقيقية. إلى أي مدى تشكل حياتكِ جزءاً من فنِّك، والعكس بالعكس؟

الفنُّ طريقة للتعبير عن مشاعري من خلال القصة البصرية. ودون قصتي لن يكون هناك أي فن، ودون وجود الفن لن يكون هناك مخرج إبداعي لي للتعبير عن أفكاري وأحاسيسي.

وكان حفل زفافي عملاً فنياً يحدث مرة وحيدة بالعمر ويدعى Lucid Dream (أو: حلمٌ صافٍ) — وأتتني الفكرة من خلال حديث دار بيني وبين هبة البكري ومعتصم البابا، عندما أخبرتهما أنَّ ما ينتجانه يشبه الدخول إلى أحدى أعمالي الفنية. وتحت إشرافهما، وصل فريقٌ من الولايات المتحدة لإنتاجه وقاموا بجعل أعمالي تتحرك وتتنفس كما لم تكن من قبل.    

ماذا كنتِ ترتدين في صور معرضكِ “فصل جديد”؟

صمَّم خياطي الشخصي يدوياً جميع الملابس. وأردتُ أن تكون الملابس عصرية، ومنعشة، وخالدة. لم أشأ استعمال العباية السوداء، حيث كان سينظر لذلك الأمر على أنه رمز ثقافي. أردتُ أن يقرأ الناس خلف السطور فيما يخصُّ الثوب، وأن يروا القصة التي أحاول روايتها. اخترت كل نسيج وفقاً للإطار الذي سيوضع فيه. وفي إحدى الصور، وتدعى “العائلة”، استعملتُ أزهاراً حقيقية مطرَّزة على القماش. وأتت تلك الأزهار من شجرة بلوميريا أوبتيوسا المزهرة، المزروعة خارجة نافذتي. وكان عليَّ أن التقط الصورة في نفس اليوم الذي ستتطرز فيه الأزهار على القماش لكي لا تذبل. كان عليَّ أن أكون سيدة الموقف وأن أنتظر التوقيت المثالي من أجل أن تكون جميع العناصر جاهزة وذلك لالتقاط الصورة في الوقت المناسب.   

وفي لوحة “الصبر”، قمت بتغيير الورق الجداري لمنزلي خصيصاً من أجل الصورة. وأخذت قطعةً من ورق الجدران لمحل القماش لإيجاد قطعة قماش تماثلها، وكنت محظوظةً بما يكفي لإيجاد قماش ثلاثي الأبعاد. وأردتُ أنَّ أرمز إلى أنه عندما تعطي امرأة انتباهها للمنزل، يصبح وطناً لها. فهي تصبح جزءاً منه وهو يصبح جزءاً منها. وتشير الساعات فوقها إلى الوقت الذي التقطت فيه الصورة، وذلك للرمز إلى أن الصبر أمرٌ يعاش في الحاضر، فهو ليس أمرٌ يمكن التفكير به في المستقبل أو الماضي.

أغلق معرض “فصل جديد” للفنانة لطيفة بنت مكتوم أبوابه يوم 23 فبراير 2017 في استديو وصالة تشكيل. أما المعرض التالي في الصالة فيأتي بعنوان “انتبه للمسافة”، وهو معرض جماعي يفتح في الأول من مارس ويستمر إلى 6 أبريل 2017 في استديو وصالة تشكيل، ندّ الشبا 1 دبي، الإمارات العربية المتحدة.

صوفيا الماريا تكشف النقاب عن أول معرضٍ منفردٍ لها في الإمارات العربية المتحدة.

لوحة الصبر بعدسة الشيخة لطيفة بنت مكتوم، 2016. بإذن من الشيخة لطيفة بنت مكتوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع