قدمت شركات المنتجات الفاخرة عروض ما قبل الخريف هذا الموسم بذات الحماس والإنفاق اللذين كانا يقتصران في السابق على عروض ريزورت. وبينما قدمت شانيل عرضها في معبد دندور بمتحف ميتروبوليتان للفنون، أخذ مصمم علامة ڤالنتينو، بيير باولو بيتشولي، مجموعته لما قبل الخريف بعيداً إلى طوكيو، فيما اتجهت علامة كوتش إلى شنغهاي. وبالطبع كانت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي هائلة.
ألا أن مصمم علامة لوي ڤويتون، نيكولا جيسكيير، الذي أقام عرض مجموعة ريزورت من إبداعه في مؤسسة ماغ بجنوب فرنسا في شهر مايو الماضي، لم يقدم عرضاً لموسم ما قبل الخريف بشكل خاص، ولكن ما قدمه لم يكن أقل شأناً من ذلك: إذ أجرى جلسة تصوير لدليل تصاميمه بعدسة الفنانة كوليير شور التي لطالما تعاونت في السابق معه، وكانت الجلسة من بطولة نجماتٍ من مثيلات أليسيا ڤيكاندر، وجينيفر كونلي، وروث نيغا، ولورا هارير. ولطالما ارتبطت دنيا الموضة بعلاقة متبادلة مع هوليوود، إلا أنَّ جلسة التصوير هذه -والتي أجريت في نيويورك على مدار يومين قبل الكريسماس بوقتٍ قصيرٍ داخل ما وصفه جيسكيير بأنه: تجهيزات مفعمة بالبراعة- تجعل من التعاون أمراً جلياً [بين العالمين]. وتضمن فريق العمل 17 فنانة من مختلف فروع فنون الأداء، ومعظمهن وجوه دائمة الحضور في الصفوف الأمامية لعروضه. وتم تصوير مرشحات جوائز الأوسكار والفائزات بها إلى جانب وجوه جديدة مثل كيلسي أسبيل، وإنديا مور، ويوراسايا سبيربوند.
وفي اتصال هاتفي معه من باريس، أوضح جيسكيير الدافع وراء تشكيل فريق العمل المرصع بالنجمات هذا على النحو التالي: “كلما عملتُ أكثر، أصبح الأمر يتعلق أكثر باستجابتهن لي. ومن الملهم رؤية الحياة الثانية للأزياء. وبالنسبة للمجموعة ’البينية‘، والتي لا نقيم لها عرضاً فوق منصة العروض، ظننتُ أنه سيكون من الرائع الأخذ بوجهة نظرهن”. وقد عمل المصمم إلى جانب منسقة أزيائه لوقتٍ طويل، ماري-أميلي صوڤي، لتنسيق إطلالات “شعرت النساء أنها مناسبة لهن”. وارتدت ليا سيدو ثوب سايرن واي ضيقاً زينته طبعات الأزهار مع فتحة ياقة واسعة مثلثة الشكل، في حين ارتدت كليلا سترة بشكل دثار مربع النقش فوق فستان عليه طبعات الأزهار وتحته بنطلون مزدان أيضاً بطبعات أزهارٍ متخالفة، وارتدت دونا باي كنزة فضفاضة مربعة النقش وتنورة بطبعة الحيوان. ومعظم النساء حملن حقائب لليد، ما سماه جيسكيير “انقلاباً” على الموديلات التي شوهدت في السابق على منصة العروض.
ودون عرضٍ رسمي، فإن ما قبل الخريف يشكل فرصةً لجيسكيير للبحث بين قطعٍ كان لها رواجٌ واسع في الماضي القريب وأفكار تحمل مجالاً أوسع للاستكشاف. على سبيل المثال، الحذاء عالي الساق بالكعب السميك هو نسخة مطورة من حذاء السنيكر “أركلايت” الذي لاقى رواجاً كبيراً وعرضه في ربيع 2018، وهو مثله تقريباً من ناحية وزنه الخفيف للغاية. وارتدي زونغ تشوسي معطف بيكوت بحرياً رائعاً بكتفيّ معطف الرغلان وكمين مستديرين من مجموعة جيسكيير لربيع 2019. ولكن سيكون من الخطأ قول إنها مجموعة من القطع الأساسية، وخاصةً فيما يتعلق بطريقة تنسيق الإطلالات، مع طبعات متضاربة ومزاوجات مرتجلة بين القطع، ونقوش متصالبة مألوفة، ورسومات زخرفية لامعة لطبعات الحيوانات.
وعَرْض مزيجٍ من القطع الريفية مع القطع الحضرية للغاية هو أمرٌ جديدٌ بالنسبة لجيسكيير الذي لطالما اتسمت تصاميمه بطابعٍ مستقبلي يشبه أفلام الخيال العلمي وقصصه. حتى إنه ذكر طائفة الأميش كمرجعٍ للمجموعة. وبالرغم من أن فستانيّ ڤيكاندر وكلوي غريس موريتز من قماش الكاليكو والدانتيل أبعد ما يكون عن البساطة، إلا أن شيئاً من طابع المرأة الرائدة يتسلل عبر القصات ذات الأحزمة. يقول المصمم: “رؤية الثقافة الأمريكية هذه، الرائدة – أحب أن هذا أمراً غريباً علينا، فليس له انعكاسات في الثقافة الفرنسية”. هناك تفاعل ملائم ومختلف في ذلك. وفي مايو، سينقل جيسكيير مجموعته لوي ڤويتون كروز إلى نيويورك. وستكون هذه المرة الأولى التي يقيم فيها عرضاً بالولايات المتحدة منذ العام 2002، وهو أمدٌ بعيدٌ في عالم الموضة، منذ أن كان ما يزال وجهاً جديداً في دار بالنسياغا.
والآن اقرئي: خمسة نجوم من العالم العربي يشعلون بإبداعاتهم ساحات الفن والثقافة والترفيه
نُشِر للمرة الأولى على Vogue.com
