أخذت ندى سلمانبور فكرة المصباح البدائية بين يديها، وحرفت منها تصميم “مشكال”، الذي حاز على جائزة فان كليف أند آربلز للمصمم الناشئ ٢٠٢١. دعا دار فــان كليــف أنــد آربلــز بالتعاون مع مؤسسة “تشــكيل”، المصمّمين الناشئين في دول الخليج العربي، وقاما بدعوتهم للمشاركة في الدورة الثامنة من الجائزة تحت جذر مقرّب من الطبيعة. تنافس المشتركون بتصاميمهم التابعة لموضوع “محاكاة الطبيعة- فراشات”، إلّا أنّ تصميم المهندسة المعمارية الإيرانية سلمانبور تفوّق بإبداعه المنحوت.
وجّهت مسابقة العام المشتركين بالتفكير في أساليب حل الطبيعة مصاعب معقّدة، التأمّل فيها، وتطبيق العبر في تصميمٍ تفصيلي. فتلعب محاكاة الطبيعة دوراً أساسياً في شتّى المجالات من تصميم الحدائق والهندسة، إلى الطب والنقل والمواصلات. كما أنّها سبق وحقّقت نتائج إيجابية في مجال تصميم معدّات الطيران، التي اتّخذت الطيور والنسر منهجاً لها، وهندسة القطارات المستوحاة من مناقير الطيور.
تصميم “مشكال” لندى سلمانبور
أمّا بالنسبة لعملية اختيار الفائز، فاعتمدت على معيار فهم المشتركين للموضوع، أصالتهم، كيفية تطويرهم للمفهوم، تطبيقهم للجانب الوظيفي، تقنيّاتهم، المواد التي اعتمدت، جدوى الإنتاج، جودة التصميم النهائي وجماله. فبعدما سلّمت التصاميم النهائية للجنة التحكيم المكوّنة من ممثّلي فــان كليــف أنــد آربلــز وتشكيل، بالإضافة إلى مستشــار التصميــم ســيريل زاميــت وصحفــي التصميــم براتيــوش ســاروب، قامت اللّجنة بمقابلة المرشّحين المختارين.
بنقشته اليزدية الموّردة بستة مثلّثات مشبوكة، يروي مصباح “مشكال” قصّة التحويل التدريجي للفراشات. من خلال نقش سلمانبور ١٢٠ فراشة على حجر الأونيكس، استطاعت هذه الرواية أن ترفرف بالحياة من خلال الضوء الدافئ الذي يعكس عبر القالب الحجري، ويستحضر رقّة جواهر الطبيعة.
تصميم “مشكال” لندى سلمانبور
تأسسـت جائزة فـان كليـف أنـد آربلـز للمصمـم الناشـئ في العام ٢٠١٣، بالشـراكة مـع مؤسسة تشـكيل الحاضنة لتطـور الفـن المعاصـر. وتهدف الجائزة إلى دعم المواهب الواثبة، وتطويرها من خلال اقتراح موضوع محدّد، يقوم بتحدّي خبرة المشتركين في المواد، التشكيل، التوظيف، والتقنيات. وبالتالي، ينال الفائز فرصة السفر إلى باريس للمشاركة في ورشات خاصة لأسياد الحرفية والمشاركة في معهد فـان كليـف أنـد آربلـز الحصري (ليكـول فـان كليـف أنـد آربلـز)، لصياغة وتصميم المجوهرات والساعات.
