تابعوا ڤوغ العربية

لماذا ندافع عن فساتين ’البوتنيك‘ التي تفضّلها دوقة ساسكس؟

ميغان ماركل دوقة ساسكس تحتفل بالعيد المئوي لسلاح الجو الملكي البريطاني. Getty

خلال العام الماضي، ظهرت ميغان ماركل كثيراً بفساتين ’البوتنيك‘، وهي فساتين تمتاز بفتحات عنق عريضة تظهر الكتفين وتبرز الخصر، وتعرف أيضاً بفساتين عُنُق “الباتو” (أي: المركب) حتى أصبح ذلك المسمى مرادفاً لها. وقد أثارت دوقة ساسكس ضجة كبيرة عندما ارتدت أحد هذه الفساتين الكلاسيكية بقصته الكاشفة للكتفين لأول مرة خلال زفافها على الأمير هاري في مايو الماضي، حيث أطلّت بفستان من جيڤنشي أبدعته كلير وايت كيلر المديرة الفنية للدار. (معلومة طريفة: شهدت عمليات البحث عن فساتين “البوتنيك” على محرك البحث غوغل ارتفاعاً كبيراً منذ ذلك اليوم). ومنذ ذلك الحين، وميغان، أحدث عضوة في العائلة الملكية، تكشف عن كتفيها في معظم الزيارات، وخلال حدثين متتاليين في مستهل شهر يوليو الماضي: فقد ارتدت فستاناً زيتونياً لامعاً من رالف لورين خلال حفل تعميد الأمير لوي، وآخر أسود من ديور في العيد المئوي لسلاح الجو الملكي البريطاني.

ورغم أن ماركل تبدو أنيقة للغاية بفساتين البوتنيك، إلا أن هذه الإطلالة لاقت انتقادات كبيرة. حتى إنني عندما ذكرتها خلال أحد اجتماعات فريق العمل نظروا إليّ جميعاً في ضجر. وترددت كلمات مثل “لا تجاري الموضة!” و”قديمة!”. بعدها أجريت مع زميلاتي بعض الأبحاث لمعرفة أسباب بُغْض الناس لهذه القصّة. قالت بريدجيت ريد محررة القسم الثقافي في ڤوغ: “يبدو فستاناً لسيدة غنية بيضاء من الريف!”. وأضافت: “إنه يُذكرني فقط بفساتين وصيفات العروس في حفل زفاف أمي أواخر الثمانينيات”. وقالت زميلة أخرى، فضّلت عدم ذكر اسمها، بصراحة: “لم نشاهد خط العنق هذا من قبل على الإطلاق. ولا أذكر أنني رأيته في أي مكان”، وأضافت: “يُشعرك بأنه فستان لربة منزل في الخمسينيات”. وهذا صحيح. فقد أخذت في البحث في أرشيف ڤوغ وكان آخر مرة جرى فيها ذكر كلمة “بوتنيك”، ولو حتى همساً، بجوار قميص كان معروضاً في صفحة وحيدة عام 2015. حسناً.

الأمير هاري وميغان ماركل، دوق ودوقة ساسكس، يغادران كنيسة سانت جورج بقلعة ويندسور بعد حفل زفافهما في 19 مايو 2018. Getty

ولكن، لماذا نكره فساتين البوتنيك إلى هذا الحد؟ رغم أنها لا تندرج ضمن الفئة التي تتأرجح بين الذوق الحسن والسيء ولذلك تنقسم بشأنها الآراء، تماماً كما لو كنا نقارن بين المحفظة التي تتدلى من الجيب بسلسلة ونعال الشاطئ. وهذه الفساتين تنتمي إلى فئة الإطلالات الراقية، وقد ظهرت لأول مرة على صفحات ڤوغ في الأربعينيات كإطلالة للعطلات للطبقة المخملية على شواطئ إقليم نيو إنغلاند. ثم انتقلت إلى أعتاب سنوات الألفية: عندما عرضت ڤوغ قميصاً ساحراً برتقالي اللون بأكمام تغطي ثلاثة أرباع الذراع وبقصّة البوتنيك من تصميم بيتي باتو في دليلها لشهر مايو 1999. وكان عنوانه “أحاديث حماسية” وعُرض بجوار الراحلة كارولين بيسيت كينيدي، التي كانت أيقونة ذلك الصيف. وبالنسبة لأزياء السهرات، فهي تذكرنا بالفساتين الأنيقة التي ظهرت خلال الخمسينيات – مثل إبداعات هوبير دو جيڤنشي، وأودري هيبورن، وغريس كيلي. (تقول جانيل أوكودو كبيرة محرري الموضة في ڤوغ إن تلك الفساتين تذكّرها: “بالفرنسيين، مثل جاكلين كينيدي، والمصمم أوليغ كاسيني”). وتعتبر فساتين البوتنيك رمزاً لبريق الماضي ووفرة الأموال، والتي كان يتعيّن ترجمتها بأسلوب أنيق ومميّز. ولكن لهذه الأسباب تحديداً لا تتمتع فساتين البوتنيك بجاذبية خاصة أو يتاح بيعها؛ بل ويُمكن قول إنه من الصعب العثور عليها. فهي تجلس هناك في برجها العاجي، وخصوصاً عندما يتصدى العالم للقضايا الحرجة بصيحات مثل أزياء العنف.

ومع ذلك، لا تُعد فستاتين البوتنيك سيئة إلى هذه الدرجة، على الأقل بصرياً، فتصميمها رائع على الجسم. وقد أبدت أليساندرا كودينا محررة القسم الثقافي في ڤوغ رأيها عنها قائلةً: “أعتقد أنه بنظرة تقليدية يُعد خط العنق أنيقاً للغاية – فهو يميل إلى جعل الخصر يبدو أكثر نحافة، عبر لفت الأنظار إلى الجزء العلوي من الجسم”. وقد عبرت ألكسندرا غورفيتش محررة قسم الأسواق في ڤوغ عن إعجابها بهذه الفساتين أيضاً، ولكن من وجهة نظرها المتواضعة كتبت قائلةً: “في الكنيسة التي شهدت زفافها [ماركل]، كان يجب أن تكون أكثر احتشاماً ولكنها أخلّت بذلك عبر فستان البوتنيك”، مضيفةً: “العنق أو الكتف هما أجمل ما تملكه المرأة. ولا شيء يفوقهما إغراءً!”.

دوق ودوقة ساسكس خلال حفل تعميد الأمير لوي. REX

ولكن يبدو أن الدوقة تضع كل شيء في الحسبان، وهي تحاول أن تجعل الأزياء تتناسب معها ومع مقاييس جسمها، وهذا منطقي. وعلاوة على ذلك، تخضع ماركل إلى مراقبة وتدقيق دائم، فقواعد الزيّ لدى العائلة الملكية تُملي مقدار مساحة الجسم التي يُسمح بالكشف عنها – سواء ارتدت فستاناً مع صدار شبه شفاف كما في الصورة التي أعلنت خطبتها أم أظهرت جزءاً كبيراً من كتفيها في مناسبة ما. ويمثل فستان البوتنيك إطلالة تسمح للأميرة الجديدة بكشف جانب من جسمها بطريقة محافظة. ولكن، هل ستعاود هذه الفساتين الظهور مجدداً على منصات العروض؟ ليس من الواضح ما إن كانت شرارة ماركل سوف تنعكس على الموضة. ولكن كما هي العادة، يمكن أن تسوء الأمور، ولاسيما فيما يتعلق بقواعد الزيّ الإلزامية التي يطبقها قصر باكنغهام. وقد أدلت نيكول فيلبس مديرة قسم منصات العروض في ڤوغ برأي ثاقب قال فيه: “فساتين البوتنيك ليست مثيرة مثل الكتفين العاريين المغطيين بقماش شفاف”. إن البوتنيك يشبه، بالتأكيد، مجرد قمة لجبل من الجليد.

اقرئي الآن: بريانكا شوبرا تثير حماس دوقة ساسكس

نُشر للمرة الأولى على Vogue.com

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع