تابعوا ڤوغ العربية

هكذا أبصر أكبرُ موقعٍ إلكتروني للأزياء المحتشمة النورَ

 

كانت رغبة الجزائرية غيزلان قنز في ارتداء أزياء محتشمة وأنيقة تحتّم عليها أن تعدّل تصميم تلك الأزياء أو أن تصنعها بنفسها. وسعياً لتغيير هذا الواقع بعزيمة راسخة، أطلقت موقعَ ذا موديست، وعلى هذا النحو تحوّلت إلى أحد أبرز اللاعبين في قطاع الأزياء اليوم.

“لا أعلم لماذا استغرق الأمرُ هذا الوقت الطويل لإطلاق منصة مثل ذا موديست، لكني أعلم الهدف الذي أطلقتها من أجله. ورثتُ حبِّي للأزياء عن والدتي – لطالما كانت فاتنة وتستمتع بالتأنّق والعناية بمظهرها – ولكن كان العثور على الأزياء المناسبة أمراً صعباً بالنسبة لنا، حتى فيما بين بيروت ودبي، وكان عليَّ قضاء أوقات أطول كثيراً من تلك التي تقضيها المرأة العادية في الحصول على ما تبحث عنه. ووجب عليَّ دوماً تعديل الأزياء، فإما كان عليّ أخذ تلك الأزياء إلى خيّاطة لتخيط شقّاً أو فتحة فيها أو لتغلقها، أو كان عليَّ ارتداء طبقاتٍ متعددة من الملابس بدلاً من ذلك. أما فيما يتعلق بفساتين السهرة، فكان علينا تصميم القطع من الألف إلى الياء.

نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد أبريل 2019 من ڤوغ العربية.

أودُّ أن أقول إنني كنت جالسةً في المنزل في أحد الأيام وفجأةً غمرتني لحظة التحوّل هذه، لكن فكرة إطلاق ذا موديست بقيت تتردّد في ذهني، ووصلتُ إلى مرحلةٍ عرفت فيها أنَّ عليَّ القيام بشيء مختلفٍ. مررّتُ بمشاكل ولحظات من الشعور بالإحباط، وأدركتُ أنه كان هناك ملايين النساء يواجهن التحدي ذاته – عرفتُ أنه بإمكاني الحديث إليهن من أجل تحقيق هدف.

في العام 2015، تركتُ عملي وقضيتُ نحو ستة أشهرٍ في السفر عبر الشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة، والتحدُّث إلى صديقات صديقاتي والنساء اللواتي تعرَّفت إليهن. أردتُ فهم الطريقة التي يرتدين بها الملابس، الطريقة التي تعاملن من خلالها مع تحديّ الأزياء المحتشمة، ومَن المصممون الذين يعجبون بهم، وما الذي لا يردنه، ومفهوم تجربة التسوُّق المثلى بالنسبة لهن. غمرتُ نفسي في [محاولة] فهم هؤلاء النساء اللواتي خضن تجارب مختلفة عن تجربتي وقدمن من مناطق مختلفة. وفي بداية العام 2016، وظّفت أول موظفٍ عندي، ومن هناك استغرق الأمر عاماً لبناء الفريق والبنية التحتية والتكنولوجيا ومنصة العلامات والقيام بكل ما سمح لنا في النهاية بإطلاق موقع TheModist.com في الثامن من مارس عام 2017.

وكان إطلاق الموقع في اليوم العالمي للمرأة متعمَّداً، لأن فريق ذا موديست يدور برمته حول النساء. وعندما نتخذ قرارات في العمل، نفكر على نحوٍ متواصلٍ في المرأة المحتشمة، وما تبحث عنه، وماذا بوسعنا عمله لتعزيز تجربتها. وهناك أيضاً فكرة تمكينها. نحن نمكِّن هذه المرأة لتلبس بالطريقة المحتشمة، التي اختارتها هي. نؤمن بفكرة حرية الاختيار، وأن اتخاذ خياركن الشخصي هو أكثر الأمور تمكيناً.

وقد قررنا إطلاق موقعٍ التسوّق الإلكتروني بدلاً من افتتاح متجر تقليدي لأننا أردنا الوصول إلى النساء في كلِّ مكانٍ حول العالم. وأطلقنا الموقع بدايةً بعرض منتجات 75 علامة، ومن اليوم الأول قمنا بشحن [طلبيات] إلى 120 بلداً. وكان التحدي الأكبر هو جعل العلامات تستوعب مفهوم الاحتشام، ففي العام 2016، لم يسمع أيٌّ من المصممين ومسؤولي العلامات الذين جلستُ معهم عن الاحتشام. كانوا يجيبون بأسئلة من قبيل: ’هل تقصدين البرقع؟ هل تقصدين العباية؟‘ هذا ما كانوا يعتقدونه حقاً. وعندها كنّا نوضح لهم رؤيتنا.

أجل، قد تكون العباية جزءاً منها، ولكننا أريناهم أن هناك طيفاً كاملاً من النساء يُعتبرن محتشمات الملبس. نتعاون مع مصممين على رتق شقٍّ أو إضافة كمٍّ كي تصبح القطعة مناسبةً للزبونة المحتشمة. ما زلنا نحترم جوهر العلامات وتكاملها، ولكن من الرائع مشاهدة مصممين يستمدون الإلهام والحماس من المرأة المحتشمة، والتحديات التي تواجهها، وما تبحث عنه. وعلى الرغم من توفر خدمات التفصيل حسب الطلب، لا تزال هناك فجواتٌ في السوق، وكذلك قطعٌ وفئاتٌ، ونجد أنه من الصعب الحصول عليها، لذا أطلقنا علامتنا الخاصة،  ليّور، لسدِّ هذه الفجوة.

ومنذ إطلاق موقع ذا موديست، شهدنا تغيُّر لغة الحوار، فالعارضات المحجبات يتهادين الآن فوق منصات العروض ويظهرن على أغلفة المجلات. دخلنا مرةً إلى غرفة عرض أحد المصممين الذين نعرض تصاميمهم، وكان هناك كثيرٌ من قطع المجموعة التي تعتبر محتشمة. قلتُ للمصمم إنها جميعها جميلة للغاية وثمة الكثير مما يناسبنا من قطعها، وأجاب: المرأة التي تمثلينها هي الآن بمثابة لوح أفكارنا‘، وأسعدني ذلك. إن كانت المرأة التي نقدم لها خدماتنا تستقر في ذهن هؤلاء المصممين، إذاً فقد حققنا إنجازاً فارقاً.

ولم أشأ منذ البداية أن يكون الموقع للأزياء المحتشمة بشكلٍ مخيف، فهذه المرأة لا تهتم بذلك، إنها طريقتها في الحياة لكنها لا تريد رؤية الاحتشام، بل تريد رؤية أزياء محتشمة. يجب أن تتمتع بالطابع العملي المناسب لها، وهذا هو الفرق. نحن لا نخجل من الاحتشام ولا من طريقتنا في التعامل معه، ولا نخفي أيَّ شيءٍ في الأزياء. نخاطب مجتمعاً من النساء. ولا يتعلق الأمر بالمرأة في سن العشرين أو الستين أو بالمرأة المسلمة أو الشرق أوسطية. بل يتجاوز الموقعُ كل هذا.

وقد استثمر موقع فارفيتش مؤخراً معنا، لأن المسؤولين عنه يتفهمون نجاح موقع ذا موديست وهدفه. أنا متحمسة لذلك. عقدنا شراكةً معهم في نهاية العام الماضي وقد لمسوا النمو. وسيضيفون الكثير من القيمة بما يتجاوز أهمية الاستثمار. عندما تنظرون إلى التقنية والابتكار في دنيا الأزياء، ستجدونهما يتجسدان في القادة، وبالنسبة لنا سيكون ذلك قيّماً للغاية.

أنا في غاية الفخر بما قد حققناه خلال عامين، وأثمن درس تعلمته في الرحلة هو عدم السماح للآخرين بأن يملوا عليكم ما بوسعكم فعله أو عدم فعله. لو أصغيتُ إلى جميع من قالوا لي ما بوسعي أن أكونه في الحياة، كنت سأكون شيئاً مختلفاً للغاية”.

والآن اقرئي: اثنتا عشرة امرأة محتشمة من جميع أنحاء العالم يطلعننا على ما تعنيه الأناقة بالنسبة لهن

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع