في منطقة يعتبر فيها امتلاك أحدث حقيبة لأشهر المصممين هو التقليد السائد، تبذل سيان رولاندز، الرئيسة التنفيذية والمسؤولة الرئيسية عن قصّ الحكايات لدى علامة ريتولد، جهدها لدعم قطاع الأزياء المستدامة؛ فمتجرها الذي افتتحته في قلب دبي يزخر بأزياء مستعملة، بعضها لا يزال يحتفظ ببطاقة التسعيرة الأصلية عليه. وإذ تهدف إلى تثقيف المنطقة بالآثار السلبية التي غالباً ما تخلفها صناعة الأزياء على البيئة، تقصّ ريتولد حكايتها في الذكرى السنوية الأولى لإطلاق ريتولد.
لما قررتِ إطلاق ريتولد؟
كنتُ أنعم بمسيرة مهنية ناجحة حيث كنت أصمم [ديكورات] فنادق ومطاعم، وكنت أقضي الكثير من وقت فراغي في التسوق. كنت مدمنة على التسوق! وقد تبلورت الأمور قبل ثماني سنوات عندما أدركتُ أني أفلست وكنتُ في حاجة لعرض الغرفة الإضافية في شقتي للإيجار. وعندما أفرغت خزانتي أدركت حجم مشكلتي؛ فأكثر من نصف الملابس التي كنت أريد التخلص منها كانت لاتزال تحتفظ ببطاقة التسعيرة عليها! عرفت أن هذه القصة لم تكن تقتصر عليّ وحدي. أدركت وجود فجوة في السوق. وباستقاء الإلهام من متاجر إيداع البضائع التي كنت أزورها بانتظام في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا، وضعتُ خطة عمل. وسرعان ما ذاعت شهرتي. في الأساس، كنتُ أتابع إدارة هذه الفكرة إلى جانب مهنتي الأساسية، لذا كانت مقتصرةً على استضافة فعاليات مرةً كل شهر في مواقع مختلفة. ولكن، منذ عامٍ فحسب، قررتُ تغيير الأمور، فقد غلب عليَّ شغفي لجعل العالم مكاناً أفضل، وقررتُ التركيز طوال الوقت على تنمية تلك الفكرة. أعدتُ إطلاق الهوية التجارية للعلامة وفتحتُ أبواب بوتيك ريتولد الجديد قبل عامٍ من الآن.
ما الشعار الذي ترفعه ريتولد؟
الهدف من وراء ريتولد هو منح الأزياء فرصةً أخرى من السعادة، فالغاية من الأزياء الجميلة ارتداؤها وليس إخفاءها في عتمة خزائن الملابس. نريد المساعدة في إعادة قصِّ حكايتها. تتحدث الأزياء عن نفسها ولكنها أيضاً تحمل رسالة مهمة حقاً عن الاستدامة – ليس من الواجب أن تكون جديدة لتكون مذهلة. نرغب في جعل العالم مكاناً أفضل عبر تغيير الطريقة التي يستهلك بها المجتمع الأزياء.
ما سبب الأهمية الكبيرة التي تحظى بها الأزياء المستدامة؟
أصبحت صناعة الموضة، وعلى وجه الخصوص، الموضة سريعة الزوال، ثاني أكبر مصدر للتلوث بعد النفط والغاز، ففي كل عام يتم إنتاج 150 مليار قطعة ملابس وينتهي المطاف بهذا العدد في مكبّ النفايات. وهناك أيضاً مقدار هائل من النفايات التي تنتج عن كل مرحلة من مراحل عملية الإنتاج. وعبر إطالة عمر القطعة لشهرين، سينخفض أثر الكربون الذي تخلفه بنحو 10%. علينا تغيير عاداتنا، ونأمل عبر تقديم هذا الحل البديل للزبائن في الإمارات أن نساهم في جعل العالم مكاناً أفضل.
كيف كانت ردود فعل المنطقة تجاه الملابس المستعملة في بادئ الأمر؟
كانت مذهلة! عندما يدخل الناس متجرنا للمرة الأولى، أعشق رؤية ردة فعلهم، فحماسهم وملاحظاتهم الرائعة تذكرني بالسبب الذي من أجله أعمل بهذا الجد. لدينا عددٌ من الزبائن الدائمين الذين يشترون الأزياء من عندنا فقط، إذ يدركون أن الأموال التي يكسبونها بكدّ وتعب يمكن استغلالها بطرقٍ أفضل، خصوصاً وأن 25% على الأقل من بضائعنا لا تزال جديدة تماماً. وهناك بعض الحواجز الثقافية، لذا أعلم أننا لا نناسب الجميع، لكن لا بأس من ذلك، فالناس الذين لا يجدون حرجاً من شراء قطع مستعملة يعشقوننا.
ما الفكرة الكامنة وراء متجركِ؟
ينصبّ تركيزنا على القطع التي تبدو جديدة، لذا كل ما نقدمه هو إما لايزال يحتفظ ببطاقة التسعيرة الأصلية أو أنه في حالة مثالية. نقبل جميع العلامات، من [تلك التي تقدم] أزياء الشارع الراقية وحتى ابتكارات المصممين. نقدم كل يوم أزياء وفساتين سهرات وقطعاً كلاسيكية عتيقة وإكسسوارات وملابس أطفال وأكثر من ذلك بكثير، وقريباً سنطلق تشكيلتنا للرجال أيضاً. يسعدنا استقبال الناس في متجرنا، لذا بذلتُ جهداً كبيراً لابتكار مساحة اجتماعية دافئة ويسهل الوصول إليها.
ما سبب اتخاذكِ قرار التوسّع عبر الإنترنت؟
لطالما كانت الإنترنت جزءاً من خطة النمو، إلا أننا لا نخطط أبداً لوضع جميع منتجاتنا الراهنة على الإنترنت. نُحمِّل ما يزيد على ستة آلاف قطعة في كل مرة مع وصول مئات المنتجات الجديدة أسبوعياً، ونقدم خدمات شخصية للغاية في البوتيك، لذا أرغب في أن يجرّب الناس هذا. نريد أن يتمكن الناس من خارج دبي في التسوق عندنا، لذا يمكنهم الولوج إلى بعضٍ من منتجاتنا عبر الإنترنت!
ما الذي تعلمتِه على مدار العام المنصرم؟
أعشق التعلُّم، لذا فقد كانت كل خطوة درساً ثميناً. ومع نمو قاعدة زبائننا، نحب كفريق اختبار أمورٍ جديدة لمعرفة كيف يستجيب لها زبائننا، لذا فإن هذا ممتعٌ حقاً. أعتقد أن أحد الأمور التي تعلمتُها هي مقدار حب الناس لفكرتنا، وهذا يملأ قلبي بالسرور والبهجة!
والآن اقرئي: ستيلا مكارتني تؤكد: ’’لستِ مضطرة للتخلي عن أناقتكِ في سبيل الالتزام بمبدأ الاستدامة‘‘