كريم عدوشي، بعدسة روبن دي وايلد
لم يكن كريم عدوشي، حين انتقل في الخامسة من عمره للإقامة مع والده في برشلونة، يتحدث كلمة إسبانية واحدة، ولكن المصمم المغربي لجأ بدلاً من ذلك إلى التعبير عن نفسه بالرسم – فبرهن على ما يتمتع به من موهبة كبيرة في هذا المجال، ما حثّه على دراسة الفنون الجميلة قبل أن يحصل على شهادة في الموضة من أكاديمية غيريت ريتڤيلد بأمستردام. وقد استعان كريم بإرثه المغربي في تصميم مجموعته التي قدمها لمشروع تخرّجه، ومن مصدر الإلهام ذاته استقى تصميم مجموعته لخريف وشتاء 2019، والتي قدمها خلال أسبوع الموضة في باريس. وعن ذلك يقول: “المغرب أرض شديدة التنوع وتثير الإلهام بتناقضاتها. وقصائدها في الحياة، وتاريخها وإرثها، وبهجة شعبها تجعلها مكاناً يشعرني بأني جزء من هذه الأرض؛ وبانتمائي إليها”.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2019 من ڤوغ العربية.
ويُدمج عدوشي في قطعه بين الفنون والحرف اليدوية المتقنة لوطنه، وغالباً ما يتعاون مع اللاجئين السوريين لإبراز مهاراتهم والارتقاء بقصصهم. يقول: “تملك الموضة صوتاً مسموعاً في مجتمعنا وإذا تمكنتُ من استخدام هذا الصوت لنشر الإيجابية والأمل، فسيعني لي ذلك كل شيء”. ولا تزال عائلته تعيش في قرية إمزورن الصغيرة الواقعة في شمال المغرب، وهو لا يكف عن الاحتفاء بها فحسب، بل وبالأجيال السابقة التي قررت الرحيل عن ديارها بحثاً عن مستقبل أفضل – والتي يُعد هو بنفسه ممثلاً عنهم. ولتقديم مجموعته المفعمة بالبهجة والحيوية لخريف وشتاء 2019، والتي أطلق عليها اسم “مكتوب”، تعاون مع علامة “بايريتس” للأقمشة الذكية، واستخدم خامتها المصنوعة من الألياف الطبيعية والحائزة على جوائز.
وبوحي من أصوات ماكينات الخياطة التي أحاطت به خلال نشأته وسط عائلة من الخياطين، يتبع عدوشي في عملية التصميم خطوة تعد جوهرية وفريدة: إذ لا يبدأ تصاميمه برسم الاسكتشات، بل بـ”محاورة” القماش الذي ينوي استخدامه. “أكاد أتعامل مع الفستان كأنه نبات: إذ أحتاج إلى إرواء الفكرة، وبناء قوتها أو ضعفها، خطوة بخطوة. وكل ذلك يتعلق بالازدواجية والتوازن. ولا أجبر طبيعة القماش بأن تكون شيئاً ليست عليه، بل أتبع لحن بنائها حتى أتوصل إلى الإيقاع المناسب لها”.
