أمبرتو كامبانا يعرض لي كرسيّاً يخفي غطائه الجلدي المنقوش بوضوح قاعدته المكونة من البلاستيك المحبوك والمتداخل بشكل جزئي.
قال مصمم الأثاث الداخلي الشهير هذا واصفاً أسلوب علامة كامبانا بأنها تُمثل “فن الباروك البرازيلي”، بينما يشير شقيقه وشريك عمله فرناندو نحو أحذية ذات كعوب عالية بلاستيكية وشفافة بألوان نابضة بالحيوية ابتكرها هذا الثنائي لعلامة أحذية ميليسا البرازيلية.
كان استوديو الأخوين كامبانا برذرز آخر محطة لي في مدينة ساو باولو حيث زرته خلال توجهي إلى المطار. ومع ذلك تبيّن لي أنها كانت من أبرز محطات رحلتي تلك وقد غيّرت رؤيتي حول الموضة والأزياء البرازيلية.
وعلى الرغم من أنني لم أتمكن من اتخاذ أي حكم دقيق بخصوص التصاميم البرازيلية لموسم أزياء كروز حيث أجبرني جدول مواعيدي المزدحم على مشاهدة العروض بشكل متقطع، إلا أنني انجذبت إلى المصممين الذي يبتكرون أزياء تتضمن قطعاً قديمة أعيد تدويرها أو أولئك الذين يعتمدون على أيدٍ عاملة محلية. برزت هذه الملابس في عصرٍ يبدو فيه كل شيء متشابهاً وعلى نفس الوتيرة تقريباً في جميع أنحاء العالم عبر القارات الخمس.
يُشكّل الشقيقان كامبانا اللذان أسسا الاستوديو الخاص بهما عام 1983 موهبة أسطورية في إعادة استعمال وتصنيع مواد موجودة لابتكار تصاميم داخلية أصلية. علمت حتى قبل أن يخبرني فرناندو كامبانا بأن دمى الحيوانات المنفوشة المكومة في الطابق السفلي للورشة لم تكن ألعاب اشتروها قبل عيد الميلاد وإنما قطعة أثاث أساسية آسرة وملفتة. وأنه ربما تم تطبيق الكرسي الذي كان كلغز جيغسو من قطع القش المحبوكة المختلفة من قِبل سكان مدينة الصفيح الأذكياء مثل كرسي كامبانا “فاﭭيلا” الذي أصبح الآن من ضمن المجموعات البارزة الدائمة في المتاحف العالمية.
قال أمبرتو: “نجمع كافة مخلّفات القطع، فنحن لا نرمي شيئاً على الإطلاق” بينما كان شقيقه يريني كرسياً تم تصميمه من دمى التماسيح المحشوة ذات اللون الأخضر المائل للرمادي ثم يشير إلى مشروع كامبانا برذرز بالتعاون مع علامة لاكوست عام 2009 الذي تم من خلاله درز 2,000 شعار تمساح صغير لعلامة لاكوست معاً بشكل يدوي لتصميم قطعة علوية رياضية مخرمة. كان ذلك جزءاً من مبادرة صانع قمصان بولو الفرنسي لربط شعارها بحماية التماسيح على موقع أمازون إضافة إلى توفير فرص عمل لسكان حي روسينها العشوائي الفقير في مدينة ريو دي جانيرو.
قال فرناندو كامبانا: “البرازيل بلد ثنائي القطب فإما الأناقة أو النفايات والقمامة” وامتدح ﺑﺎﺗﺮﻳشا كوندرات زوجة رئيس الوزراء البرازيلي الأسبق فرناندو كاردوسو لدعمها للحرف اليدوية المحلية، حيث يعرض بعضها على هيئة متاجر مؤقتة في مول ﭼـي كي إيجواتمي بمدينة ساو باولو.
غير أن الشقيقين كامبانا برذرز هما فنانين حقيقيين إضافة إلى كونهما حرفيين ماهرين. ويدل مزيجهما الذي يتمثل بالصناعة أو التطبيق أو التكرير مع الروح الكرنفالية المرحة بأن علاقتهما النادرة بالأزياء تبدو هادفة وذات معنى كحال تصاميمهما للأثاث الداخلي.
عرض لي أمبرتو غصناً مطلياً بالذهب على ما يبدو والذي كان بحسب ما قاله شقيقه قشة طبيعية من أقل منطقة مأهولة بالسكان في البلد بأكمله. وقد أخبراني أيضاً عن معرضهما القادم في نيويورك وتركُّزه على الفضة والذي سيكون حضوره مجرد بداية ليس إلا. كما أرياني آلتين موسيقيتين محليتين بدأ فرناندو العزف عليهما.
هل اشترى هذا الثنائي أشياء جديدة لنفسيهما يوماً ما مع قيامهما بقولبة الخيوط والحبال على هيئة الأجسام وحبك القش داخلها وخارجها وتحويل الدمى المرمية إلى تصاميم فريدة استثنائية؟
قال فرناندو مشيراً إلى قطعٍ حجرية شبه شفافة مصفوفة بطريقة متوازنة على إطار النافذة في مكتبه “يوجد متجر للكريستال في نهاية الطريق وأنا اشتريهم عندما أكون متوتراً.” أعتقد أنه سيتم قريباً إعادة تصنيعهم واستعمالهم من قبل هذا الثنائي مع حماسهما الكبير وشهيتهما العالية لابتكار شيء عظيم من العدم.