تابعوا ڤوغ العربية

عروض ريزورت 2019 تتحول إلى حلبة للتنافس بين المصممين

من عرض ديور ريزورت 2019. Getty

من ميدان سباق الخيل حيث جرى عرض ديور، إلى المقبرة الأثرية التي أضاءتها غوتشي بشعلات اللهب، ومن منصة برادا حيث التقى الواقع بالخيال إلى التلال التي حفت بمتحف الفن الحديث حيث اختالت عارضات لوي ڤويتون، لم تخيّب مجموعات ما بين المواسم الآمال.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى داخل عدد شهر نوفمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

بمرور السنوات، نجحت مجموعات ريزورت التي تقدمها دور الأزياء في أن تتحول إلى نشاط تجاري ضخم. ومثلما يحدث في حفلات الزفاف الفخمة التي تقام بعيداً عن موطن العروسين – نجد عروض هذه المجموعات تقام في وجهات بعيدة عن موطن دور الأزياء، وتقدم على منصاتها تجارب رائعة، وتشهد حفلات عشاء فخمة، ويتوافد عليها الضيوف من شتى بقاع الأرض. وبما أن مجموعاتها باتت تشكّل عماداً لخزائن أزيائنا، فلا عجب إذاً من أن يُعزى إليها الفضل في زيادة الأرباح السنوية للعلامات عن أي موسم آخر. أما بالنسبة للمصممين، فهذه المجموعات تمثل ساحة للتجارب والتلاعب بالتصاميم قليلاً واختبار الأفكار الجديدة، والتي قد يتطور بعضها ويصبح الخط الرئيسي لإحدى المجموعات أو قد يختفي من الوجود. وإذا كان ثمة نظرة غير جادة لعروض ريزورت، فإنها رغم ذلك تلائم تماماً طبيعتها الاحتفالية وتتيح لنا في النهاية نافذة نخترق عبرها أغوار العقول الفذة لهؤلاء المصممين.

كريستيان ديور
قصر شانتيّ بفرنسا

من عرض ديور ريزورت 2019. Getty

برغم العاصفة الشديدة وتأثير مشاهد الفروسية المترفة، نجح عرض راعيات الأبقار لماريا غراتسيا كيوري في لفت الأنظار إليه

اخترقت ثمانِ فارسات مكسيكيات من فريق إسكاراموثاس، يرتدين فساتين مطرزة باللونين الأبيض والأسود صممتها ديور خصيصاً لهن، ساحةَ الإسطبلات الرحبة بقصر شانتيّ لأداء مجموعة من المناورات المتقنة من على صهوات جياد انطلقت بسرعة الريح، فبدين وكأنهن راقصات باليه. وشكلت هذه المشاهد، التي تخللتها موسيقى شاعرية أعدها ميشيل غوبير وأصوات رعد حقيقية دوت من السماء، افتتاحاً وختاماً رائعين لعرض ديور.

تناغمت هذه الجسارة التي أبدتها راعيات الأبقار مع عشق كيوري للنساء القويات، وعن ذلك تقول: “أعشق المكسيك وثقافتها. لذا عندما اكتشفتُ الفارسات الملقبات بالإسكاراموثاس –فريق نسائي حظي بشرف المشاركة في منافسات رعاة الأبقار الشعبية في المكسيك مثل الرجال- فكرتُ في مدى قوتهن وأن بوسعهن تقديم فكرة مرجعية مثيرة للاهتمام”.

كان هذا الاكتشاف مثالياً لكيوري، فهن فارسات يرتدين أزياء على نمط المجندات المكسيكيات القديمات اللواتي أُطلق عليهن اسم “أديليتا” –ويظهرن بسترات ضيقة بقصة البيبلوم يضعنها فوق تنانير واسعة فضفاضة، وشفاه مخضبة باللون الأحمر– وهي إطلالة كانت تُعتبر جديدة خلال العقد الأول من القرن الماضي، إبان حقبة حرب التحرير المكسيكية. وتتميز هذه الفساتين، المنسوجة من القطن أو الكتان، بخفتها وقوة تحملها، فيما ترتقي بها الزخارف المطرزة.

وتعلق كيوري على هذه الإطلالة بقولها: “أذهلتني هذه الفساتين حقاً – بتنانيرها الطويلة، وألوانها الزاهية، وزينتها من الزهور والدانتيل – خاصةً وأنها بعيدة كل البُعد عن صورة الأزياء الرياضية التي اعتدنا رؤيتها”، وتضيف: “وقد نجحت فارسات الإسكاراموثاس في المشاركة بالمسابقات الشعبية لرعاة الأبقار، فيما حافظن على حقهن في إظهار أنوثتهن”.

Indigital.tv

وقد أوضحت أمريكا مارتينث، قائدة فريق إسكاراموثاس رايِناري، خلال تجربة قياس لها مع كيوري قبل تقديم العرض، أن أزياءهن عادةً ما تُصنع في المكسيك ولكنهن لا يجربنها قبل الارتداء – فهي تُرسل إليهن بكل بساطة على أمل أن تناسب قياسات أجسامهن. وقد اعتاد الفريق، الذي فاز في البطولة الوطنية للولايات المتحدة عام 2014، على السفر بين الولايات المتحدة والمكسيك للاشتراك في المسابقات، ولكن أغلب عضواته لم يزرن باريس من قبل. وتقول مارتينث: “القدوم إلى هنا كان حُلماً. ولم أتخيل قط أن أحظى بفرصة كهذه“.

وقد أسفر إدراج نمط “أديليتا” ضمن تصاميم ديور عن مجموعة ريزورت حفلت بالفساتين الرائعة، وعلت العديد منها قبعات الفارسات أو القبعات العريضة التي صممها ستيفن جونز. بيد أنه لم يكن النمط الوحيد الذي استكشفته المجموعة التي شملت 82 إطلالة، فقد ظهرت التنانير الضيقة الطويلة المنسدلة باتساع والمستوحاة من زي راعيات الأبقار؛ والبلوزات عالية الرقاب؛ وترقيط البولكا والثنيات؛ وبذلات السفاري الكلاسيكية؛ والكنزات والجينز المزدان بطبعات النمور، والقرود، والثعابين، ممتزجة جميعاً بروح عصرية وسحر عجيب. ومرة أخرى، نجحت كيوري في أن تقدم للمرأة ما لم تكن تُدرك حتى أنها ترغب في ارتدائه.

أفضل خمس إطلالات قدمها العرض
كان أبرز ما قدمه العرض الفساتين والتنانير الشبكية الشفافة التي تشتهر بها الدار، والتي زُينت بالدانتيل أو زخارف الحيوانات مثل النمور والثعابين. وجاءت القمصان البدائية البيضاء وربطات العنق السوداء مقترنة بأحزمة عريضة تطوق الخصر، وسترات جلدية لامعة، وأحذية قتالية طويلة الساق ذات كعوب ضخمة من المطاط.

لوي ڤويتون
مُؤَسَسة مارغريت ومايغت، سان بول دو ڤونس بفرنسا

في حوار نادر، تحدثت غريس كودينغتون عن ذكريات تعاونها مع لوي ڤويتون في إحدى مجموعات ريزورت وعشقها للقطط وكيف ظهر ذلك خلال العرض بمساعدة المصمم نيكولا جيسكيير

تعرفين نيكولا جيسكيير منذ زمن بعيد. كيف أصبحتما صديقين؟
التقيته أول مرة عام 2000 أثناء جلسة تصوير لــڤوغ الأمريكية مع المصوّر ستيڤن مايسل – وكنا حينها نلتقط صوراً لمجموعة من المصممين الشباب، وثمة شيء ما جعله يختلف حقاً عن الجميع. وبعدها، حين كنتُ أجري جلسة التصوير التي كان موضوعها يدور حول أليس في بلاد العجائب مع آني ليبوڤيتز، أردتُ بشدة أن ينضم إلى تلك الجلسة. وقد صمم فستاناً لهذه الجلسة خصيصاً، ولكن آني ألقت عليه نظرة وقالت إن جميع الكشاكش موضوعة على الجانب الخطأ ولا تلائم صورتها؛ وكانت قد خططت بعناية لجميع تفاصيل الجلسة، وطلبت منه أن يضع الفستان على عارضة تقف في الخلفية. وقلت لها إنني أفضل الموت على ذلك، أما نيكولا فلم يطرف له جفن. وكان يصطحب معه خياطة، فذهبا إلى غرفة أخرى ولبثا عشرين دقيقة. وعندما عادا، كانت جميع التفاصيل قد أعيد وضعها في الجانب الآخر. وكان الأمر معجزة حقاً. وبعد تلك اللحظة، أصبحنا صديقين مقربين. وكانت الصورة جميلة للغاية.

ما الذي أثار إعجابكِ به؟
إنه لا يتبع الصيحات أبدًا؛ ويدفع الموضة دائماً للأمام. فهو من المصممين الذين يتجاسرون على تقديم تصاميم فريدة قد تقضي عليهم؛ ولكنه جريء دائماً وقادر على الإقناع.

برأيكِ، مَنْ تُمثل في نظره امرأة لوي ڤويتون؟
لديه امرأة متميزة للغاية: بدأت معه في بالنسياغا، ولكنها تحدد شخصيتها حقاً الآن. يمكنكِ أيضاً رؤيتها في شخصيات النجمات اللواتي يجلسن في الصف الأمامي لعروضه؛ ففي كثير من الأحيان عندما تشاهدين هؤلاء النساء وقد اجتمعن بمثل هذا العدد، تفكرين في أنهن حصلن على مليون دولار ليجلسن هناك، ولكن لا يظهرن على طبيعتهن. أما النساء في عروضه فدائماً ما يبدين متميزات – وفي حفل الميت غالا الأخير، تألقت المجموعه المحيطة به بتميّز أناقتهم. وكنت أتوق إلى حضور حفلهم.

كانت مجموعتكِ المصغرة مع لوي ڤويتون تشمل تشكيلة واسعة من حقائب اليد، والإكسسوارات، والأزياء الجاهزة. كيف قررتِ ما يجب إدراجه في هذه المجموعة؟
دائماً ما أفكر: ما الذي كنتُ سأرغب في الحصول عليه لو كنتُ إحدى العميلات؟ حينها، كنتُ سأحتاج حقاً إلى مظلة شمسية إذا ما تعرضت لوابل من الأمطار. وكنتُ سأرغب بشدة في غطاء يحمل طبعة الغطاء. ولقد قمت بتصميم حتى صندوق للتخزين – ولكنه صندوق ناعم ويمكنكِ حمله، وبما أنني أهوى الرسم، فقد احتوت المجموعة على حقائب ممتلئة بأقلام التلوين، وأقلام الرصاص، والورق. وجميع الأشياء التي ترتبط بما أحب عمله إذا خرجت في رحلة للنزهة. فهنالك مفرش للمائدة، وبعض المقاعد الصغيرة… وبيجامتي التي أرتديها لأكون على راحتي.

كيف انبثقت فكرة هذا التعاون؟
خلال ثلاث سنوات درسنا فكرة التعاون، وعندما تركت ڤوغ لأعمل لحسابي الخاص، نفذنا فكرتنا. وكان جلياً أن القطط ستكون جزءاً من هذا التعاون – ولكني أردت بشدة أن أُشرك معنا كلبه ليون أيضاً. وكان التعاون بيني وبين نيكولا – لقد جسدت الحيوانات شخصيتينا، إن جاز التعبير.

لماذا تحبين القطط؟
إنكِ إما تحبين القطط أو الكلاب، وفي حالتي، أحب القطط. ودائماً ما أجد نفسي لا أحب الناس الذين لا يحبون الحيوانات – ولا يهم ما إن كانوا قططاً، أم كلاباً، أم خيولاً أم فئراناً. ولكني أفضل أن تطير الطيور بلا قيد.

Indigital.tv

ما الذي يثير إلهامكِ في رسوماتكِ للقطط؟
أهوى رسم القطط منذ زمن بعيد: ولقد ألفت كتاباً كاملاً استلهمته من القطط، أطلقت عليه اسم قطط عروض الأزياء! وفي هذا الكتاب، عبرت عن شخصياتها مرة أخرى – كان القط بيبي سميناً دائماً، بينما يملك هنري جسداً مكتنزاً؛ وكانت كوكو أكثر قطة نحيفة بينها، كانت مثل كوكو شانيل، قطة الأزياء. كان لكل منها شخصية مميزة، وهذا ما أبرزته في رسوماتي.

كان الإلهام الذي قدمته هذه الحيوانات جلياً في المجموعة. ولكن ما الذي استلهمتِه من دار لوي ڤويتون؟
أرى الصناديق التي قدموها خلال معرضهم للسفر رائعة حقاً: وكان من المدهش رؤيتها بجميع الأشكال والأحجام، وما وضعوه داخلها، وكيف صنعوا قطعاً خاصة لعملاء بعينهم. إنها دار استثنائية وتمتاز بجودة وتاريخ استثنائيين. ومعجبة بتعاونهم مع غيرهم – وأنهم يتمتعون أيضاً بحس الفكاهة. وقد كان تعاونهم مع الفنان ويس أندرسون في تصميم حقائب السفر “دارجيلنغ” محدودة العدد مثيراً للبهجة جداً.

هل تؤمنين بأهمية إبراز حس الفكاهة في عالم الموضة الفاخرة؟
أعتقد أنه ضروري. فقد تتحول بخلاف ذلك إلى موضة قديمة تكتم أنفاسكِ. يجب أن تكون روح الدعابة حاضرة.

هل كان ثمة أي قيود على أفكاركِ الإبداعية؟
لا، إطلاقاً. فعلامة لوي ڤويتون تملك مجموعات رائعة من الأفراد الذين يتولون جميع الحِرَف والأعمال، وتشعرين معهم بأنه يمكنكِ عمل أي شيء. ساورني القلق في أن يعارض هؤلاء مجيئي وتقديمي لاقتراحاتي، ولكنهم كانوا جميعاً لطفاء ومتحمسين للغاية وجعلوا من عملية التصميم برمتها مسيرة ممتعة.

كانت مجموعة كروز 2019 تستكشف فكرة الغرابة. هل تشعرين بأنها كلمة تُعبر عنكِ؟
أعتقد أن نيكولا يظن أنني غريبة. ولكني لا أعلم ما إن كنتُ كذلك أم لا. ولا أظن أن الناس الغريبة تعتقد ذلك في نفسها؛ إنهم يظنون أنهم أُناس عاديون. وأظنني عادية.

غوتشي
مدينة آرل، فرنسا

من عرض غوتشي ريزورت 2019. Getty

قرعت الأجراس وأضاءت النيران المنصّة احفالاِ بمجموعة أليساندرو ميكيلي التي تعبر عن شخصيّة واضحة ومذهلة
لتقديم مجموعة كروز الرابعة من إبداعه، اختار المدير الإبداعي أليساندرو ميشيل إقامة عرضه في المقبرة الرومانية – وهو موقع أثري تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ويقع خارج أسوار مدينة آرل في جنوب فرنسا. وبالاعتماد على تقنيات الطباعة الحرفية التي انتشرت خلال القرن الثامن عشر، عمل ميشيل مع ثلاثة من المتخصصين في ترميم الآثار، منهم أنطوانيت بواسون، لإبداع تصاميم تتميز بلمسات سحرية على طريقة غوتشي.

Indigital.tv

قدم خلال العرض نحو سبع إطلالات برزت رسوماتها الأصلية، من السترات، وكنزات الجرسيه، والتنانير، إلى الفساتين المزينة بزخارف الزهور والمنسوجة بخامات عديدة منها الصوف، والقماش، والقطن، وحرير التويل. وقد أضافت التصاميم الهندسية المذهلة مع النكهة الشرقية الممتزجة بطبعات الزهور أبعاداً أخرى لهذه المجموعة. وكما هي العادة دائماً، قدم ميشيل رسالته الواضحة والمهمة: أن الموضة والفن يجب أن يعملا جنباً إلى جنب.

برادا
نيويورك

من عرض برادا ريزورت 2019. Getty

من الأزياء الرياضيّة المريحة القديمة الأسلوب إلى الفساتين الخفيفة الجذابة. أعادت ميوتشا برادا تقديم قطعها الأكثر نجاحاً.

غص الصف الأمامي خلال عرض أحدث مجموعات ريزورت للمصممة ميوتشا برادا بالنجمات الشهيرات مثل كلير دينس، وليلي كولينز، وأوما ثورمان. كما حضر زميلاها المصممان مارك جيكوبس وراف سيمونز ليقدما لها يد العون في ذلك العرض الذي أقيم بمصنع البيانو القديم والرائع.

Indigital.tv

سبع نقاط يهمكم معرفتها من ندوة ’هل تكرِّس الموضةُ اهتماماً كافياً لمفهوم التنوّع؟‘ ضمن فعالية Vogue Loves Fashion Avenue

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع