تابعوا ڤوغ العربية

ڤوغ العربيّة مع ملهمات الأناقة المحافظة

من اليسار إلى اليمين ترتدي مثايل آل علي أزياءً من زهرة كرمستجي؛ وتلبس لينا الغوطي أزياءً من أناتومي وتنتعل حذاءً من جيفنشي؛ تظهر صفية عبدالله في تصميم من تصاميم علامتها دولتشي باي صفية؛ وترتدي صوفيا غودسون فستاناً من KUAYBE GIDER، توربان من نيو ريبل، نظارات ماركة روبيري أند فرود، مجوهرات من دولتشي أند غابانا؛ يسرا زين في سترة وبنطلون «فينتاج» من تيبي وتنتعل حذاء من باندورا

أحياناً تحمل الانتصارات الصغرى أهميةً كبرى. حين عاينت أبل أخيراً 12 إيموجي ستطلق خلال العام الجاري برز ضمنها وجه لامرأة ترتدي الحجاب صمّمته السعودية ابنة الستة عشر عاماً ريوف الحميضي. “أدهشني واقع غياب إيموجي يعبّر عني وعن ملايين النساء المحجّبات حول العالم”، تقول الحميضي. “أردت أن أُمثّل. أردت إيموجي يعبّر عني”. والأمر يتجاوز مسألة الرمز المستخدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. نداء أمل على موقع Change.org بعث الرسالة الآتية: “معظم النساء اللواتي يرتدين الحجاب قلن إنه لا يعكس هوية دينية فحسب بل يعبّر أيضاً عن جزء من الهوية الشخصية. هذه فرصتكم لتشهدوا التغيير!”.

ترتدي مثايل آل علي أزياء من تصميمها وتنتعل حذاء من سيلين.

في حين أن الاندماج في العالم الرقمي دليل إيجابي، لكن إيموجي الحجاب يلمّح إلى ما هو أكبر من ذلك. الاتجاه الذي بدأ يعرف النجاح منذ مدة، يقود إلى حيث المصمّمون والباعة والشراة العارفون بالموضة وأنماطها كلّهم يلقون نظرة متلهفة على: الموضة المحافظة أو المتواضعة. وبرغم حداثتها، فإن العبارة باتت جزءاً من معجم الموضة، وتُستخدم لوصف مظهر أنيق وحديث ينسجم مع الحجاب.

كل حركة تحتاج إلى أيقونتها، وقد أصبحت العارضة الصومالية ابنة التسعة عشر عاماً حليمة آدن الممثلة غير الرسمية، عالمياً، للموضة المتواضعة. اختالت آدن على منصّة عرض ييزي لكانييه ويست لخريف 2017 وعلى منصّتي ماكس مارا وألبيرتا فيريتي (إلى جانب جيجي حديد) في ميلانو. وكانت قد شاركت في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا مرتدية بوركيني، للمرة الأولى في تاريخ المسابقة.

“أريد أن تقلّب الفتيات صفحات المجلات ليرين فيها مَن تشبههن”

بينما شهدت صيحة الموضة المتواضعة انتشاراً واسعاً في الأشهر الاثني عشر الماضية عرفت أيضاً ردود فعل مختلفة بين النساء المسلمات. “يبدو منطقياً أن يتماشى الحجاب مع الموضة المحافظة أو المتواضعة”، تقول صفية عبدالله مصمّمة عباءات Dulce by Safiya. “ويتجادل الناس حول الخط الرفيع الذي يفصل بينهما. لا أشعر بالإهانة. فللحجاب دور أساسي في حياتي اليومية”. نجمة أزياء الشارع ومواقع التواصل يسرا زين لا توافق صفية الرأي، وتقول: “إذا ارتدينا الحجاب يضعون أزياءنا مباشرة في خانة الأزياء المتواضعة برغم أنها في بعض الأحيان لا تكون بسيطة ولا متواضعة. إذا كان ثمة جناح للأزياء البسيطة في المتجر أتجاوزه ولا ألتفت إليه”.

ترتدي لينا الغوطي سترة وتوب من زارا مع حقيبة وحذاء من غوتشي، ونظارات ماركة روبيري آند فرود

إذا انقسمت الآراء، فإن أمراً واحداً يبدو مؤكداً: سوق الأزياء المتواضعة أو المحافظة مربحة. تكشف الأرقام أنّ الإنفاق العالمي السنوي على الموضة الإسلامية سيبلغ 484 مليار دولار بحلول العام 2019، وسيصبح الإسلام الدين الأوسع انتشاراً في العالم بحلول العام 2075 – حالياً 23 في المئة من عدد سكان العالم من المسلمين- ليست مصادفة أن تعرف الموضة المحافظة كل هذا الزخم، والنساء المسلمات الملتزمات بها ينلن الاهتمام الذي يستحقّنه.

لنأخذ على سبيل المثال السيدات الخمس الملهمات في جلسة تصوير فوغ العربية: صوفيا غودسون، نجمة مواقع التواصل ومبتكرة المحتوى التي يصل عدد متابعيها على إنستقرام إلى 315 ألفاً؛ لينا الغوطي مدوّنة الموضة التي يتبعها على إنستقرام نحو 181 ألف متابع؛ المدوّنة التونسية السويسرية يسرا زين التي يتبعها 13600 متابع؛ وصفية عبدالله مؤسسة ومصمّمة Dulce BY Safiya التي يبلغ عدد متابعيها 18300؛ ومثايل آل علي مؤسسة شركة “تخيّل للتسويق الإبداعي” التي يستقطب حسابها على إنستقرام 276 ألف متابع. هؤلاء النساء وكثيرات غيرهن همّشن خلال أجيال بسبب الأوشحة على رؤوسهن، لكنهن يردنّ عبر حساباتهن على الأحكام المسبقة القديمة حول الحجاب.

ترتدي صوفيا غودسون بلوزة من ،دولتشي أند غابانا وتنورة من ستيلا أميليا، ووشاحاً من كشخة، وتنتعل حذاء من زين

ترى صفية عبدالله أن السلطة الرابعة مسؤولة عن هذه الصورة. “الإعلام يصوّرنا، نحن المحجبات، دوماً مختبئات خلف الرجال أو سجينات المطبخ، في حين أننا جزء من القوى العاملة في مختلف القطاعات. نحن قائدات وطبيبات وربات بيوت وأمهات وصاحبات مشاريع ريادية. لدينا احتياجات ورغبات مثل غيرنا من النساء. الخط الفاصل الوحيد هو أقل من متر من القماش”. توافق يسرا زين على كلام صفية عبدالله وتضيف: “مذعنة، خاضعة لغسيل دماغ، غير متعلّمة ولا أواكب الموضة. هذه الأحكام النمطية التي أواجه بها لأنني محجّبة، لكنها أيضاً نقيض ما أنا عليه وما أشعر به”. هذا ما تعترف به المرأة التي تشبه صورها على إنستقرام تلك الصور التي يمكن أن يضمّها كتاب عن أيقونات الموضة.

تلبس صفية عبد الله  تصميماً من تصاميماً من علامتها دولتشي باي صفية

أثبتت منصّات العروض أنها أدّت دوراً في تغيير النظرة إلى الحجاب. عروض الأزياء المحافظة أو المتواضعة خلال أسابيع الموضة العالمية قدّمت للغرب لمحة عن أساليب الأزياء الرائجة لدى النساء المسلمات. “أحبّ فكرة أن البساطة المحافظة أصبحت مبدأً أساسياً في الموضة”، تقول لينا الغوطي. وتوافقها الرأي المصمّمة صفية عبدالله: “هذه العروض أسطورية. تأخرت وبالغت في التأخر، لكن المرأة المسلمة والمحجبة تستحقها بجدارة- نحن نعيش ونتنفّس الموضة مثل أي امرأة في العالم”. لكن يسرا زين تصرّ على أن عروض الأزياء كلّها يجب أن تتوجّه إلى النساء جميعهن، وأنّ هذه العروض تصنّف تصنيفاً خاطئاً النساء المحجبات اللواتي لا يرغبن في أن توصف أزياءهن بالتواضع. “أشعر بأننا نحشر أنفسنا في زاوية عبر تخصيص أسبوع للموضة المتواضعة. ليس علينا الدخول من باب مختلف لنصل إلى العالم نفسه”. هذا ما يسعى إلى التعبير عنه الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لفاشن فورورد بونغ غيريرو من خلال تقديم أساليب متنوّعة خلال أسبوع الموضة الذي يقام في دبي مرتين سنوياً. “منذ إطلاقه في أبريل 2013 اعتمد فاشن فورورد في صميمه مبدأ الشمول”، يقول غيريرو. “تمثّل المنصّة صورة جماعية لمواهب التصميم في المنطقة. طالما سلّطت الأضواء على الأزياء المتواضعة في أسبوع الموضة فاشن فورورد، وسيستمر هذا التركيز عليها طالما أن المصممين في المنطقة يبتكرون مجموعات تسير في هذا الاتجاه”.

ثمة أمر تتفق عليه النساء المحجّبات، وهو أن موضة الطبقات الرائجة الآن إلى جانب الحرص على ابتكار العباءات والأوشحة جعلا التسوّق تجربة أسهل. في الماضي كانت الخيارات محدودة، كثيرات يتذكرن رؤية أمهاتهن منهمكات في خياطة أوشحة لرؤوسهن. ماركة أميريكان إيغل أطلقت أخيراً أوشحة للرأس مصنوعة من الدنيم، وحليمة آدن هي العارضة في حملة الترويج لهذه الأوشحة. ومنذ عام 2016 بدأت دولتشي أند غابانا تقديم مجموعة للعبايات والأوشحة. أما كارولينا هيريرا، فقد أطلقت مجموعة عباءات في أبريل الماضي، كما أن ماركات مثل DKNY ومانغو وتومي هيلفيغر تقدّم مجموعات خاصة بشهر رمضان. أما نايكي، فقد ابتكرت حملة “نايكي مع الحجاب”، وتعاونت مع مدرّبة الركض منال رستم والمتزلجة زهرة لاري، شخصية المستقبل الأولمبية، لإبداع التصاميم. تقول لاري: ” شعرت بسعادة كبرى وغمرتني عواطف دافئة عندما رأيت نايكي تعرض نموذج المرأة المحجبة”.

ترتدي يسرا زين بلوزة بقلنسوة من إتش أند إم، بنطلوناً من كورتيفل، وتنتعل حذاء من زارا

“سوق الأزياء البسيطة واسعة وغير مستغلّة إلكترونيّاً”، تقول غزلان غوينيز مؤسسة موقع التجارة الإلكترونية الفخم “ذي موديست”. الموقع الذي يتخذ من دبي مركزاً له يتوجه إلى السوق العالمية، وتذكر غوينيز مواقع التواصل كأداة أساسية تجمع النساء. “يمكن أن تلهم تلميذة في لندن فاشونيستا في ماليزيا. يحصلن على المعلومات الجديدة من جمهور نسائي عبر الإنترنت يسعى إلى الجمع بين قيم الإيمان والموضة”.

التأكيد على خصوصية الأزياء المحافظة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لكن الغاية تبرّر الوسيلة. في رأي يسرا زين الهدف واضح: “أتمنى في يوم من الأيام أن نسمّي الموضة المحافظة موضة فقط”.

كيف أصبحت الأزياء المحافظة صيحةً رائجةً في عالم الموضة من شرقه إلى غربه

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع