تابعوا ڤوغ العربية

جميلة يكتنفها الغموض… نجمة الغلاف إيرينا شايك في لقاء حصري مع ڤوغ العربيّة

إيرينا شايك ترتدي فستان وقميص وقرطان من بالنسياغا، حزام من كلوزد. بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

هي واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم، وتمثّل مع والد طفلتها أروعَ ثنائي في هوليوود، وتصنَّف ضمن أجمل الأمهات، لذلك لم يكن سهلاً أن نجعل النجمة إيرينا شايك تبوح بما في قلبها.

نشر هذا اللقاء للمرّة الأولى داخل عدد شهر فبراير 2018 من ڤوغ العربيّة

رغم جمهورها العريض البالغ قرابة عشرة ملايين متابع واحتلالها المرتبة الثامنة بين أكثر الشخصيات متابعةً على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تنشر إيرينا شايك لمتابعيها شيئاً عن حياتها الشخصية، وتبرر ذلك قائلةً: ’’أفصل دائماً بين حياتي الشخصية وحياتي العامة‘‘، وذلك رغم الإلحاح عليها وإمطارها بالأسئلة الفضولية – فمَن لا يريد اجتياز أسوار عالم عارضة أزياء شهيرة، لا سيما إن كانت مرتبطة بنجم هوليوودي وسيم؟

ففي مجتمع يطغى عليه الميل إلى نشر كل كبيرة وصغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو إحجام نجمة بحجم إيرينا شايك مثيراً للتعجّب. فبينما تحظى بملايين المتابعين على انستقرام، تقتصر منشوراتها على أخبارها المهنية – مثل الحملات الدعائية، والمقالات التحريرية، بالإضافة إلى صورها خلف كواليس السجادة الحمراء، ولكنها لم تنشر مطلقاً صوراً لصغيرتها ذات الأحد عشر شهراً، ليا دي سين، أو حتى لوالد تلك الطفلة، النجم الأمريكي برادلي كوبر.

إيرينا شايك ترتدي تورباناً بتصميم خاص من فايث للقبعات، بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

وبسؤالها عن أسرتها فائقة الجمال، تغيّر صوتها للحظات، وأطرقت بعينيها قائلةً: ’’لا أتحدث عن حياتي الشخصية، ولكن الأمومة هي أجمل شعور في العالم دون شك‘‘. ولم تتطرّق إيرينا إلى تفاصيل علاقتها بنجم فيلم ”المعالجة بالسعادة، الذي ارتبطت به عام 2015، بعد أن أنهت علاقة استمرت خمسة أعوام مع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو. وتواصل حديثها قائلةً: ’’أكبر حُب شعرت به في حياتي هو بالتأكيد حُبي لعائلتي وأصدقائي‘‘، وتضيف: ’’قد تجدين الحُب في أي شيء – مثل حب الحياة، والشعور بالامتنان عن كل لحظة تعيشينها، والأحاسيس الدافئة التي تخالجكِ تجاه الناس من حولكِ‘‘. وهذه الإجابات الغامضة ساعدها كثيراً على تجنّب صحف الفضائح. وعلى النقيض من ذلك، كانت أكثر رغبةً واستطراداً في الحديث عن فردين من عائلتها على وجه خاص أسهما بشكل كبير في تشكيل شخصيتها: والدها وجدتها اللذين رحلا عن عالمنا. ’’الحب لا يموت أبداً. فرغم فقدي لوالدي وجدتي، أشعر دائماً بأنهما معي في أعماق قلبي‘‘. وقد ورثت الملامح التتارية السمراء عن أبيها، فاليري شايكليسلاموف (اختزلت لقبها بعد ذلك إلى ’شايك‘ ليسهل نطقه)، الذي كان عاملاً في مناجم الفحم، وتُوفِّيَ إثر إصابته بمرض الالتهاب الرئوي عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها. أما جدتها الراحلة، التي كانت عضوةً في هيئة المخابرات التابعة للجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية، فهي مثلها الأعلى. وتصفها قائلةً: ’’لم تستسلم قط  للظروف، وكانت بطلة بمعنى الكلمة، وقوية ومعتمدة على نفسها. ولم تكن حياتها سهلة، فقد شاركت في الحرب العالمية الثانية عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وخاطرت بحياتها لتحمي وطنها. ولا زلت معجبة بها وأفتقدها بشدة‘‘.

إيرينا شايك ترتدي فستاناً من كريستيان ديور، بذلة للجسم ضيّقة من ڤيكتوريا بيكهام، حذاء من تيبي، أقراط من إيريكسون بيمون. بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

وعاشت إيرينا طفولة صعبة في مدينتها الريفية الصغيرة يِمَنْجَلِنْسك مع والدتها أولغا التي كانت، إلى جانب عملها كمدرسة بيانو، تعمل لساعات إضافية لتلبي احتياجات إيرينا وشقيقتها الكبرى تاتيانا. ’’كنا نتغذى على ما نزرعه من خضراوات. ففي روسيا، يجب أن تمتلكي حديقة كي تتمكني من البقاء على قيد الحياة‘‘.

ولا عجب إذاً مما تتميز به شايك من عزيمة وإصرار. وقد قالت ساخرةً ذات مرة: ’’بعض الناس يعتقدون أنني غير لطيفة. أنا روسية، ويمكن أن أكون روسية صميمة ولكني روسية ودودة للغاية. وأنا واضحة – فإن أعجبت بك، أحبك. وإن لم أفعل، فلا تتجرأ على الاقتراب مني‘‘. وكانت هذه الصفة بالتحديد مصدرَ نجاحها في عالم عروض الأزياء الذي يحكمه التنافس الشديد. ’’أحياناً لا يكون ساحراً ومبهراً كما يبدو ويمكن أن يكون عملاً شاقاً -بسبِّب التعب الناجم عن رحلات الطيران الطويلة والضغط والتوتر وساعات العمل الطويلة- ولكني أعي أنَّ هناك وظائف أكثر أهميةً وصعوبةً مثل الطب أو التدريس‘‘.

’’عندما بدأت بعرض الأزياء، لم أشأ أن أصبح مشهورة. لقد اعتبرتها فرصةً لجني المال وإعالة أسرتي‘‘

ظهرت شايك على الساحة في عمر متأخرٍ نسبياً، في ربيعها العشرين، بعدما فازت بلقب مسابقة ملكة جمال مدينة تشيليابنسك الروسية عام 2004. وتبع ذلك تألقها على أغلفة المجلات وكذلك في الحملات الترويجية لأزياء العديد من العلامات، منها انتيميسيمي، وغِس، وأرماني إكستشينج، إلا أنَّ دورها كعارضة أزياء دائمة لصالح ڤيكتوريا سيكريت هو ما ضمن نجاحها وشهرتها عالمياً – إذا ما بحثنا عن اسمها على محرك البحث غوغل، نحصل على نحو مليون نتيجة.

تقول: ’’اعتراني فخر بالغ لكوني أول عارضة أزياء روسية تظهر على غلاف Sports Illustrated Swimsuit Issue، وأنا سعيدة بكل تأكيد لظهوري على غلاف ڤوغ العربية‘‘، وتضيف: ’’عند سماعي خبر إطلاقها، انتابني الحماس والفضول لرؤية كيف ستبدو، بما أنَّ كل إصدار من ڤوغ له طابعه الفريد. كنت أتمنى أن أتمكن في يومٍ ما من العمل مع المجلة، لذا أنا سعيدة بتحقُّق هذا الحلم!‘‘.

.إيرينا شايك ترتدي فستاناً من دولتشي آند غابانا، وتورباناً من فايث للقبّعات. بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

ورغم ذلك، لم تكن الأمور تسير دوماً على ما يرام في حياتها؛ إذ غادرت وطنها في العشرين من عمرها لتتابع مسيرتها المهنية، حيث انتقلت في البداية إلى باريس ثمَّ إلى الولايات المتحدة. وعن ذلك تقول: ’’كان حاجز اللغة وعدم وجود أفراد أسرتي بجانبي أكبرَ تحدٍّ لي. ولكني سعيدة بانطلاقي في العمل كعارضة أزياء في مرحلة متأخرة، إذ لم أكن مراهقةً. لقد عرفت تماماً ماذا كنت أريد. عندما بدأت بعرض الأزياء، لم أشأ أن أصبح مشهورة. لقد اعتبرتها فرصةً لجني المال وإعالة أسرتي‘‘.

ومن الوارد جداً الاعتقاد بأن شايك تعيش حالياً حياةً مثاليّة. تقول ضاحكةً: ’’يعتقد الناس أنَّ عارضات الأزياء لا يتناولن الطعام. إذا وجدت نفسي مضطرة لعدم تناول الطعام الشهي للحفاظ على عملي كعارضة أزياء، سأترك هذا المجال‘‘.

.إيرينا شايك ترتدي سترة وتنّورة من مايكل كورس كولكشن، وحذاء من تيبي، وبروش يخص منسّقة الأزياء. بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

عملت شايك في مجالات إبداعية أخرى، منها الموسيقى والتمثيل، حيث لعبت دور ميغارا في فيلم هرقل الذي صدر عام 2014 للنجم دوين جونسون. تُرى، هل تخطِّطُ نجمتنا للعمل على مشروع فيلمٍ يجمعها مع برادلي كوبر؟ ترفض العارضة الجميلة الإفصاح عن ذلك، ولكنها تعترف بالاستمتاع بظهورها الوجيز على الشاشة الذهبية. تقول: ’’كانت مشاركتي في فيلم هرقل تجربةً رائعة إذ مثّلت تحدياً كبيراً، وقد أحببت التمثيل في فيلمٍ رائعٍ كهذا مع فريقٍ مذهل‘‘. وتردف: ’’العمل كممثلة أمرٌ مختلفٌ تماماً عن العمل كعارضة أزياء، وفي الوقت الراهن أحبُّ ما أقوم به‘‘. كما تستبعد العمل في مجال الموسيقى رغم أنَّها كانت تعزف على البيانو يومياً خلال نشأتها ولمدة سبع سنوات، بل وما تزال تحضر بانتظام الحفلات الموسيقية وعروض الأوبرا. تقول: ’’لا يمكنني تخيُّل حياتي دون موسيقى‘‘. ولديها رغم ذلك خطة بديلة تقوم على الابتعاد عن أضواء الشهرة. تقول: ’’إن توقفت في الغد عن مزاولة عرض الأزياء، سأركز على رعاية أسرتي ومشاريعي الخيرية، حيث أنخرط بالعمل مع عدة منظمات – من الجمعية الأمريكية لمنع العنف ضد الحيوان، إلى المنظمة الخيرية الروسية Pomogi. جزءٌ مهمٌ من الحياة أن نقدِّم شيئاً للعالم، لا أن نأخذ منه فحسب‘‘.

وبالنسبة لإيرينا شايك، الكشفُ عن كلِّ التفاصيل ليس خياراً مطروحاً للنقاش، ومن الواضح أنها تؤمن بأن الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال. ورغم ذلك، تتحدث بانفتاح عن أمرٍ وحيد، وهو أعظم درسٍ تعلمته من الحياة، ومفاده أن: ’’الحياة قصيرة للغاية، لذا يجب أن نستمتع بكلِّ دقيقة ونقدِّر كلَّ لحظةٍ فيها‘‘.

إيرينا شايك ترتدي سترة وبنطلون من توم فورد، بذلة للجسم ضيّقة من انتيميسيمي، حذاء من تيبي. بعدسة ميغيل ريڤيرييغو، لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة

فريق العمل

تصوير: ميغيل ريڤيرييغو
تنسيق: آنيا زيوروفا
تصفيف الشعر: بولاندو بوتشامب من لدى ذا وال جروب
مكياج: تاتيانا مكاروڤا لدى ذا وال جروب
تقليم الأظافر: ماري سول إينزريلو
مساعدا التصوير: ويندل كول وسالون لوريتس
مساعدا التنسيق: جوليا جودوڤا وڤيرونيكا بيلياإيڤا
العارضة: إيرينا شايك لدى وكالة ذا لايونز موديل مانجمينت

شاهدوا هنا أجمل إطلالات العارضة إيرينا شايك

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع