تتجه دار الأزياء الفخمة ماذر أوف بيرل دائماً نحو التطوير، وتجتهد للوثوب إلى آفاق التميُّز في مجال الموضة بالتفكير والعمل الجاد، وذلك تحت إشراف مديرتها الإبداعية إيمي بوني التي فازت مؤخراً بالجائزة المقدمة من مجلس الأزياء البريطاني وصندوق الأزياء من ڤوغ لعام 2017. وبهذه المناسبة، تلتقي ڤوغ العربية المصممةَ للحديث عن خططها المستقبلية للدار التي تعد أكثر العلامات البريطانية جاذبيةً لنساء الشرق الأوسط.
تعتبر مجموعة أزياء العلامة لموسم خريف 2017 بمثابة التطور الطبيعي للكشكشات، والأزياء المبطنة العصرية، والإضافات العديدة لطبعات الزهور على التصاميم الملائمة لأناقة النساء الراقيات المهووسات بالتقنيات التي برزت في تشكيلات ربيع 2017. وتشمل المجموعة فساتين مريحة سهلة الارتداء ذات أكمام طويلة، وباقات من السراويل مقرونة ببلوزات تُعد مثالية لإطلالات عطلات خلال نهاية الأسبوع، مع صيحة الرداءات الطويلة الخفيفة التي يمكن ارتداؤها فوق الملابس، وهي الصيحة التي ستشهد رواجاً كبيراً بين جماهير عروض أسبوع الموضة. وتقول بوني: “شعار علامتنا هو الأزياء الوقورة والجادة التي يمكن ارتداؤها بلا أدنى تعقيد أو تكلّف”.
إيمي بوني، المديرة الإبداعية لماذر أوف بيرل، في مشغل العلامة بشرق لندن. بإذن من ماذر أوف بيرل
وكانت بوني قد انضمت للدار عام 2006، ومنذ ذلك الحين أضافت إلى خزانة كؤوسها، الممتلئة بالأساس، جائزةَ المواهب الناشئة المقدمة من تحالف والبول البريطاني للعلامات الفاخرة وجائزة مجلس الأزياء البريطاني وصندوق الموضة من ڤوغ، أثناء انهماكها بنقل العلامة إلى عصر التجارة الإلكترونية عبر تطبيق صيحة “شاهدي واشتري على الفور”، مع عرض أزياء الدار بأسعار معقولة. وتقول المصممة، التي نشأت في شمال إنجلترا ولاحظت كيف أثر وجودها في لندن على لكنتها المميزة: “كان علىّ أن أواكب عصرنا الرقمي. لا يكفي أن تكون مجرد مديراً إبداعياً يُصمم منتجات لطيفة. الآن، نحن نتعامل مع العميلات مباشرةً”. وتضيف: “عندما بدأت في هذه الصناعة، كنت آخر الأجيال التي لا تستخدم الكمبيوتر في عملها. كان العمل حينها مرتبطاً بالمهارة الحرفية بمعنى الكلمة. واليوم، أصبحنا نستخدم التكنولوجيا الرقمية في كل شيء”.
مجموعة ماذر أوف بيرل لموسم ربيع 2017. بإذن من ماذر أوف بيرل
تحتل منطقة الشرق الأوسط مكانة خاصة في تاريخ العلامة، لكونها أولى المناطق التي استثمرت في شراء منتجات الدار، كما تفيض باستمرار بأعداد كبيرة من العميلات المحبات للأنماط الجريئة، واللواتي لا يتوانين عن تجربة ارتداء إطلالات موضة الشارع الراقية. وفي هذا الصدد تقول المصممة: “لدينا مجموعة ضخمة من المتابعات لعلامتنا في الشرق الأوسط بسبب استخدامنا للألوان والطبعات. أعتقد أن هذا ما يُميز النساء في الشرق الأوسط. وهو جزء رائع في ثقافة الموضة في العالم العربي”.
مجموعة ماذر أوف بيرل لموسم ربيع 2017. بإذن من ماذر أوف بيرل
ويَعرض العديد من المتاجر مثل هارڤي نيكلز، ولي 66، ومياس في السعودية وسيمفوني ستايل في دبي مول، تشكيلةً كبيرة من أزياء العلامة، كما أن موقع نت-أ-بورتر يعرض أزياءها منذ سنة 2014. ولا عجب في ذلك، فالعلامة تتمتع بأسلوب عالمي بعيد المدى عبر قطعها المنفردة، بمزيج من الأنماط المتعددة الراقية التي تنتقل جيداً بين الثقافات المختلفة، وتُوفر لعاشقات الموضة جماليات غير مألوفة وبلا إثارة أو تكلّف. وبوني لها رؤيتها الخاصة بشأن سبب رواج الملابس الرياضية الفاخرة بين النساء في مومباي، ودبي، وشرق لندن على حدٍ سواء. وفي هذا الصدد تشير قائلةً: “عندما عملت المصممة فيبي فيلو في دار أزياء سيلين، أضافت إطلالة رجالية راقية على تصاميم الأزياء، ما أغرى المرأة للغاية على ارتدائها. والرواج القادم سيكون للإطلالات الفضفاضة والملابس الرياضية. وذلك لأنها سهلة الارتداء. وبالنسبة للمرأة العاملة، ستشعر بكثير من الحرية إذا تمكنت بلا قيد من انتعال حذاء مسطح وارتداء ملابس رياضية فاخرة وعصرية”.
مجموعة ماذر أوف بيرل لموسم ربيع 2017. بإذن من ماذر أوف بيرل
وعند سؤالها عن ظاهرة الملابس المحتشمة التي أَسَرت خيال النساء في الشرق والغرب، تجيب المصممة قائلةً: “أفضّل دائماً الملابس ذات الأطراف المنسدلة حتى منتصف الساقين. لذا فالفساتين الصبيانة غالباً ما تتوافر في مجموعات الدار. وتضيف: “أنوثة المرأة تنبع من شخصيتها وليس بفكرة الكشف عن جسدها”.
مجموعة ماذر أوف بيرل لربيع 2017. بإذن من ماذر أوف بيرل
ويهوى فريق المبدعين، في مشغل العلامة في شرق لندن، الاستماع لأغاني برنس وفريق فليتوود ماك، وتكرارها أثناء انهماكهم في العمل على عينات الملابس. وقد عمل فريق بوني على إعادة تركيز نهج العلامة على السوق. وفي هذا الصدد، توضح بوني قائلة: “نتجه لإنتاج مجوعتين من الملابس في السنة الواحدة بدلاً من أربعة. فأنا أريد إبطاء وتيرة العمل. وسوف يتم طرحهما في المتاجر في أوقات مختلفة مع الحفاظ على تجددها كي نتمكن من التركيز وتصميم منتجاتنا بلا عُجالة. وكان لبيربري وتومي هيلفيغر السبق في تبني هذا النموذج التجاري، ونلاحظ اتجاه علامات أخرى إلى توفير المنتجات التي عرضتها على نحو فوري، بما في ذلك المصممة أروى البناوي، التي أعلنت عن هذا النهج خلال فاشن فورورد لخريف 2017. “إذا شاهدت العميلة منتجنا ولم يكن متوفراً للبيع خلال ستة أشهر، فهذا ليس مؤشراً جيداً. نحن نسابق الزمن الآن. وبصمة العلامة المميزة لن تتغير، ولكن ما سيتغير هو أساليب عرضها في المتاجر”. ويبدو أن العميلات بدأ صبرهم ينفد. لذا أصبح كل شيء يرتكز على نهج شاهدي الآن واشتري على الفور وإطلالات الأزياء اللافتة للغاية.
