تابعوا ڤوغ العربية

رولكس تكرم إحدى رائدات التغيير لنجاحها في تمكين الطبيبات عبر منصة رقمية للرعاية الصحية في باكستان.. تعرفي إليها

كرمت شركةُ رولكس الدكتورةَ سارة سعيد بمنحها جائزة رولكس للمبادرات الطموحة يوم 8 ديسمبر احتفاءً بجهودها في تيسير الحصول على خدمات الرعاية الصحية وتمكين الطبيبات في باكستان. الصورة بإذن من رولكس

كرمت شركةُ رولكس الدكتورةَ سارة سعيد بمنحها جائزة رولكس للمبادرات الطموحة يوم 8 ديسمبر احتفاءً بجهودها في تيسير الحصول على خدمات الرعاية الصحية وتمكين الطبيبات في باكستان. الصورة بإذن من رولكس

في المناطق الريفية بباكستان ، لا تحصل العديد من الأسر المنخفضة الدخل على الرعاية الصحية المناسبة. وفي الوقت نفسه، تفرَض القيود على خروج آلاف الطبيبات من منازلهن للعمل بسبب عراقيل ثقافية واجتماعية عفا عليها الزمن. ومن هنا تبرز أهمية منصة سيهات كاهاني الرقمية، التي تقدم خدمات الرعاية الصحية وتستخدم التكنولوجيا للربط بين الطبيبات في المنازل والمجتمعات النائية في هذه الدولة الجنوب آسيوية. وقد طرأت فكرة إقامة هذه المنصة الرقمية للرعاية الصحية على الدكتورة سارة سعيد، التي شاركت في تأسيسها وتشغل منصب رئيستها التنفيذية، بعد ولادة طفلها الأول في مدينة جديدة، ما جعل من الصعب عليها العودة إلى عملها. ومنذ تأسيسها حتى يومنا هذا، أصبحت منصة سيهات كاهاني تملك 24 عيادة إلكترونية وتعمل بها 1500 طبيبة من جميع أنحاء باكستان، يقدمن خدمات الرعاية الصحية الأولية لعدد هائل من المرضى بلغ عددهم 86 ألف مريض منذ تأسيس المنصة عام 2017، وذلك بتكلفة ميسورة عبر الاستشارات الإلكترونية وتطبيق على الهاتف المحمول.

واعترافاً بنجاح الدكتورة سارة سعيد في تيسير حصول الباكستانيين على الرعاية الصحية وجعلها في متناول الجميع وتمكين النساء في باكستان، كرمت رولكس هذه الطبيبةَ الباكستانية بمنحها جائزة رولكس للمبادرات الطموحة لعام 2019، وهي جائزة تحتفي برواد التغيير الذين يجعلون من هذا العالم مكاناً أفضل للأجيال القادمة. وبعد تسلمها الجائزة في المتجر الرئيسي لعلامة الساعات الفاخرة بدبي مول أوائل ديسمبر، التقت ڤوغ العربية الطبيبةَ الشابة للحديث عن سبل التغلب على الظاهرة المعروفة باسم “العروس الطبيبة” في باكستان، وكيف يمكن لسائر المجتمعات في العالم تنفيذ مبادرتها، وأثر هذه الجائزة المرموقة على مستقبل مؤسستها.

ما الذي ألهمكِ الربط بين الرعاية الصحية و تمكين النساء في أهداف مبادرتكِ؟

تعمل منصة سيهات كاهاني على حل مشكلتين عويصتين في نظام الرعاية الصحية بباكستان اليوم، الأولى هي ظاهرة “العروس الطبيبة” (أطلق الإعلام الباكستاني هذا الاسم لوصف النساء اللواتي يقبلن على دراسة الطب لا للعمل بل للزيادة فرصهن في الحصول على الزوج المناسب)، والثانية هي التأثير الذي أحدثته هذه الظاهرة على بنية الرعاية الصحية في البلاد.

فرغم أن الطبيبات يشكلن 70% من إجمالي القوى العاملة في المجال الطبي في باكستان، إلا أن عدداً ضئيلاً للغاية من هؤلاء الطبيبات يمارسن الطب رسمياً بعد التخرج لأن الغالبية منهن لا يتمكّنّ من مواصلة العمل بسبب القيود الاجتماعية والثقافية المفروضة عليهن. وللأسف، لا يريد معظم الآباء أن تصبح بناتهن طبيبات سوى لزيادة فرصهن في الحصول على الزوج الأفضل؛ فيما تضطر النساء اللواتي يواصلن العمل إلى التخلّي عنه للبقاء مع أطفالهن ورعاية أسرهن. ويزداد تأثير هذه الظاهرة السلبي على نسبة هائلة من الباكستانيين البالغ عددهم 207 ملايين نسمة ممن لم يروا طبيبة طيلة حياتهم. ولهذا، يضطر سكان المجتمعات الفقيرة في نهاية المطاف إلى اللجوء إلى المُعاونين، والقابلات، والدجالين للحصول على المساعدة الصحية – وغالباً في حالات الطوارئ أو حين يشرف أحدهم على الموت. وفي معظم الحالات يتسبب ذلك في زيادة تعقيد المشكلات نظراً لعدم توافر الرعاية الصحية المناسبة.

من جانبنا، سيظل العامل المُحفز لنا هو تقديم وسيلة لهؤلاء الطبيبات تتيح لهن ممارسة عملهن وتوفير رعاية صحية جيدة للمرضى باستخدام التكنولوجيا ، وتمكين جميع المشاركين في هذه العملية.

كخدمة تهدف أساساً إلى منح “العرائس الطبيبات” مزيداً من الفرص، لماذا تؤمنين بأهمية تمكين النساء للعودة إلى العمل بعد الزواج؟

تستحق كل امرأة أن تختار العمل، سواء كطبيبة أم ممرضة أم في أي وظيفة بأي مجال آخر. وتعتمد رؤيتنا على مكافحة التباين في الخدمات الصحية، وبالتالي، من الضروري للغاية لنا إعادة الإخصائيات إلى أعمالهن بعد الزواج. فباكستان تواجه أزمة طبية هائلة في هذه الآونة وإذا لم تتمكن النساء والأطفال في بلدنا من الحصول على رعاية صحية جيدة طيلة حياتهم، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور في المنظومة البيئية للرعاية الصحية.

الدكتورة سارة سعيد (في مواجهة الكاميرا) تتحدث مع الممرضة طاهرة بيبياند التي تتابع موعداً إلكترونياً في إحدى عيادات سيهات كاهاني. الصورة بإذن من سيهات كاهاني

الدكتورة سارة سعيد (في مواجهة الكاميرا) تتحدث مع الممرضة طاهرة بيبياند التي تتابع موعداً إلكترونياً في إحدى عيادات سيهات كاهاني. الصورة بإذن من سيهات كاهاني

ما الحواجز الثقافية التي تواجهها غالباً هؤلاء النساء وكيف تساعدينهن على تجاوزها؟

أكبر عائق اجتماعي تواجهه النساء في بلدنا هو عدم سماح أسرهن أو أزواجهن لهن بالخروج للعمل. وفي حالات أخرى، يُحظر عليهن الخروج من منازلهن ويُنتظر منهن البقاء لرعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية. ولا تتمكن هؤلاء النساء من الخروج والعمل في المكاتب أو بيئات العمل المختلفة نظراً لأن هذا يُعتبر من المحرمات الاجتماعية في باكستان. أما العائق الاجتماعي الآخر فهو النظرة السلبية في باكستان للمرأة التي تترك أطفالها في المنزل مع الجليسات والمربيات. ولا تتوافر مراكز لرعاية الأطفال نهاراً أو منظومات لحمايتهم، وظروف العمل ليست بهذه المرونة التي تسمح لهن بتلبية احتياجات أطفالهن والعمل في نفس الوقت.

والحل المثالي للتغلب على هذين العائقين هو زيادة فرص العمل للنساء مع المرونة في أوقات العمل وتوفير حضانات إذا لزم الأمر. لذا وظفنا في سيهات كاهاني نظاماً لاستيعاب موظفاتنا عبر المرافق التي تهيئ لهن بيئة عمل آمنة ومريحة، سواء في مقراتها أو في بيوتهن.

ما الدور الذي لعبته التكنولوجيا في إقامة مشروعكِ وتأسيسه وزيادة نموه؟

تعد التكنولوجيا عنصراً للتمكين وفي غاية الأهمية لنا. فقد مكنتنا من سد الفجوة بين جمهورينا الأساسيين، وهما: الطبيبات والمرضى. كما قدمت لنا أفضل حل لتمكين الطبيبات وتيسير حصول سكان المناطق الريفية على خدمات الرعاية الصحية الجيدة. ويمكن استخدام التكنولوجيا بمختلف الأساليب. ونحن حالياً نستخدم نظاماً إلكترونياً للسجلات الطبية وتخزين البيانات رقمياً. كما نستخدم منصة رقمية تتيح للطبيبات والمرضى التواصل وجهاً لوجه، إلى جانب العديد من الأدوات الرقمية الخاصة بالتشخيص لضمان أن يتم الفحص بكل كفاءة وتسجيله بشكل صحيح، فلا يكون هناك فرصة للأخطاء من جانب الممرضات أثناء إدخال البيانات.

الطبيبة ماهڤيش خالد (على شاشة الكمبيوتر) تقدم استشارتها للمريضة عمرانة (إلى اليسار)، تحت إشراف الممرضة طاهرة بيبياند (إلى اليمين). بإذن من سيهات كاهاني

الطبيبة ماهڤيش خالد (على شاشة الكمبيوتر) تقدم استشارتها للمريضة عمرانة (إلى اليسار)، تحت إشراف الممرضة طاهرة بيبياند (إلى اليمين). بإذن من سيهات كاهاني

اقرئي أيضاً: نور التاجوري تنصح غير المسلمين بما يتعيّن عليهم عمله إذا ما شاهدوا مسلماً يصلي في مكان عام

كيف يمكن للدول الأخرى تطبيق مبادرتكِ في مجتمعاتها النائية؟

تعمل منصة سيهات كاهاني في باكستان ويمكنها أن تعمل بالتزامن في مناطق أخرى في العالم إلى جانب استخدام المنهج السليم. ولحسن الحظ، تعد هذه المنصة أفضل حل نهائي ومبتكر وصالح للتطوير في مجال الرعاية الصحية الرقمية، ويمكن أن تتقدم في العشر سنوات القادمة وتغدو ثورة في مجال الرعاية الصحية.

ما الذي سيبدو عليه مستقبل باكستان إذا ما تبنّى كلُ مجتمع هذه المبادرةَ؟

يمكن لكل دولة تفتقر إلى خدمات الرعاية الصحية -بسبب نقص عدد الأطباء أو معاناتها من حالة تشبه “ظاهرة العروس الطبيبة”، حيث يحظر على النساء العمل بعد الزواج- تطبيق هذا الحل لتحسين وضع الرعاية الصحية.

وقد تكون ظاهرة العرائس الطبيبات مقتصرة على باكستان، ولكن يمكن أن تشكل الطبيبات اللواتي لا يعملن بعد الزواج مشكلة في العديد من البلدان. وما يدعو للعجب أن 3.5 مليون شخص في العالم لا يحصلون سوى على الحد الأدنى من الرعاية الصحية الجيدة أو لا يحصلون عليها على الإطلاق – وغالبيتهم من المنتمين إلى المجتمعات منخفضة الدخل. وهدفنا الرئيسي خلال 10 سنوات هو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبنغلاديش، ونيبال ، وأمريكا اللاتينية، حيث توجد أزمات في الحصول على الرعاية الصحية، كما أن نساءها لا يتمكّنّ من العمل أيضاً.

وفي هذه الآونة، تعاني باكستان أزمة في الرعاية الصحية الطبية ولا نفعل الكثير لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ، لذا يبدو مستقبل باكستان مؤسفاً للغاية. ونتطلع في منصة سيهات كاهاني إلى حثّ المجتمعات على تبنّي نظامنا لضمان أن يحصل كل مواطن باكستاني على الرعاية الصحية سواء باستخدام تطبيقنا أو عياداته. فنحن نؤمن بأن الصحة حق للجميع وأن كل مواطن يجب أن يكون بمقدوره الحصول على الرعاية الصحية طوال الوقت. إنه السبيل الوحيد لباكستان لتكون دولة فتيّة وأن تنمو اقتصادياً في الوقت ذاته.

ما تأثير فوزكِ بجائزة رولكس على عملكِ؟ وماذا تعني لكِ هذه الجائزة؟

إنه لشرف عظيم لي حصولي على جائزة رولكس، وخاصة عندما تكون مؤسستكِ من العاملات في القطاع الاجتماعي. وأرى أن فوزي بجائزة رولكس يمكن أن يزيد مصداقيتنا أمام المستثمرين، والممولين، والشركاء وأن يرفع مساهماتهم المادية والمعنوية.

وقد قدمت لي جائزة رولكس حافزاً لبذل المزيد من الجهد من أجل مهمتنا، وحثتنا على القيام بمزيد من العمل البنّاء للمجتمعات التي نعمل بها، وتوسيع نطاق هذه المبادرة بنجاح، وترك تأثير أكبر.

سارة سعيد تتسلم جائزة رولكس المرموقة للمبادرات الطموحة بمتجر رولكس الرئيسي في دبي مول يوم 8 ديسمبر. الصورة بإذن من رولكس

سارة سعيد تتسلم جائزة رولكس المرموقة للمبادرات الطموحة بمتجر رولكس الرئيسي في دبي مول يوم 8 ديسمبر. الصورة بإذن من رولكس

اقرئي أيضاً: في حوار حصري، دوقة يورك تتحدث عن ميغان ماركل والأميرة ديانا وادعاءات جيفري إبستين

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع