تابعوا ڤوغ العربية

رسالة رئيس التحرير لعدد يونيو 2023 من ڤوغ العربية: فيضٌ من الخزامي

مانويل أرنو، رئيس تحرير المجلة بعدسة Ziga Mihelcic

قبل عدة سنوات، وتحديدًا خلال أسبوع باريس للموضة، زرتُ صالة عرض المصممة السعودية هنيدة الصيرفي لإلقاء نظرة على مجموعتها. وأكثر ما فاجأني أنني وجدت خزانة أزياء كاملة بدرجات متفاوتة من اللون البنفسجي، احتفاءً بالحقول التي يغمرها اللون الأرجواني وتزهر في المملكة بالقرب من منطقة عسير. ورغم أنني سافرتُ إلى السعودية كثيرًا، لم أكن أعلم أن زهور الخزامي يمكن أن تنمو في الصحراء، فيما تغمر مخيلتي صورُ الجِمال وهي تشق طريقها وسط بحر زهور الخزامي.

وأنا عن نفسي تربطني علاقة خاصة جدًا بهذه الزهرة، فقد كانت في المعتاد تزهر في الفناء الخلفي بمنزل جدتي في البرتغال. وأتذكرُ أيضًا أنني عندما كنتُ طفلاً، كنتُ أتعطّر بكولونيا تفوح بعبير الخزامي بعد الاستحمام. ورغم أن وقت الاستحمام لم يكن بالتأكيد الحدث المفضل لديّ خلال يومي، ما زلتُ أشتم تلك الرائحة التي تبعث على الهدوء ما أن أغلق عيناي.

ومؤخرًا، أقبلتْ السعودية على اتخاذ خطوة إبداعية جريئة، حيث عمدت إلى تغيير جميع السجّاد الأحمر الخاص بالمناسبات الرسمية إلى آخر بنفسجي، حيث “يتماهى السجّاد البنفسجي مع لون صحاري المملكة وهِضابها في فصل الربيع”، بحسب ما ورد عن وكالة الأنباء السعودية. وعندما رأيتُ صورةً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وهو يسير على سجّادة بهذا اللون، تبادرتْ إلى ذهني فكرةٌ أثمرت عن الأغلفة العشرة التي نعرضها هذا الشهر – لتكون بذلك أحد أكثر مشروعاتنا جرأةً حتى اليوم. واحتفاءً بجمال الطبيعة وقيم التجديد والضيافة المرتبطة باستعمال الخزامي في المملكة، طلبنا من 10 علامات سعودية أن تبدع كلٌ منها فستانًا، على أن ترتدي هذه الفساتين 10 عارضات شهيرات من السعودية وخارجها. وجاء قرار ضم عارضات عالميات إلى فريق العمل لدينا عن قصد؛ فنحن في ڤوغ العربية نؤمن تمام الإيمان بعولمة الموضة السعودية، وبأن فرصة ارتداء العارضات الأيقونيات -مثل إيزابيلي فونتانا، وكانديس سوانبويل، وسارا سامبايو، وكوكو روشا، وساشا لوس [فساتين من هذه العلامات] تمثّل الواجهة المثالية لاستعراض المواهب السعودية المزدهرة.

وفي هذا العدد، تلتقون أطيافًا مثيرة للاهتمام من الشخصيات – التي تُعيد تشكيل مستقبل المملكة. وعلى صفحاته، تُحدِثنا صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة الفيصل، الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة “فنون التراث” الثقافية، عن خططها لتنشيط المؤسسة ودفعها قُدُمًا نحو المستقبل. كما يكشف محمد آشي، الذي يهيّمن [بإبداعاته] على باريس والعالم، عن لحظة حاسمة في مسيرته. وبين جدة والرياض، نصوّر طائفة مثيرة من المبدعين الشباب المتفوقين في مجالات مثل الموسيقى والسينما والفنون.

وفي حين يسعى العالم الآن لاكتشاف السعودية، أفخرُ بأن ڤوغ العربية كانت أول مجلة عالمية ينصبّ اهتمامها جديًّا على المملكة؛ ففي عام 2018، حين نشرنا أول أعدادنا عن السعودية، قبل أن تبدأ النساء قيادة السيارات وقبل الحفلات المترفة والتأشيرات السياحية، كنّا حريصين بالفعل على تقديم المملكة ومجتمعاتها الإبداعية التي كانت على أتمّ الاستعداد لرواية قصصها للعالم. وإنه لشرف عظيم لي ولأسرة المجلة أن نكون وسيلة لنشر هذه القصص، وهو دور أؤديه بكل جد واجتهاد. وأرجو أن تستمتعوا بهذا العدد بينما تكتشفون السعودية بعدسة ڤوغ.

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع