تابعوا ڤوغ العربية

“لا يمكن أن أصف سعادتي بالأمومة” نانسي عجرم في مقابلة حصريّة مع ڤوغ العربيّة

نانسي عجرم ترتدي فستاناً من ستيلا مكارتني بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

نغوص عميقاً في عالم نانسي عجرم. المطربة النجمة والمرأة الناضجة والأم الحاضرة في حياة ابنتيها، تنتظر حياة ثالثة ستدور في فلكها.

نشر هذا المقال في عدد شهر يناير 2019 من ڤوغ العربيّة

يسمّونه «افتتاناً» هذا الحب الذي يعلّق الجمهور بالنجمة. لا شك أنّ للموهبة دوراً جوهرياً، لكن لا يمكن أن نغفل سحر الكاريزما. فمًن لا يحبّ نانسي؟ وما نشير إليه هنا هو خفّة الدم ولطف الروح وبساطة التعامل مع الشهرة، إلى جانب ابتسامة العينين. «لا أؤمن بالحظ وحده سبباً للنجاح»، تقول نانسي محلّلة أسباب نجاحها، وتضيف «بدأت العمل الفني في سنّ صغيرة (في الخامسة عشرة)، واجتهدت فيه. ما زرعته حصدته. راكمت التجربة، فغنّيت منذ البداية على المسارح بقيادة فرق موسيقية. تعلّمت الأداء على المسرح، تعلّمت كيف أغنّي وأشيع أجواءً فنية لطيفة ومرحة وراقية. كما بنيت ثقافتي الموسيقية، وجمعت حولي فريقاً يساعدني ويرشدني. هذا الفريق اكتمل على مرّ الأعوام وأنا أستمع إلى آراء أعضائه وآخذ بها. الاجتهاد أساس النجاح».

نانسي عجرم ترتدي فستاناً من ديور، بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

 تنفي عجرم حصدها نجاحاً سريعاً، «قيل إنني حصدت النجاح فجأة بعد “أخاصمك آه” (2003)، لكنني قبل عشرة أعوام من تقديم هذه الأغنية كنت أغني وأتمرّن. وما زلت أحرص على التمرّن على الغناء، وأركّز على تطوير قدراتي الفنية. لقد اجتهدت ووفقني الله. هذا النجاح كُتب لي، وأنا ألمسه من خلال محبة الناس التي هي فعلاً كنز». ليست الجملة الأخيرة لازمة يتكرّر قولها في قاموس المطربة، كما تؤكد «إذا كانت هذه الجملة قولاً يتكرّر ويُنطق به من دون تفكير، فإنها حقيقة في عالمي. عندما يكون عملي الأخير قد صدر قبل عامين، لكن بطاقات إحدى حفلاتي تُباع كلّها سريعاً، يعني أن الجمهور يقصد متابعتي، ويشتاق إلى حضوري، وليس فقط إلى الاستماع إلى الأغاني».

نانسي عجرم ترتدي كنزة من ألكسندر وانغ لدى روبنسونس، وتنورة من ديور، بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

هي الكاريزما نكرّر. فما سببها؟ «الكاريزما سرّ، ولا يمكنني أن أشرّح أسبابها». لعلّ أهم أسباب هذه الكاريزما أنّ روح نانسي لم تتغيّر برغم الشهرة التي حصدتها. تعلّق قائلة «تهمّني الشهرة، وموهبتي تسمح لأغنياتي بالانتشار. لكنني لا أعيش حياة المشاهير، والأمور التي كانت تفرحني قبل الشهرة ما زالت نفسها تفرحني». وهنا تعترف نانسي بأن الشهرة انعكست اهتماماً أشدّ بعائلتها ومحيطها. «أجدني دوماً أعود إلى عائلتي، إلى الأساس الذي أستند إليه. وأسعى إلى أن أؤدي أدواري وواجباتي كاملة تجاه زوجي وابنتيّ وأهلي. أرتّب كل شيء في حياتي. أمنح عائلتي وعملي طاقتي. وأخطّط للمراحل. أخطط الآن لما سأعيشه بعد عام. أتطوّر في اتجاه مدروس وعلى طريق واضحة، وأتعلّم. فمَن لا يسعى إلى التعلّم والتطوّر، ومَن لا يحرّكه فضول المعرفة ولا يطرح الأسئلة، لن يتقدّم». 

نانسي عجرم ترتدي فستاناً من إنفولد لدى روبنسونس، بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

نانسي تتقدّم وتتغيّر وتنضج. «أصبحت في الخامسة والثلاثين، وأنضجتني الحياة والتجارب والزواج والأمومة. كما تعلّمت الكثير من حفلاتي وأسفاري التي أتعرّف خلالها إلى أشخاص متنوّعي الخلفيات وثقافات جديدة. وقد خضت تجارب غيّرت نظرتي إلى الحياة ومشاكلها وجعلتني أشدّ قدرة على استيعابها. الأمومة أيضاً أنضجتني… هو الوقت يمرّ ويثريني. وعلى مرّ الأعوام يرافقني جمهوري. يُفرحني أن الجيل الذي رافقني منذ “أخاصمك آه” كبر معي وتابع تغيّر أسلوبي وموضوعات أغنياتي. هكذا تتقدّم بي الأعوام وتنضج تجربتي وتشهد حياتي الفنية تحوّلات يواكبها الجمهور». من هذه التحوّلات التغيير الذي طرأ على مظهر النجمة وأسلوبها، والذي شهدناه في الأعوام الأخيرة، وهو جزء من خطط التطوّر التي تتبعها، حسبما تشرح. «سعيت إلى هذا التغيير في مظهري. لم أعد أستطيع أن أعكس صورة المرأة الجذابة بمرح (الـCute)»، تقول وهي تبتسم، ثم تستدرك «لكنني في الوقت نفسه أصبحت مقتنعة بأنني مهما فعلت يؤطّرني الجمهور في صورة المرأة ذات الوجه الطفولي. لعل شكل وجهي وابتسامتي مسؤولان عن هذه الصورة. هذا ما أسمعه ممن يعرفونني ويتابعونني منذ عشرين عاماً، فيقولون لي إنني لم أتغيّر. هذا الأمر يفرحني، لكنني أحب أيضاً أن أظهر في صورة امرأة لا تخشى من التعبير عن انفعالاتها وعواطفها واختياراتها من خلال أزيائها وجسمها».

نانسي عجرم ترتدي سترة من هيرميس، بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

تقول نانسي إنها قدّمت أكثر من سبعمئة أغنية وإنّها بين أغاني كل ألبوم تجد نفسها تدندن أغنيتين أو ثلاثاً هي غالباً من الأغاني التي لا تصوّرها. «هي الأغاني الطربية. أحبّها. الجمهور ما زال يطالب بالطرب، لكن الجيل الجديد يريد أن يستمع إلى أغنية لا تتجاوز مدتها الدقائق الثلاث لينتقل إلى غيرها. إلا أنّ الألحان الجميلة تواكب الأزمنة كلّها. والموسيقى هي أجمل اللغات. هي رفيقتي. تساعدني على التأمل والتعمّق في داخلي. أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية دوماً في البيت. أستمع الآن إلى بيتهوفن. أضع السمّاعة على بطني كي تصل أنغام الموسيقى إلى مسامع ابنتي. ميلا وإيلا و[زوجي] فادي ينضّمون إلينا أحياناً. لدينا غرفة موسيقى في البيت، نجتمع فيها نحن الأربعة مرة أسبوعياً ونستمع إلى الموسيقى التي تعبّر عن مشاعري من دون حاجة إلى الكلام. توصل الموسيقى الرسالة بلا كلمات. عندما أشاهد فيلماً أعرف من الموسيقى ما سيحدث في مشهد معيّن».

«لا يمكن أن أصف سعادتي بالأمومة… أتخيّل ما سيكون عليه شكل ابنتي القادمة وشخصيتها»

حين تنتظر نانسي ولادة ألبوم تفقد القدرة على النوم، وفي انتظار طفلتها الثالثة تستمتع بكل لحظة. «أتخيّل ما سيكون عليه شكل طفلتي القادمة وشخصيتها. وأنتظر بفارغ الصبر أن أرى من ستشبه بيننا، كيف ستكون عيناها ووجهها، هل ستشبه إيلا أم ميلا. أشعر بالحماسة كأنني حامل للمرة الأولى، فقد مرّت ستة أعوام على ولادة ابنتي الثانية إيلا. ولا يمكن أن أصف سعادتي بالأمومة، ما أشعر به تجاه ابنتيّ يصعب وصفه. وأنا إذا لم أحسّ بالرضا عن نفسي كأم، أو إذا كنت أواجه مشكله صغيرة في البيت، لا أستطيع أن أركّز على عملي. هذا السعي إلى القيام بالواجبات كلّها كاملة هو سبب قلقي. والقلق جزء من حياتي اليومية. أفكر الآن في مرحلة ما بعد الولادة، أتساءل كيف سأتصرّف بعد أن أضع ابنتي الثالثة، كيف سأربّيها؟ ثم ماذا لو غارت ابنتاي؟ لكن ميلا وإيلا سعيدتان بقرب ولادة شقيقتهما حتى أنهما تختاران اسمها، وقد حصرتا الاختيار بخمسة أسماء، لكنها كلّها غير واردة (تضحك). يجب أن نختار الاسم، ولا يمكن أن أترك المسألة إلى ما بعد الولادة، هذا ما قلته لزوجي فادي، وهو إننا يجب أن نحدّد الاسم، اسم ابنتنا الثالثة. البنت نعمة في حياة أهلها، فهي تبقى قريبة منهم، تمنحهم الحنان والاهتمام وتتصرّف بوعي ومسؤولية. هذا ما تعلّمته من الحياة». ثم أضافت أنها تعلّمت أيضاً أهمية العلاقات العائلية، «أحبّ الدفء العائلي والاحتفال بالمناسبات التي تجمعنا، لذا يبقى بيتي مفتوحاً للأهل والأصدقاء. الحاجة إلى الاستقرار تدفعني إلى البقاء في وطني برغم بعض التحديات التي اعتدناها وأصبحت خبزنا اليومي. وأنا أتعلّق بالأمكنة والأشياء، بالأثاث الذي أعيش بين قطعه. حين أغيّر الديكور أشتاق إلى القديم، لهذا لا أحبّ التغيير، ولا يمكن أن أحمل أمتعتي وأرحل». 

نانسي عجرم ترتدي فستاناً من بادجلي ميشكا متوفر لدى روبنسونز، بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد يناير 2019 من ڤوغ العربية

تعرف نانسي ما تريده وأي اتجاه ستسلك في المرحلة المقبلة. «أعرف ما أريده وإلى أين أنا ذاهبة، وكيف يجب أن أجدّد موضوعات أغنياتي وأي ألحان يجب أن أختار. أجلس مع (مدير أعمالي) جيجي (لامارا) ومع الملحنين والشعراء، ومع سماع الجملة الأولى أدرك أنني سأختار هذه الأغنية أو تلك، أشعر بها. ولست عنيدة إلا إذا كان الأمر يعنيني أنا شخصياً. لكن أي قرار مرتبط بعملي، وبما أسعى إلى تقديمه لجمهوري، أو يتعلّق بابنتيّ، ترينني أسأل وأستشير، وأحياناً أغيّر رأيي. وفي معظم الأحيان أتبع حدسي، لأنّه مثل قلبي لا يخونني». 

تصوير: ألڤارو بيمود كورتيس
تنسيق: كيتي تروتر بمساعدة دانيكا زيڤكوڤتش ومحمد حازم رزق
تصفيف الشعر والمكياج: لوسيانو شياريلو
العناية بالأظافر: تيبس آند توز
إنتاج: سناب 14
موقع التصوير: 8th Street Studios في دبي

نظرة إلى كواليس تصوير نانسي عجرم لغلاف عدد شهر يناير 2019

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع