تابعوا ڤوغ العربية

أبرز ما عُرِضَ في مبادرة “فن جدة 21,39” لعام 2017

anri sala

أنري سالا، 1395 Days Without Red، فيديو عالي دقّة الصوت والصورة، مدته 43 دقيقة و46 ثانية، النسخة 6، بإذن من الفنان وصالة عرض ماريان غودمان.

يحظى المشهد الفني في مدينة جدة بنشاط محموم مع إقامة النسخة الرابعة من فن جدة 21,39، وهي مبادرة غير ربحيّة تقام تحت رعاية سمو الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز وينظّمها المجلس الفني السعودي، وتفتتح أبوابها بأبرز فعالياتها التي تتمثّل في معرض “سفر” للفن التوجيهي الذي ينظّمه سام بردويل وتيل فلراث بهدف التركيز على السفر وآفاق الاستكشاف.

وتستضيف هذه الدورة منحوتات ولوحات صور وأفلام من 24 فناناً بارزاً مع 16 من المواهب الصاعدة في المملكة العربيّة السعوديّة ومنهم سارة عبده، وماجد عنقاوي، وعبد الله العثمان، ومحمد فرج، وريم الناصر. ومن بين هذه المواهب تعرض الفنانة السعودية دانه عورتاني فيلماً مهماً تقول عنه في حديثها مع ڤوغ العربيّة: “هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها على فيلم مصوّر، لذلك كنت قلقة حياله، ولكنني اعتبرته منصة مهمة أبعث رسالتي من خلالها”. ويناقش عمل عورتاني اندثار الإرث والحضارة العربيّة فتقول: “نحن منهمكون في تقليد كل ما تقدّمه الثقافة الغربيّة بدلاً من أن نحتضن ثقافتنا، وقد جاء هذا العمل كنوعٍ من التحذير لنقف ونستوعب ما نفعله قبل فوات الأوان”.

dana awartani

دانه عورتاني، I Went Away and Forgot You. A While Ago I Remembered I’d Forgotten You. I Was Dreaming.. 2017، عمل متعدد الوسائط، مستخدم فيه الألوان والرمال، وهو فيديو مصوّر مع صوت عالي الجودة، مدّته 24 دقيقة و48 ثانية، بإذن من الفنانة وصالة عرض أثر.

صوّرت عورتاني هذا الفيلم في منزلها بأجواء توحي بحقبة الخمسينيات، وتناقش فيه الفنانة أهميّة المكان فتقول: “في تلك الفترة، اتجهت العوائل الثريّة في الحجاز للانتقال من منازلها التراثيّة إلى منازل تحاكي الأسلوب المعماري في إيطاليا وفرنسا، وهنا بدأ الدمار”. ويظهر العمل أرضيّة مغطاة بالكامل بالرمال الملوّنة التي تشكّل نقشاً عربيّاً لتأتي عورتاني وتكنس هذه الرمال ببطء وتُمحو هذه الطبعة المفصّلة، فتقول: “أردت أن أظهر العمارة الغربيّة جنباً إلى جنب فنون الديكور العربيّة، وبعد أن أنهيت عمليّة الإستنسل، وهي أصعب مرحلة إذ أخذت مني وقتاً طويلاً، قررت أن أدمّرها بمكنسة، وطريقة التدمير هذه مهمّة كذلك فلم أرد أن أكون عنيفة، بل أردتها أن تكون طريقة علاجيّة وهادئة ليتساءل الناس ما الذي يحدث”.

Guanyin Pusa, Multi-media projection, gold leaf, molded latex, found wood, green tea powder, color pigment, cactus, sandalwood and sound, Duration 3 days, 2015 (1)

غادة دا، Guanyin Pusa، مشروع متعدد الوسائط، ورقات خضراء ولاتكس مصبوب وخشب مشغول وبودرة الشاي الأخضر والصبغة والصبّار بالإضافة لخشب الصندل والصوت. بإذن من الفنانة.

ومن ضمن الفعاليّات الفنية في مبادرة 21,39 جاء معرض تدفّق، الذي أقامه كل من قسورة حافظ ونور الدبّاغ ليقدّم أعمالاً من فنانين سعوديين وعالميين بشكل يتماشى مع موضوع المعرض، عبر وسائط عصريّة تناقش مواضيع حساسة مثل الهجرة والتديّن والزحف العمراني والتكنولوجيا وتجارب الذاكرة. ومن ضمن المشاركين فيه كانت الفنانة السعوديّة غادة دا بعرض أدائي وفيديو مصوّر. وقد تواصلت ڤوغ العربية مع خريجة جامعة سانت مارتينز لتحدثنا عن أول عروضها في مدينتها فقالت: “أنا فخورة بالمشهد الفني في السعوديّة وبطاقته النابضة بالحياة. وهناك العديد من الأعمال المثيرة للاهتمام تدعو للتفكر، وقد جاءت كاستجابة مباشرة لما يحدث حول العالم، كما أشعر بالسعادة كوننا بلغنا هذه المرحلة حيث نتمكن من تشجيع بعضنا البعض بحريّة”.

Orient III, Mother-of-pearl, Ottchil, Birch Wood, 35 x 35 cm, 2015

غادة دا، Orient III، عرق اللؤلؤ وطِلاء اللَّك وخشب البتولا، 35 x 35 سنتيمتراً، 2015.

يعرف أسلوبها في العمل برحلة مراقبة واستكشاف لعلاقة الجسد ومفهوم المساحة والانقطاع بالإضافة إلى الهويّة والأجسام التي لا تتبع جنساً معيّناً. فإن زرتم معرض تدفّق ستجدون تحفتين من عرق اللؤلؤ وضعتهما الفنانة على قاعدتين من خشب البتولا في عملٍ أطلقت عليه اسم Orient. فجاء هذا العمل نتاج تعاون مع محترف طلاء اللّك وفنان عرق اللؤلؤ سون دا هاين، فاستوحته غادة دا من حضارة كوريا الجنوبية خلال فترة إقامتها في سيول آرت سبيس بمدينة سيول. وتقول عن آخر أعمالها: “كنت مهتمة بهذه الحرفة باعتبارها وسيلة للتعمق في تاريخ الجسد والنفس البشرية كجزء من تطوّري المستمر، وفهمي لأهمية الحرفة الأصليّة بالنظر للمفهوم السياسي والاجتماعي لها، فالحرفة هي تعبير عن قيَم الإنسان وذاته، ففهم طريقة صنع الشيء وسبب صنعه أمر ضروري في عالمنا المعاصر”.

Orient II, Mother-of-pearl, Ottchil, Birch Wood, 35 x 35 cm, 2015

غادة دا، Orient II، عرق اللؤلؤ وطِلاء اللَّك وخشب البتولا، 35 x 35 سنتيمتراً، 2015.

كما استضافت صالة عرض أثر معرض “ومن ثم كانت بوليستر” الذي قدّم 5 عروضاً لفنانات خليجيات، ويستعرض هذا المعرض المنسوجات الاصطناعية المشتقة من النفط والسلع الرئيسية في المنطقة والتي لها تأثير مباشر على القوة الاقتصادية. ويتحدى عمل The Shift للفنانة القطريّة عائشة السويدي حركة المواد وقطع الأثاث المستخدمة قديماً في سياق من الألفة والتجانس، بينما يأتي عمل 18 Blankets للفنانة السعودية سارة أبو عبد الله ليصوّر عبثيّة إعادة تشكيل الحياة اليوميّة.

ويظهر عمل Legacy للفنانة الكويتيّة منيرة القديري جسماً غريباً يبيّن تبلور لونيّ اللؤلؤ مع النفط، وهما مادتان أساسيّتان ساهمتا في تشكيل الحياة الاقتصاديّة في المنطقة. وفي حديثها مع ڤوغ العربيّة عشيّة افتتاح المعرض، قالت القديري: “من الرائع بالنسبة لي أن أتمكن من عرض أعمالي في جدة، وهي تتناول مواضيع تهم كثيراً من الناس هنا. ومن المثير نوعاً ما أن نتخيّل الحياة بدون النفط، ولكنني سعيدة بأن الناس أصبحوا يتقبّلون التفكير بهذه الأمور الآن”، وتضيف: “كانت ردود أفعال الناس مشجّعة حتى الآن، وأجد أن السعوديّة من أكثر البلدان تشويقاً في منطقة الخليج حالياً. وأرى كل هؤلاء المبدعين القادمين من ورش الأخشاب يعرضون أعمالهم بكل شجاعة.”

كما شاركت الفنانة البحرينيّة هلا آل خليفة بعمل She Wore Her Scars Like Wings المأخوذ عن تجربتها الخاصة في طريق الشفاء، وكذلك الإماراتيّة ليلى جوما بعمل A Still Moment in Thought and Spacial Perception الذي يكشف عن أشكال هندسيّة متكررة بشكل إيقاعي متناغم.

أما في صالة عرض فاران ستوديو للفنان أحمد ماطر، فتقيم الفنانة أروى النعيمي وأمينة الصالة رنيم بخاري معرضاً بعنوان “بث تجريبي” يقدّم أشكالاً مختلفة من الفنون مع جلسات حوار فنيّة. وتضم دورة 2017 من مبادرة “فن جدة 21,39” بشكل عام ما يزيد عن 50 حدثاً خلال 6 أشهر، والتي تساهم في فتح باب الحوار بين الفنانين السعوديين والعالميين، ويظهر تأثيرها لأبعد من ذلك، بما يمثل صدى للموضوع الرئيسي الممثل في برنامج “سفر”.

تحقيق إضافي من ثريا شاهين.

اضغطي هنا لتلقي نظرةً سريعةً على الماضي عبر صور الرقص في معرض سينطلق قريباً في أبوظبي.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع