تابعوا ڤوغ العربية

’شانيل ميتييه دار 2020‘ يعيد منبع حِرَف صنع الأزياء العالمية الراقية إلى أحضان باريس

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

إذا كان ثمة شيء مخيب للآمال بدرجة صادمة في حادث اقتحام امرأة لعرض الأزياء الجاهزة الأخير الذي أقامته شانيل في قصر غراند باليه بباريس، فسيكون بالتأكيد أن مَن أقدم على هذه الفعلة امرأة. ففي الوقت الذي تقف فيه النساء إلى جوار بعضهن البعض من أجل دعم أخواتهن ورفع روحهن المعنوية، جاءت هذه المرأة بفعل أقل ما يوصف به أنه وضيع حقاً؛ حيث كان ذلك أول عرض للأزياء الجاهزة تقدمه فيرجيني ڤييار بصفتها المديرة الإبداعية الجديدة لمجموعات أزياء شانيل بعد رحيل كارل لاغرفيلد، حيث ظلت على مدار ثلاثة عقود متوالية تقوم بدور يده اليمنى. ومن أجل ذلك، حرص الكثير من الشخصيات النسائية ممن لهن مكانة خاصة على التوافد من حول العالم من أجل دعم ڤييار ومساندة ما تقوم به من عمل عبر حضور أول عروض ’شانيل ميتييه دار‘ بعد توليها منصبها، وهو العرض الذي يسلط الضوء على مدى الإتقان الذي يتمتع به الحرفيون المهرة بدار شانيل. ومن بين هؤلاء اللواتي شرف العرض بحضورهن الممثلةُ والمخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا، و بينيلوبي كروز سفيرة العلامة، والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، وعارضة الأزياء ڤانيسا بارادي، و لِيلي روز ديب، وكريستين ستيوارت، وإيزابيل أدجاني، ويارا شهيدي، وكارولين دو ميغريه، وغيرهن الكثيرات ممن شوهدن في هذا العرض الذي أقيم بقصر غراند باليه. “إنها موهوبة للغاية، وتضع نصب عينيها كل السنوات التي عملتْ خلالها مع كارل، إنها أفضل شخص ممكن أن يقوم بهذا الدور”، هكذا صرحت كروز لـڤوغ العربية.

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

وكانت شانيل قد قدمت أول عروض ’ميتييه دار‘ عام 2002 للاحتفال بحِرَفها اليدوية، وكانت تقيمه في البناية رقم 31 بشارع كامبون بباريس، ذلك المكان الذي يمثل قلب الدار وروحها، وهو أيضاً المقر الرئيسي لمشاغل أزياء شانيل، والشقة السابقة التي كانت تسكنها مؤسِّسَة الدار، كوكو شانيل، قبل اختيار مواقع أيقونية لإقامته، منها متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، ودار فيلهارموني هامبورغ للموسيقى. وعلى الرغم من تقديمه بقصر غراند باليه، فقد حمل عرض الأزياء لمحات من جذور الدار وسط مكان شاركت في تصميمه صوفيا كوبولا، حيث جاءت الديكورات الداخلية شبيهة لشقة كوكو، بما في ذلك الأبواب المصنوعة من خشب الكورومانديل، والآرائك ذات اللون البيج التي تبعث على الراحة والدفء، والثريات الكريستالية، وتماثيل أشبال الأسود، بالإضافة إلى السلم الحلزوني الشهير المتجه لأسفل والذي تغطيه المرايا من الأرضية إلى السقف.

وما يجعل هذا العرض مميزاً وفريداً من نوعه في الحقيقة هو أنه يمنحكِ الفرصة للتغلغل وسط العديد من الأيادي الماهرة التي تقف وراء شانيل، والتي تجعل من مجموعة الأزياء المقدمة في عرض ’ميتييه دار‘ أقرب للفن. انطلق العرض بتقديم سترات سوداء من التويد مزدانة بتطريزات مميزة بالخيوط الذهبية من إبداع ميزون ليساج، وهي البداية التي مهدت الطريق أمام عرض الأزياء الذي يحمل معه العديد من الرموز المميزة للدار. وقد تمكنت ڤييار من الخروج من هذا القالب عبر التلاعب بالألوان، فقد حضر اللونان الأبيض والأسود اللذان يعبران عن ما تمتاز به المرأة من ازدواجية فطرية، فيما اكتملت أناقة إطلالة العارضات بقلائد مرصعة باللؤلؤ على طريقة كوكو شانيل. وفيما بعد، ظهرت سترة من الجلد بمظهر عتيق متألقة بمجموعة من ألوان الباستيل بدرجات قوس المطر والتي خطفت أنظار كل الحضور. كما شهد عرض الأزياء الذي قدمته ڤييار تناسقاً مثيراً للألوان جمع بين درجات الأزرق والوردي، والتي تبدو وكأنها سحبتها من أضواء الشفق القطبي لتنثرها على التنانير الضيقة والسترات القصيرة. وفيما احتفظت البذلات بمظهر التايير، بدت الفساتين والتنانير فضفاضة، فيما زينتها الكشاكش والريش لمنح الإطلالات مزيداً من الأهداب المثيرة.

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

وباقتراب نهاية العرض، ظهرت تحت الأضواء بذلة جمبسوت مطرزة بالكامل بالترتر ويزين فتحة عنقها حلية على شكل زهرة الكاميليا، وهي القطعة المفضلة لدى كروز. وبدت هذه القطعة بديلاً مثالياً تماماً للفستان في العقد الجديد. هذا وقد أشعلت القطع ذات الألوان الذهبية القديمة التي تعكس الطلاء الذهبي لشقة كوكو الأجواء على منصة العرض، لتمهد الطريق لظهور القطع الحريرية والبيضاء الصافية. أما الإطلالة الأخيرة، فقد تضمنت تنورة ضيقة ذات جيوب، وهي بالتأكيد مناسبة للمرأة النشطة دائمة الانشغال، بالإضافة إلى سترة بيضاء تصلح لكل وقت والتي ستبدو رائعة إذا ما تم تنسيقها مع بنطلون جينز.

واليوم، غدت شبكة المصنِّعين المهرة لدى شانيل واسعة النطاق. وفي غضون عام واحد، سوف ينتقل عرض ’شانيل ميتييه دار‘ الحادي عشر إلى مبنى تبلغ مساحته 25 ألف و500 متر مربع من تصميم المهندس المعماري رودي ريتشيوتي بالدائرة 19 على أطراف باريس. يحمل هذا المبنى الاسم “19M” – حيث يشير الرقم 19 إلى المكان، وM هي اختصار للكلمات الفرنسية: Mains (أي: الأيادي)، وmode (أي: الموضة)، وmétiers (أي: الحِرَف اليدوية)، وmaisons (أي: الدور)، وmanufactures (أي: المصانع). وسوف يأتي للعمل في هذا المكان 600 اسم من الأسماء اللامعة أمثال: ليساج، ومونتيكس للتطريز، ودار ميزون ميشيل لصناعة القبعات، ودار غوسنز لصناعة المجوهرات، لتضم بذلك كبرى العلامات المتنافسة في مكان واحد. وفي الوقت نفسه، ستتيح هذه الساحة التي تمتد على مساحة 1200 متر مربع للفنانين المبدعين والجمهور على حد سواء فرصة التواصل معاً ومشاهدة كيف يصنع الإبداع.

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

جانب من إطلالات عرض ’شانيل ميتييه دار 2020‘

تؤتي فلسفة الدار ثمارها الآن، تلك التي أرستها غابرييل شانيل منذ الخمسينيات، عندما حرصت على أن تحيط نفسها بالعقول المبدعة في ذلك الوقت. وتحت إشراف ڤييار، وأيضاً برونو باڤلوڤسكي -رئيس قسم الموضة بالدار الذي سعى إلى تأسيس شبكة من موردي المواد الخام، مثل الجلود والحرير ودانتيل مدينة كاليه المميز- شهدت المهارات الحرفية للدار وإرثها وابتكارها ارتقاءً ملحوظاً. وفيما تجمعت عارضات الأزياء على الدرج لاختتام العرض، علقت كروز قائلة: “لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في لاغرفيلد. فأتذكر وجوده معي بينما نجرّب القطع، وأنا على الدرج المؤدي لمكتبه”، وأردفت تقول فيما سطع صوتها المألوف: “ما أن رأيت كل الفتيات واقفات معاً على منصة العرض وخرجت ڤيرجيني –وهي شخصية خجولة ومتواضعة جداً وأحب هذه الصفات فيها جداً، وكل ما تقوم بعمله– رأيتُ كيف تأثرت بشدة. فشانيل هي عائلتها الثانية”.

اقرئي أيضاً: هكذا ارتقت ريهانا بأحدث إطلالاتها بلمسات مصممة أردنيّة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع