غابرييلا هيرست في عرض مجموعة ربيع 2019.
بين المخلفات البلاستيكيّة، والدعوات المطبوعة، والزهور والديكورات، لا شكّ أن لعروض الأزياء التي تقام موسميّاً ويتم التحضير لها قبل أشهر تأثيراً سلبياً على البيئة. ولكن المصممة غابريلا هيرست قد أعلنت أخيراً عزمها على أن تحد من تأثير البصمة الكربونيّة لعرضها المقبل لمجموعة ربيع 2020 في أسبوع الموضة في نيويورك.
تعمل المصممة المستقرة في عاصمة الموضة الأمريكيّة بالتعاون مع منظمتي بيراو بيتاك وإيكو آكت للاستشارات الدوليّة المختصّة بحلول الاستدامة حسب ما أفادت مجلّة ڤوغ الأمريكيّة، حتى تتمكن وللمرّة الأولى في عالم الأزياء من الحد من البصمة الكربونية لعرضها.
كيف ستتمكن هيرست من القيام بذلك؟ الإجابة بديهيّة أكثر مما تتوقعون، حيث ستقوم المصممة باختيار العارضات اللواتي لا تتطلب مشاركتهن في هذا العرض سفراً بالطائرة، وستعتمد في ضيافة العرض على الأطعمة المصنوعة من المواد الغذائية المحلية والموسمية، كما ستقلل من استخدام الأجهزة في كواليس عرضها. ليس ذلك وحسب، بل أنها ستتبرع كذلك بتكاليف الطاقة لمشروع Hifadhi-Living في كينيا، حيث سيتم توفير مواقد طهي للأسر المحتاجة، ليسهم ذلك بالتالي في الحد من استخدام الحطب والأخشاب، والضرر الناتج عن الأبخرة التي تصحبها.
غابرييلا هيرست مجموعة ريزورت 2020.
على الرغم من أن ضيوف العرض يسهمون كذلك في زيادة أثر البصمة الكربونيّة عن طريق المواصلات التي ستأخذهم إلى موقعه في العاشر من شهر سبتمبر، قررت غابرييلا أن تعوّض عن ذلك بتبرع تقدمه باسم ضيوفها إلى منظمة “أطفالنا” في ولاية أوريغون وهي منظمة غير ربحيّة تطالب الحكومات بإيجاد حلول مستدامة تساعد في استقرار حالة المناخ للأجيال القادمة. بالإضافة لذلك ستقدم المصممة لضيوفها أوشحة مطبوعة بصور لحيوانات منقرضة، ومن المنتظر أن تظهر هذه الأوشحة على منصة العرض.
في الواقع اتجهت العديد من العلامات إلى تقديم حلولاً للحفاظ على البيئة في مجموعاتها خلال السنوات الماضية، فقطعت علامات بارزة مثل غوتشي وشانيل وڤيرساتشي ومايكل كورس استخدام الفرو الطبيعي والجلود النادرة في منتجاتها، ولعل عرض هيرست هذا يلفت انتباه عالم الموضة إلى البصمة الكربونية التي تخلفها عروض الأزياء الموسمية وتأثيرها البالغ على البيئة، لنرى تغييراً في هذه الجهة خلال المواسم المقبلة.
