تابعوا ڤوغ العربية

كلمة التحرير داخل عدد ڤوغ العربيّة لشهر مارس 2018

إيمان وإيمان همّام في جلسة تصوير غلاف عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى داخل عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة.

ثمة ما يحرّك الحماسة، لكن أيضاً يرهق الأعصاب عند اختيار غلاف المجلة. البحث عن العارضة أو النجمة التي تجمع من دون عناء بين الجمال والأسلوب المطبوع بروح أيامنا، تمرين يشغلني خلال جزء لا بأس به من الشهر. ويتعاظم هذا الشعور المتناقض حين يتعلّق الأمر بعدد يحتفل بالعيد السنوي الأول لڤوغ العربية.

أؤمن بأهمية أن يطرح الغلاف رسالة أمل متجاوزاً الصورة الجميلة. هذا تماماً ما أردنا تحقيقه حين دعونا اثنتين من أهم العارضات، واللتين تجمعهما روابط قوية بالعالم العربي، لتكونا نجمتي غلاف عدد مارس. وبرغم أن عقوداً تفصل بين مرحلة الازدهار التي شهدتها مهنة كلّ منهما، إلا أنّ ما يجمع بينهما يتجاوز ما يمكن أن تفكروا فيه. بدايةً، عند جمع الصور وبعد التدقيق في مئات منها خلال التخطيط لجلسة تصوير الغلاف اكتشفنا كم تتكامل العارضتان. وكما أشارت إحدى الزميلات: «يمكن أن تكونا أختين».

ما يهمّني في شكل خاص هو الدور المؤثّر اجتماعياً، وعلى مستوى الموضة، الذي أدته كل منهما. قبل أن تصبح زوجة أيقونة البوب ديفيد بوي عام 1992، كانت إيمان محمد عبد المجيد مهاجرة صومالية في الولايات المتحدة تطالب بالمساواة في عالم الموضة وتدعم عائلتها في أفريقيا. «اختيار عارضة ذات أصول أفريقية كان يأتي في مرتبة لاحقة، كان أمراً ثانوياً، وكان أجرنا أقلّ. وكنت أول شخص يرفض أن يتقاضى أجراً أقل من أجر زملائه وزميلاته في المجال نفسه»، قالت حين التقينا خلال جلسة التصوير في نيويورك.

يعود بنا الزمن سريعاً إلى 2018. أصبحت العارضة المغربية المصرية إيمان همام، التي ظهرت على أغلفة 9 نسخ عالمية من فوغ، مدافعة عن الأجيال الشابة. «أعتزّ بأنني مسلمة، وهذا الشعور يدفعني إلى الاستفادة من موقعي لمناقشة قضايا متعلّقة بالعرق والدين والتمييز على أساسهما. أريد أن أقدّم الدعم المعنوي للفتيات بغضّ النظر عن لون بشرتهن أو البلد الأم الذي احتضن جذورهن»، قالت. بعد لقاء العارضتين اللتين تحملان الاسم نفسه والذي تعلّمت معناه، ترسّخت ثقتي بالغلاف المزدوج.

عدد الاحتفال بعامنا الأول يضمّ إنجازات أشخاص مؤثرين في العالم العربي. في الإمارات تشرّفنا بمحاورة الشيخة موزة آل مكتوم، أول امرأة تقود طائرة تجارية، هي المنحدرة من العائلة الحاكمة في دبي. في باريس جمعنا حوار بالأنيقة والملهمة إنجي شلهوب التي قُلّدها وزير الخارجية الفرنسي أخيراً وسام جوقة الشرف برتبة فارس. في بيروت خطّ الشاعر والروائي عباس بيضون تحية رائعة للأيقونة فيروز التي ألهم حضورها مديرة الأزياء، فنسّقت صفحات من وحي «الشكل الفيروزي».

في تونس صُوّرت العارضة سيندي برونا في أزقّة جزيرة جربة وتلالها مرتديةً أزياء من مجموعة عزالدين عليّة الأخيرة التي قدّمها في باريس قبل شهور قليلة من رحيله.

ولأن شهر مارس تقليدياً مهم على مستوى الموضة، يعجّ العدد بمحتوى مرتبط بالأزياء وأساليب الأناقة يضمّ تقرير منصّات العروض الموسمي وجلسة تصوير تركّز على الأناقة الدرامية والمتعدّدة الأشكال التي تقدّمها العباءات الجديدة. في صفحات الموضة نكتشف كم تنفق أكثر النساء دلالاً خلال أسبوع واحد لتحصل على إطلالة السجادة الحمراء– كي تعرفوا اقفزوا إلى صفحة 136. كما يضم هذا العدد حواراً خصّنا به أنطوني فاكاريلو المدير الإبداعي الشاب لدار سان لوران الذي يفاجئ عالم الموضة بالأشكال المصقولة والجذابة التي يصمّمها. العرض الذي قدّمه في الموسم الماضي على منصّة ضخمة من الصلب، يؤطرها القمر وبرج إيفيل، مثّل إحدى أهم لحظات أسبوع الموضة. خلال قراءة المقابلة تذكرت تجربتي الشخصية، فقد انطلقت منذ نحو عام رحلتي كرئيس تحرير ڤوغ العربية ووجدتني أبحث عن بصمتي التحريرية الخاصة. حين سُئل فاكاريلو إذا كان قد عاد إلى اختيارات إيف سان لوران وقراراته في مواقف معينة، أجاب كاشفاً عن نصيحة حكيمة قدّمها بيار بيرجيه: «تتعلّم الأمور ثم تترك مسافة بينك وبينها قبل أن تكمل المسيرة وفقاً لرؤيتك وشروطك. لا تقلّد إيف. ارسم رؤيتك الخاصة واتبعها».

قبل أن أدعوكم للجلوس مرتاحين من أجل الغوص في العدد- أكبر أعدادنا- أود أن أشكر فريق عمل المجلة والمساهمين فيه من جميع أنحاء العالم الذين اجتهدوا لتقديم 400 صفحة من المضمون الخاص الذي يهدف إلى إلقاء الضوء على الجمال والمواهب في العالم العربي. نتمنى أن يعجبكم، هذه هي أمنيتنا الوحيدة في عيدنا الأول.

إيمان تلتقي بإيمان على غلاف عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع