احتفالاً بيوم المرأة العالمي تسترجع ڤوغ حوارها مع المصممة صفية عبد الله، التي أطلقت حملةً تمثّل التعاون بين النساء الملهمات لتغيير الصور النمطيّة المرتبطة بالحجاب.
أطلقت مصممة الأزياء ونجمة ڤوغ العربية والناشطة الاجتماعية صفية عبد الله حملة #>المحجبة تدور حول تنوع حركة الأزياء المحتشمة. وتطمح عبد الله إلى تحطيم الصور النمطية التي تحيط بالحجاب، بالإضافة إلى إطلاق حوارٍ إيجابي وبنَّاء حول الطرق المختلفة التي ترتبط من خلالها النساء بأساليب الأناقة المحتشمة.
بعيداً عن مصطلحات مثل تحديد هويتهن أو تمكين شخصياتهن المفعمة بالحيوية، فإنَّ السيدات الخمس اللواتي يظهرن في فيديو حملة الحجاب يعرضن تأويلاتهن المختلفة له. والنساء اللواتي انضممن إلى صفية في الحملة هن: سعادة سارة المدني عضوة المجالس الحكومية والمتحدثة باسمها، وماريا إدريسي أول عارضة أزياء محجبة لصالح علامة إتش آند إم، وماريا عليا الشخصية النافذة في مدينة نيويورك، وشيماء عزام الصحفية المقيمة في لوس أنجليس. والرسالة التي تهدف الحملة إلى إيصالها رسالة قوية توضِّح عمق التنوع الشخصي لهذه الحركة العالمية والذي غالباً ما يُساء تمثيله. موقع ar.vogue.me يستكشف رحلة عبد الله الكامنة خلف هذه الحملة ويتوقف عند السقف الزجاجي الذي يمكن أن تحطمه.
ما الرسالة الملحّة التي ترغبين في إيصالها للآخرين؟
الرسالة التي أعتقد أنها الأكثر أهمية وأريد قولها للعالم أجمع هي أن يفتحوا عقولهم لحقيقة أنَّ للحشمة تعريفاً يختلف من شخص إلى آخر. لقد وجدتُ، وبعد ارتدائي الحجاب خلال الستة أعوام الماضية بعد أن قضيت معظم حياتي كامرأة غير محجبة، أنَّ ذلك قد منحني نظرةً أفضل على كلا العالمين اللذين يفصل بينهما ذلك الحاجز الضمني، وأريد أن أستغلَّ هذه الحملة لبدء الحوار الذي لا غنى عنه. ونحن كنساء بحاجة إلى محو وإزالة الخطوط والقوالب التي نضع بعضنا البعض فيها لنشعر ’’بالأمان‘‘.
لقد قمت أولاً بتصميم التيشيرت الذي ترونه طوال الحملة والذي يحمل الشعار: ’’ محجبة – غير محجبة‘‘
وقد كتبت المعنى المراد من القميص بصيغة شعر صلام كالآتي:
~مع تنامي حركة الاحتشام والأزياء المحتشمة،
~يدور في أذهان الكثيرات تساؤلاتٌ حولها
~وكلُّ واحدةٍ منّا تعبِّر عنها بطريقتها الخاصة
~عوضٌ عن توجيه الانتقادات دعونا نتخيل طريقة
~لدعم بعضنا البعض بدلاً من تحطيم إحدانا للأخرى
~وأن نحتفي بكمِّ الإنجازات التي حققناها إلى الآن سوية
ويتمثل الغرض الأساسي من التيشيرت أن يوضِّح أنَّنا أكثر من مجرد غطاءٍ على الرأس، نحن أكثر من مجرد ’’غير محجَّبة‘‘؛ امرأة لا تضع غطاءً على رأسها. يعمل المجتمع على تقليصنا ووضعنا في هذه القوالب التي لم نعد نرغب في أن نوضع فيها. نحن أكثر بكثير من مجرد قطعة قماش، نحن أفراد بشخصيات مميزة.
ما الذي يحدِّد اللباس المحتشم، وإلى أي مدى يعتبر أمراً شخصياً؟
باعتبار أنَّ كل فرد لديه تعريفه الخاص المتعلق بما تجسِّده الحشمة، فإن ذلك التعريف بذاته يمثّل أحد أكثر الأوصاف تعبيراً عن الرأي الشخصي على الإطلاق. لقد أجريت حواراتٍ حول الحشمة مع العديد من النساء من مختلف مجالات الحياة، بصفة رسمية وغير رسمية، وما يثير الدهشة أنها في معظم الأوقات لم تكن مرتبطة بالحجاب. لسنواتٍ طويلة يتساءل العالم عن معنى حركة ’’الاحتشام‘‘، ويقول البعض أن الأزياء المحتشمة والحجاب يعادلان الاضطهاد في حين أنهما، وعلى العكس من ذلك، موجودان ليمنحا المرأة الحرية في اختيار مَن يستطيع رؤية ’’جمالها‘‘. أعتبر نفسي امرأة محجبة عصرية – حيث سترونني في معظم الأوقات أعتمر قبعة ’’ساف‘‘ الصغيرة وأرتدي بنطلوناً رياضياً والتيشيرت الذي ألبسه في الحملة. وفي أوقات أخرى، ووفقاً للمناسبة، أضع غطاءً حريرياً ينسدل فوق رأسي بطريقة جميلة. وبعد أن أصبحت مصممة أزياء، أشعر بأن الحشمة قد اتخذت كمية هائلة من المعاني الجديدة، وأحبُّ أن أفكر بنفسي كشخصٍ يمكن أن يرسِّخ تلك المعاني ويقبلها جميعها.
حددي لنا اللباس المحتشم بثلاثة أوصاف.
جميل، وأنيق، ويساعد على تمكين المرأة.
أكملي هذه الجملة: المرأة الأنيقة هي دائماً…
متواضعة، وواثقة، وتعرف قيمة نفسها، وتمتلك معطفاً/روباً مذهلاً! أو اثنين.
ما شعاركِ في العمل والحياة؟
ليست هناك حدود يصعب عليّ اجتيازها أو حلم لا أستطيع تحقيقه طالما أنني أعمل بجد وأنضج وأتعلم من أخطائي.
هل لكِ أن تحدثينا عن أهم ما شجعكِ ودعمكِ عبر انستقرام؟
- أول مقال ينشر عني في مجلة ظهر في أول عددٍ يصدر في شهر سبتمبر من ڤوغ العربية هو أكبر دعمٍ لي إلى الآن، مقدار الفخر والمحبة والتقدير الذي حصلت عليها من السيد أرنو وفريق ڤوغ العربية لا نظير له. تستأثر ڤوغ العربية بهالة لا تُبارى، فمجلة ڤوغ هي نموذج مثالي للرقي ودليل الجميع في عالم الموضة. وتدعم ڤوغ العربية المواهب الناشئة وتثريها بالطابع العصري الذي تحتاجه المنطقة. ولهذه الأسباب حظيت بشرفٍ رفيعٍ لدى نشر أول مقالٍ عني بمجلة ڤوغ العربية.
- ثم حظيت في أكتوبر بفرصة إلباس كات سادلر، الشخصية المتواضعة والجريئة للغاية والتي شرَّفت دبي بحضورها مؤتمر ’أنوال سيمبلي‘. تخيلوا الصدمة التي أصابتني عندما عرضت كات تصميمي في مدونتها!
- ثم هذه الحملة، على الرغم من أنها كانت قيد الإعداد منذ أغسطس. أتذكر بوضوح الليلة التي بدأت رؤيتها تتبلور في ذهني، لم أتمكن من النوم وقتها وأردت أن أكتب عن مشاعري حول موضوع الاحتشام وكيف يعتقد الآخرون أن لديهم الحق في فرض تعريفهم له وأيديولوجياتهم على الآخرين. أردت الوصول إلى جمهور أوسع، أن أقوم بشيءٍ عظيم أو لا أقوم بهذه الخطوة على الإطلاق. وقد أعادت هذه الحملة ثقتي بما يمكن أن يحققه الناس عندما يتأثرون جميعاً بحركةٍ ما أو يحدد هويتهم مصطلحٌ ما ليس له أي معنى محدَّد.
ما الذي دفعكِ إلى تصوير هذا الفيديو، وكيف اخترتِ الشخصيات التي شاركت معكِ؟
يشكل هذا الفيديو رسالتي إلى العالم التي مفادها أنَّ الحجاب ليس التعريف الوحيد للأزياء المحتشمة. ويُراد من هذه الحملة تأجيج المشاعر، وأن يكون لها معنى لدى الكثير من النساء من جميع الأجيال اللواتي يحملن المشاعر والأحاسيس ذاتها التي تحملها السيدات في هذه الحملة، وكانت غايتها نشر الوعي بالصور النمطية المُساء فهمها على نطاق واسع جداً. إن لم يكن في استطاعتنا على الإطلاق الوقوف إلى جانب بعضنا البعض على الرغم من اختلافاتنا، كيف يمكننا أن نتوقع من الآخرين قبول ما لا يفهمونه؟
اخترت الفتيات في الفيديو ليمثلن نساء مختلفات من خلفيات إعلامية مختلفة، ممن يتشاركن أحاسيس قوية تجاه رسالة الحملة. وكل امرأة تجسد التوازن بين الخصال التالية: هنَّ جميلات، وأنيقات، وممكنات للأخريات. كما استهدفت أيضاً نساء من مجالات استراتيجية لإظهار نقاط التشابه بينهن بغض النظر عن مكان إقامة كلٍّ منهن، حيث تشارك في الحملة سيدة محجبة تعيش وتعمل في مجال الإعلام في قلب مدينة نيويورك، وكذلك الإماراتية المحلية التي تعدُّ امرأة خارقة وأم لا حدود تعيق تقدمها، وأول عارضة أزياء محجبة في المملكة المتحدة التي تسافر وتعمل على تمكين النساء حول العالم، ورائدة الأعمال والأم ذات الأصول المختلطة التي تعمل في مجال التصميم وتعيش في دبي، والمديرة التنفيذية في مجال التسويق التي تحولت إلى مدونة وشخصية عامة والتي تتخذ من دبي مقراً لها.
ما الأنماط المختلفة من النساء التي تضعينها في عين الاعتبار عندما تصممين مجموعاتكِ؟
أنا أصمم الأزياء لجميع النساء، مع تركيز كبير على المرأة العصرية. وكنساء نحتاج إلى قطع أساسية في خزانتنا يمكن تنسيقها بسهولة بحيث يمكننا ارتداؤها من النهار إلى المساء، ومن العمل إلى عشاءٍ في الخارج. ومجموعتي القادمة شيء خاص جداً بالنسبة لي بما أنها مختلفة للغاية عما صممته في السابق، ولكن بالطبع لا تخلو من عناصر مميزة، والتركيز الأساسي والعنصر الهام في كامل المجموعة هو الأفاعي، وقد راودني الإلهام عندما صادفت واحدة وانتابني نوعٌ من الهوس بطبيعتها المهيبة وكيفية تأقلمها مع جميع البيئات والظروف. النساء يتأقلمن بطرق مشابهة، حيث ينتقلن من العمل إلى العشاء، ومن النهار إلى المساء. وسيجري أول عرض أزياء لي خلال أسبوع الأزياء المحتشمة في دبي في الثامن والتاسع من شهر ديسمبر المقبل، حيث سيشاهد العالم لمحة أولى من ثمانِ إطلالات من مجموعتي التالية لموسم خريف 2018، وتدعى ’’ملكة أفعوانية‘‘. أتحرق شوقاً ليراها العالم، ستضم مجموعتي ’’ملكة أفعوانية‘‘ رسوم وطبعات الأفعى وكل ما يتعلق بها – عدا الأفاعي الحقيقية.
انضمي إلى الحركة مع وسميّ #>المحجبة و#دولتشي_باي_صفية على وسائل التواصل الاجتماعي
موضوع متصل: رائدات الأناقة يلهمنكِ ست أفكار لتنسيق الإطلالة المحافظة.