تابعوا ڤوغ العربية

تعرفي على تفاصيل معــرض عـزّ الدين عليّة وبيتر ليندبيرغ الأول

تقدّم مؤسسة عزّ الدين معرضها الأول لعام 2021 في الصالة الزجاجية السقف الكائنة في شارع فيريه 18 في باريس بفرنسا تحت إشراف بنجامين ليندبيرغ وأوليفر سايلارد؛ وقد اغتنمت هذه الفرصة لتحتفل بموهبتين بصمتهما كبيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي والموضة، فجمعت أعمال بيتر ليندبيرغ وأعمال عزّ  الدين عليّة في كادرٍ روحاني عميق الجذور.

واللقاء الفني الذي جمع بيتر ليندبيرغ وعزّ الدين عليّة سمح لكلّ منهما أن يكون انعكاساً للآخر ليس الأول من نوعه، فمثل هذه اللقاءات جمعت بين أقطاب كبيرة من عالمي الموضة والتصوير على غرار لقاء ريتشارد أفيدون وكريستيان ديور أو لقاء إيف سان لوران وهيلموت نيوتن.

وكما تلتقي الأرواح المتحابّة، التقى ذوق المصور وذوق المصمم فاجتمعا على حبّ اللون الأسود فحرصا على منحه مكانةً هامة في الصور أو في الأزياء. فليندبيرغ في بحثِ حثيث ودائم عن اللونين الأسود والأبيض رغبةً منه في إبراز الأصالة في الوجوه التي يصورها، في حين يركّز عزّالدين على الملابس الأحادية اللون ليبرز حقيقة الجسم؛ بتعبير آخر يبحث كل منهما عن انطباعٍ يجسد رؤيته للواقعية الشعرية ويضع الشخصية تحت الأضواء قبل أن يرضي طموحه الإبداعي.

رغم أن المبدعين ينحدران من مناطق جغرافية مختلفة، إلا أن آفاقهما تلتقي. فبيتر ليندبيرغ ينحدر في الأصل من مدينة دوسبورغ الألمانية المطلة على هولندا وقد تلقّى تعليمه في مدرسة الفنون التطبيقية في كريفيلد. أما عزّ الدين عليّة فقد درس في قسم النحت بمدرسة الفنون الجميلة في تونس حيث وُلد وترعرع. الآفاق العظيمة هي ما يجمع بين الفنانين، سواء أكانت آفاق البحر الأبيض المتوسط أم آفاق المنطقة الممتدة شماله أم آفاق اللون الأسود. فمن تونس، اصطحب عزّالدين في أعماله الواجهات البيضاء التي تعكس ظلال المارة العميقة، أما ليندبيرغ  فقد استفاد من الهندسة المعمارية لمدينة دوسبورغ، فكانت إلى جانب الشواطئ الهولندية التي يتردد عليها خلفيةً لأعماله

لقاء فنّ يبين عزّ الدين عليّة وبيتر ليندبيرغ سمح لكلّ منهما أن يكون انعاكساً للآخر

وبينما تحوّل عز ّالدين عليّة إلى مهندسٍ يصمم الأجساد ويكتشفها ويكشف جمالها، كان ليندبيرغ يلقي الضوء على روحها وشخصيتها. وشيئاً فشيئاً أصبح الرجلان من أبرز الأسماء في مجاليهما وذاع صيتهما في العالم كله، وحلّقا في سماء البحث عن حقيقة الأمور حتى كرّسا تعاوناً قوياً نتج عنه أعمال خالدة.

من خلال الوجوه التي تعاونا على وضعها تحت الأضواء، قدّم المبدعان عملاً عظيماً أظهر تلك العلاقة الغريبة بين الضوابط والقواعد التي تميل إلى الاختفاء لتفسح المجال أمام الآخر ليلمع.

خالدة هي الأعمال التي قدمها هذين الرجلين، ولعلّ أفضل ما قد يصفها هي كلماتهما: «القليل من الكلام يكفي لمن يحسن فهم الأمور». في هذا المعرض، ستجتمع أعمال بيتر ليندبيرغ بأعمال عز الدين عليّة لتتبادلا حديثاً صامتاً يعيد إلى الأذهان تلك العلاقات الودية التي أثمرت أعمالاً عظيمة.

الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات ڤوغ العربية عدد شهر يونيو 2021 

اقرئي أيضاً : معرض اللوفر أبوظبي الأول للعام 2021: «فن الخط والتجريد»

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع