تابعوا ڤوغ العربية

هكذا تُضفي الملهَمة غاييل خوري طابَعها الشخصي على تصاميمها من المجوهرات الراقية

المصممة غاييل خوري. بإذن من غاييل خوري

فضلاً عمّا تتسم به من تباين بصري مذهل بين طابع الجمال من ناحية والتفاصيل المفاجئة من ناحية أخرى، تعدّ المجوهرات الراقية التي تصممها اللبنانية غاييل خوري بمثابة أعمال نحتية تجلّ عن النظير وتزدان بترصيع الألماس وغيره من الأحجار الكريمة. وفي الفقرات التالية، تكشف هذه المبدعة الستار عن تصاميمها الجديدة ضمن مجموعتها سوفت ديكونستركشن (أي التفكك الناعم).

’’نشأتُ في مدينة طرابلس بشمال لبنان في مجتمع يرى أن النجاح لا يمكن تحقيقه سوى بالعمل في مجموعة من المجالات الأكاديمية المحددة: مثل الطب، والهندسة، والقانون، والاقتصاد‘‘.. بهذه الكلمات تستهل المصممة غاييل خوري حديثها عن بدايات مسيرتها الإبداعية. وقد قادتها ظروف نشأتها في هذا المجتمع إلى التخصص في دراسة العلوم، بيد أن إقامتها في نيويورك كطالبة دراسات عليا فتحت عينيها على عالم التصميم بما يحمله من إثارة وإبداع. وبفضل الخبرة التي اكتسبتها أثناء عملها كمتدربة لدى داريّ أوسكار دو لا رينتا وإيلي صعب، وفهمها الجليّ لمجال الاقتصاد، أطلقت خطاً للمجوهرات يحمل اسمها عام 2015 وأبدعت مجموعة من التصاميم بدت وكأنها جاءت من العالم الآخر أطلقت عليها اسم جنة المباهج الأرضية. وتوضح قائلةً: ’’لأنني أعتمد على التمويل الذاتي، استغرقت كامل مراحل إطلاق علامتي ما يربو على ثلاث سنوات‘‘. وتضيف: ’’وقد أشبع تصميم المجوهرات شغفي بالاستكشاف وأتاح لي الفرصة للتعبير عن الجانب الإبداعي في شخصيتي، والذي لطالما أعاقه الكبتُ والتقييد‘‘، مؤكدةً أن خلفيتها الأكاديمية والمهنية أسهمت إسهاماً كبيراً في تطوير مهارات تنظيم المشاريع التي لا غنى عنها في سعيها لإنجاح العلامة.

خاتم ’الأفكار الملتوية‘ من مجموعة ’سوفت ديكونستركشن، ذا نكست برسبيكتف‘ للمصممة غاييل خوري. بإذن من غاييل خوري

وعندما عادت خوري إلى بيروت، انتظمت في دروس خاصة لتعلّم فنون رسم تصاميم المجوهرات، على يد الرسام اللبناني برنار رينو. ورغم تسلحها بالعلم والموهبة، واجهت على الفور تحديات كبيرة عندما قررت إنتاج قطعها الخاصة. وتوضح قائلةً: ’’معروف عن صناعة المجوهرات في لبنان أنها مجال سري ومغلق على أصحابه، وتخضع لسيطرة خاصة من جانب عدد قليل من العائلات، ما يجعل من الصعب للغاية على أي شخص غريب عن هذا المجال الانضمام إليه. ولكني تمكنت، رغم ذلك، وعلى مدى السنوات الخمس السابقة، من بناء شبكة قوية من الحرفيين الذين يتمتعون بكفاءة عالية ومورّدي الأحجار الكريمة الثقات الذين لا زالوا يساعدونني على إبداع تصاميمي المعقدة‘‘.

قرطا ’سيلف بورتريه‘ من مجموعة ’سوفت ديكونستركشن‘ للمصممة غاييل خوري. بإذن من غاييل خوري

وتستطرد قائلةً: ’’وثمة تحدٍ آخر واجهته يتعلق بكوني امرأة تعمل في مجال يحتكره الرجال –في قطاع الإنتاج– الأمر الذي تطلّب أن أكون أكثر حزماً مما أنا عليه بالفعل حتى لا يستهينون بي‘‘. وتعزو المصممة نجاحها في التغلّب على هذا التمييز إلى عزيمتها القوية وتماسكها. وتقول متأملةً: ’’اليوم، تطورت علاقتي الشخصية بالحرفيين والمورّدين، ما غيّر تماماً من قواعد اللعبة‘‘.

خاتما ’كواليا‘ و’ديانويا‘ من مجموعة ’سوفت ديكونستركشن، ذا نكست برسبيكتف‘ للمصممة غاييل خوري. بإذن من غاييل خوري

وتطرقت خوري إلى بداياتها في مجال التصميم، إذ لم تربطها بالتصاميم التي تشاهدها بل بخبراتها الوجدانية. وفي ذلك تقول: ’’أعتقد أن القدرة على إبداع شيء مادي من الأشياء المجرّدة والمفاهيم المعتمدة على الأفكار والمبادئ، تماماً مثل المشاعر، هو ما يثير شغفي‘‘، وتشير إلى أعمال المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو ومنحوتات المثّال السويسري جان تينغيلي التي تجسّد تلك المفاهيم. وعن ذلك تقول: ’’تحفل أعمال بيانو بالتعقيد، وتتسم بالعديد من وجهات النظر المتباينة، عندما ننظر إليها من زوايا مختلفة‘‘. وبعيداً عن الجمال البصري، ترى خوري أن فكرها التأمّلي متأثر بالأفكار الفلسفية، ما يؤثر بدوره على العملية الإبداعية لديها. وتوضح: ’’كتابات الفلاسفة ميشيل دي مونتين، وهيغل، ونيتشه هي المنبع الدائم لإلهامي، وكلٌ منهم يمدني بالقوة لمتابعة حبّي لتصميم المجوهرات ويغمرني بمشاعر فيّاضة أعمل على ترجمتها في تصاميمي‘‘.

غاييل خوري هي مؤسِّسَة نادي ’طرابلس ألفا وان ليو‘ الذي يرشد الشباب إلى سُبل تقديم خدمة أفضل لمجتمعهم. وتتوافر قطع مجوعتها للبيع في متجر براونز في لندن، ومتجر هارڤي نيكلز داخل تاليمسان غاليري في لندن، وفي ستانلي كورشاك في تكساس، فضلاً عن توافرها على موقع Der Velden’s Auverture.com، ومتجر سيلڤي صليبا في لبنان. لمزيد من المعلومات، تفضلي بزيارة موقع المصممة غاييل خوري Gaellekhouri.com

أقراط الزفاف الراقية للمصممة غاييل خوري. الصورة بإذن من غاييل خوري

كارل لاغرفيلد يلتقط حصرياً صور أغلفة عدد سبتمبر من مجلة ڤوغ العربية.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع