فضلاً عن تسليط الأضواء على قضايا البيئة وتعزيز ما يمكننا نحن كأفراد أن نقدمه للحفاظ عليها، فإن صناعة الموضة تضطلع بمسؤولياتها العملية تجاه ذلك، كما تنخرط في تطبيق ممارسات مستدامة بينما ترسم معالم إطلالاتنا المفضلة بأجمل الأزياء. وليس المصممون المشاركون في دورة 2019 من فاشن فورورد دبي أقلَ حرصاً منّا على الاهتمام بحماية كوكبنا. ففي هذه الفعالية، تشارك باقة من العلامات الشرق أوسطية -تعرّفي إليها في الفقرات التالية- تستعمل أقمشة معاد استخدامها وتسعى كذلك لتقليل النفايات الناتجة عن عمليات الإنتاج. ولا يتوقف الأمر بها عند هذا الحد، بل تنطلق لتبني نظاماً بيئياً متكاملاً من الموضة المستدامة في المنطقة.
فرح والي
تصف فرح والي نفسها بأنها مصمِّمة “أزياء الشارع الراقية”، سواءً المصمَّمة بمواصفات خاصة أم الأزياء الجاهزة، وتتسم تصاميمها بالعصرية الممزوجة بلمسات من إرثها المصري. وتتضمن كل مجموعة تطلقها والي قطعاً يدوية الصنع، وأقمشة معاد تدويرها، وصبغات مستدامة تستخدمها في إبداع الطبعات الجريئة ولوحات الألوان النابضة بالحيوية التي تتبدّى في أزيائها، مجسِّدَة بذلك المعنى الحقيقي للفن المستدام.
هاس إدريس
هاس إدريس هي علامة سطع نجمها في سماء عالم الأزياء الراقية بفضل تركيزها بشكل خاص على تمكين المرأة والارتقاء بالتصاميم المختلفة التي تبرز هويتها. وتتسم تصاميم هذه العلامة بالاعتماد على الأقمشة الفاخرة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي تكمل إطلالة كل مَن ترتديها. وتتخذ هاس إدريس من بيروت مقراً لها، وتوظف مجموعة من الفنانين المحليين الذين يبدعون لها قطعاً مخصصة مصنوعة من خامات قديمة بالاستعانة بأحدث التقنيات، متبعةً بذلك نهجاً تقليدياً لا يخلو من الطابع العصري في تصميم الأزياء الراقية.
ريمامي
تمتاز علامة ريمامي، لصاحبتها ريما البنا، بتصاميمها التي تجمع بين مزيج من القصات المثيرة والغضة الغنية برسوماتها المرحة، وهو أمر غير مفاجئ، إذ تمتلك ريما خبرة سابقة في تصميم الغرافيك. ولكن المفاجأة حقاً أنها تحصر إنتاجها على المصانع المحلية، حيث تُصنع تصاميمها حسب الطلب فقط، كي لا تكون هناك زيادة مفرطة في المعروض منها، وكي توفر استهلاك الماء والطاقة وتحول دون استخدامهما بغير ضرورة. أما الأقمشة المتبقية التي عادة ما تكون عضويةً ولا تأتي من مصدر حيواني، فيعاد توظيفها بطريقة مبتكرة لتشكيل إكسسوارات وأشكال أخرى بهدف تقليل النفايات الناتجة.
سديم
تهدف المصممة السعودية الجوهرة (سديم) الشهيل إلى تصميم أزياء “فاخرة بطريقة أخلاقية” من خلال علامتها سديم، تلك العلامة التي لا تنفك عن تطبيق المبادئ المستدامة وترك أثر إيجابي على المجتمع – دون أن تتخلى عن أناقة أزيائها بالطبع. ويتألف خطها الراقي من مجموعة متنوعة من القطع المصنوعة من خامات غير سامة حصلت عليها من شركات تشاركها نفس الرؤية في الحفاظ على البيئة.
روني الحلو
يدرك روني الحلو معنى أن تكون علامته واعية اجتماعياً. ومن هذا المنطلق، يوازن الحلو بين التصاميم العصرية وبين قيمه الأساسية عبر اتباع أساليب استباقية مستدامة في جميع مراحل التصنيع، بدايةً من تصميم العينات وصولاً إلى مرحلة الإنتاج. وتستعين العلامة اللبنانية بأقمشة معاد تدويرها وتعتمد على تطبيق الممارسات العادلة. ومن ناحية أخرى، تتعاون العلامة مع نخبة من المصممين المحليين الموهوبين، وتتبرع بـ30% من أرباحها لمدرسة “كرييتيڤ سبيس بيروت” المجانية لمصممي الأزياء الموهوبين الذين يفتقرون للموارد، وذلك لتحقيق هدف الحلو المتمثل في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال التعبير عنه في مجموعة أزيائه.
اقرئي أيضاً: ڤوغ تحاور 7 عارضات صاعدات حول مساعيهن لتغيير عالم الموضة للأفضل