تابعوا ڤوغ العربية

عارضةٌ سابقة ووكيلةُ عارضات حالياً تناقش تغيُّر نظرة صناعة الموضة لتنوّع مقاييس الجسم

ليس هناك أفضل من وقتنا الحالي الذي يزدهر بالتنوع في مقاييس أجسام العارضات على منصات عروض الأزياء. ففي ظل الأجواء الحالية، تكثر الأحاديث عن الأحجام المختلفة للعارضات، وتمثيل كل فئة منها، وأهمية مفهوم الشمولية الذي يشهد إقبالاً متزايداً. وفي كل عام، يبدو حجم الفرص المتاحة أمام العارضات اللواتي لا يملكن مقاييس الجسم المتعارف عليها متزايداً. ولعل هذه المناقشات باتت تُجاري مزاج الناس الوقت الحالي، ولكن بالنسبة إلى بيكا ثورب، نائبة مدير قسم العارضات الممتلئات بوكالة ميوز موديل مانجمنت، يرتبط هذا النقاش بعمل دؤوب استمر على مدار عشرات السنوات.

شهدت ثورب -التي دخلت عالم الموضة كعارضة في منتصف التسعينيات، قبل أن تعمل كوكيلة عارضات عام 2011- تحوّلات طرأت على طرفيّ هذه الصناعة. وثورب، التي تدير حالياً أعمال ألمع النجمات الصاعدات مثل نجمة حملة فينتي وساڤاج، ستيلا دوڤال، والكاتبة والناشطة في مجال الدعوة للنظر بإيجابية تجاه مختلف الأجسام، تشارلي هوارد، تشعر بالدهشة إزاء التحولات التي شاهدتها على مدار السنوات القليلة الماضية. ومن داخل مقر الوكالة بوسط المدينة، تقول ثورب: “في البداية لم تكن الفرص متاحة [أمام العارضات الممتلئات] للقاء المحررين، ولم يكن بوسعهن إجراء الحوارات معهم. كان الحال أشبه كثيراً بعدم قدرتكِ على تحقيق النجاح إلا لو كنتِ عارضة تظهر على صفحات الكتالوجات”.

وقد تغيّر الزمن كثيراً؛ فبالنظر إلى العارضات الممتلئات اللواتي تتم دعوتهن إلى المناسبات المختلفة، والاستعانة بهن في الترويج للمنتجات، وأولئك اللواتي يظفرن بعقود وصفقات مجزية، لم يعد ثمة نقص في الفرص المتاحة. ولكن بما أن الموضة تتغيّر، ستتغيّر حتماً التحديات التي تواجهها اللواتي يسعين إلى تغيير الأوضاع القائمة. ولكن بعد عام حافل بالتحوّلات البارزة التي شهدتها منصات عروض الأزياء المهمة مثل ألكسندر مكوين وآنا سوي، تتحدث ثورب عن تغيّر المفاهيم داخل الصناعة، وتتطرق إلى المواصفات المطلوب توافرها في أي عارضة سوبر، وتتناول الحواجز التي لا يزال مطلوب تحطيمها.

إطلالة من عرض ألكسندر مكوين لخريف 2018. InDigital.tv

إلى أي مدى تشعرين بتطوّر طريقة التعامل مع العارضات الممتلئات؟

حدث تغيّر في أذهان الناس من حيث نظرتهم إلى العارضات الممتلئات، ومن ثم كيفية تقديم هؤلاء الفتيات بأسلوب فريد. وهن مثل أي عارضات أخريات في هذه الصناعة، والآن أصبحن يقمن بمختلف أنواع الأعمال ويدفعن هذه الاتجاه بقوة إلى الأمام. وبصفتي وكيلة للعارضات، أرغب في المخاطرة وأود أن يتمكن [الناس] من رؤية هؤلاء الفتيات على نحو مختلف. ولقد كان ذلك نوعاً من التحدي، ليس من داخل الوكالة فحسب، بل ومن الخارج أيضاً. تُرى كيف سيبدو ذلك؟ كيف ستدار شؤونه؟ كيف ستجعلينه مختلفاً؟ لقد تطلب إقناعُ الناس بعضَ الوقت، ولكني أعتقد أنه من المثير للحماس أن الجانب الصحفي والتحريري في هذه الصناعة استوعب ذلك حقاً وأصبح قادراً على عرض الشمولية بأسلوب جذاب.

منذ سنوات مضت، كان من المعتاد قول، “آه، يوجد قسم للممتلئات في ذلك الركن، وكنا نرحب بهم أحياناً”. ولكن هذا الأسلوب تغيّر، فإذا عكف المسؤولون عن العارضات ذوات الأحجام المتعارف عليها على إنجاز عمل تحريري ما، يحدث الشيء نفسه معنا. أصبح الأمر حقاً [يتعلق] باختيار أفضل فتاة تناسب هذا العمل. ونحن على تواصل دائم ونجلس جميعاً على طاولة واحدة، ونتواصل مع جميع العملاء ونقول: “دعونا نستعين بهذه الفتاة هنا. ودعونا نغيّر الأمور”. أعتقد أن ذلك لم يعد يتعلق فقط بتصنيف الفتيات ضمن فئات معينة. إننا نسعى لتجاوز الحدود بشأن الفتاة الأنسب لعمل معين.

وماذا يعني ذلك بالنسبة للعارضات؟

لم نعد نقول لأيٍ منهن: “عليكِ الذهاب وأداء عملكِ” وتذكيرها بما يجب عليها فعله، وبالنظر لكوني عارضة أزياء سابقة، أشعر حقاً ببعض الحساسية تجاه ذلك. وأفتخر للغاية بمسؤوليتي وقدرتي على إدراك ما تشعر به العارضة وهي تغادر باب الطائرة، وفهم طبيعة الحياة التي يعشنها، وأحثهن على أن يكن مديرات لأنفسهن. أنا لا أبالي بحجم جسمكِ، ولكن هل أنتِ قادرة على التطوّر وتحقيق ما تسعين إليه؟ أفهم حقاً قدرة كل فتاة على تمثيل المنتجات التي تُروج لها ورؤيتها الخاصة، وما إن كان لديها شيء آخر تقدمه، بغض النظر عن حجم جسمها، حتى تكون أكثر من مجرد عارضة.

آشلي غراهام وبالوما إلسيسر بعدسة ميغيل ريڤيرييغو على غلاف عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

بالنظر إلى الطبيعة التنافسية التي تميِّز هذه الصناعة وإيقاعها السريع، كيف تعملين على إبراز كل فتاة؟

أعتقد أن كل فتاة على حدة هي إنسانة فريدة للغاية، وهذا [ما] تتطلبه السوق في وقتنا الحاضر، بينما في الماضي كان لدينا خمس فتيات في القمة تشاهدينهن في كل مكان ويمثلن حتى الزبونات الممتلئات. أما الآن، بات العملاء والمسؤولون عن الاختيار يريدون مشاهدة وجوه جديدة من العارضات اللواتي لا يتمتعن بالحجم النمطي. وأعتقد أن ذلك يُعدّ تحوّلاً هائلاً أصبحنا نشاهده في الخمس سنوات الأخيرة. إنه مثل، “آه يا إلهي، الفتاة الممتلئة التي ظهرت تواً في عرض مكوين دعونا نراها في هذا العمل”. أو ما تقوم به ريهانا في فينتي، لتضع هؤلاء الفتيات على الخريطة. أحياناً قدرتكِ على إسماع صوتكِ وسط كل ضجيج هذه الصناعة يستغرق بعض الوقت، ولا سيما مع الوجوه الجديدة.

ونحن نسعى حقاً إلى منحهن المساحة والوقت لكي ننفرد بكل منهن على حدة، سواءً للحديث عن حياتهن الشخصية أو مساعدتهن على التقدم أفضل قليلاً خلف الكواليس، وفي مقر العمل، ونعلمهن الزوايا المتعددة للتصوير. وهنالك الكثير من الأمور المختلفة التي عليكِ أن تدركيها على المستوى الشخصي عن هؤلاء العارضات لتساعدكِ في قول: “ما الذي تنجذبين إليه؟”. فبعض الفتيات رياضيات للغاية، وبعضهن متحدثات لبقات على نحو مدهش عن الفن، مثل غابرييل ريتشاردسون على سبيل المثال، فهي تسلك طريقها الخاص، ولا يمكن أن أكون أشد فخراً من ذلك لأنها تعرف بالضبط مَنْ هي. أما بالنسبة للفتيات اللواتي بدأن تواً فهم أنفسهن، لأنني أعتقد أنكِ تنضجين سريعاً للغاية في هذه الصناعة، فأنا قادرة على الاهتمام بهن ومواصلة السؤال عن الأمور الشخصية التي أعتقد أن كثيراً من الوكلاء يغفلونها أحياناً في خضم انشغالهم بالبحث عن عمل للفتيات.

أصبحت الموضة أكثر شموليةً من ناحية تمثيل جميع الأحجام، ولكن ما الحواجز التي تعتقدين أنها ما تزال قائمة ويجب تجاوزها؟

كان أحدُ أهدافنا على مدار العام الماضي اجتياز الحواجز فعلياً في مجال التجميل، من الحملة التي تحث على شرب الحليب إلى حملات غلوسييه وفينتي ومستحضرات بير مينيرالز. وبدأت هذه الساحات في فتح أبوابها، وأعتقد أنهم يفهمون زبائنهم أفضل قليلاً ويعلمون ماذا تريد النساء حقاً. فليس مهماً أن تكوني من صاحبات القياس رقم 2 لكي تضعي حُمرة الشفاه، ويجب أن تعكس الدعاية ذلك.

إطلالة من عرض كريستيان سيريانو لخريف 2018. InDigital.tv

هل صادفتِ مَن يدفعكِ للخلف أو يقاوم تقدمكِ في أي فئة من فئات هذه الصناعة؟

بالتأكيد، أشعر أن منسقي الأزياء يحبون العمل مع أكثر من واحدة من صاحبات المقاييس النمطية المتعارف عليها. وأمامنا طريق طويل في هذا الخصوص. ويجب أن يكون لدى المحررين القدرة على تقديم مختلف الأجسام، وتحتاج الدعاية لأن توضح أنه لا يوجد شكل مثالي موحد. وهذا صحيح سواء فيما يتعلق بالمجلات أو الإعلانات الموجهة. وهذه أمور مهمة، وشيء نأخذه بجدية حقاً. وأشعر دائماً بالإثارة عندما تشترك فتاة في شيء عظيم أو حين أشاهدهن في إعلان تلفزيوني. إنه أشبه بجزء صغير مني يُعرض هناك.

اِقرئي الآن: آشلي غراهام وبالوما إلسيسر تحدثان ثورة لتغيير مقاييس الجمال

نُشر للمرة الأولى على Vogue.com

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع