نشر هذا المقال للمرّة الأولى داخل عدد شهر سبتمبر 2018 من ڤوغ العربيّة
«نيكي ميناج، حقاً؟» تسألني الوجوه المدهوشة. أصف ردود فعل الأصدقاء والمقرّبين خلال الأشهر القليلة الماضية حين كنت أعلن هنا وهناك اسمَ النجمة التي اختيرت لتشرّف غلاف عدد سبتمبر 2018 من ڤوغ العربية. أسلوبها جريء وكلماتها غير خاضعة لأي رقابة، لعلّ ميناج، إحدى أجرأ النساء في عالم صناعة الموسيقى، تمثل بالنسبة إلى البعض خياراً غير متوقّع من ڤوغ العربية. لكن في الموضة، الالتزام بالمعايير المتوقّعة ليس مسلّياً كخرق القوانين من وقت إلى آخر. استوحوا من مجموعات الخريف والشتاء التي نفصّلها في هذا العدد: أكتاف ضخمة وقبعات عريضة لدى مارك جايكوبس، عارضات من كوكب آخر تحوّلت أجسادهن إلى لوحات لدى موسكينو، وألوان حمضية لدى بالمان وبرادا.
تحت الشعر المستعار الوردي ومفرقعات «البوب» ما جذب انتباهي في ميناج هو موهبتها وبراعتها في إدارة الأعمال. بعدما هاجرت إلى الولايات المتحدة من ترينيداد وتوباغو انطلقت المغنية في العمل نادلةً تكتب كلمات «الراب» على دفاتر تسجيل الطلبات. وبعد عشرة أعوام لا تزال تكتب وتنتج كل أعمالها التي أصبحت الأكثر انتشاراً ومبيعاً لتجعلها مغنية «الراب» الأكثر نجاحاً في العالم. ولا عجب أن ألبومها الجديد، بعنوان «ملكة»، والذي أطلقته بعد توقف استمرّ أربعة أعوام، حصد المركز الأول في 86 بلداً منها الإمارات والسعودية ولبنان وفلسطين. قصة بطلة سبتمبر التي أنتجها وصوّرها فريق مؤلف من نساء تمثّل غلاف ڤوغ الأول لميناج، وهو أيضاً أحد أغلفة ڤوغ العربية الأكثر نجاحاً حسبما أثبتته مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال إنجاز هذا العدد سُررت بالتعرّف إلى مبدعين فذّين، كالراقصين النجمين ميريام أولد براهام وماتياس هايمان اللذين كشفا لنا، لمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثمئة والخمسين على إنشاء أوبرا باريس، تفاصيل مسيرتهما المهنية المثيرة، من المغرب إلى أهم وأضخم مسرح في باريس. وفي مصر حدّثتنا الجميلة ياسمين صبري عن تأثير النجومية التي حققتها، وعن تحوّلات السينما المصرية. في بيروت التقينا نساءً ينشطن لإثراء المشهد الثقافي في المدينة. أما جلسة تصويرهن في بيت بيروت، متحف ذاكرة الحرب، فقد حملت رمزية مذهلة. وقد تحدّثن عن أدوارهن وتحولات بلدهن الثقافية منذ انتهاء الحرب الأهلية إلى الآن.
خلال حضور عروض الأزياء في نيويورك وباريس وميلانو- أنا الآتي من دبي- ما كان ممكناً ألا ألحظ سعي العديد من مصمّمي الأزياء العالميين إلى أن يكون غطاء الرأس أو الحجاب ممثّلاً على المنصات ضمن مجموعاتهم. وتساءلت إذا كان حضور الحجاب خياراً إبداعياً أو ربما وسيلة لجذب محبّات الموضة المحافظة الميسورات. لكن النقاش المتعلّق بظهور الحجاب في عالم الموضة أكثر تعقيداً من ذلك. هذا ما يدفعني إلى أن أنهي كلمتي باقتراح مقالة رأي بقلم الكاتبة المحجبة إيمان مصطفى بار التي تناقش ما إذا كان ظهور الحجاب على منصّات العروض استحواذاً ثقافياً يقلّل من شأن رمز ديني أو إشارة مهمة إلى أنّ الغرب يحاول السيطرة على أشكال الإسلاموفوبيا القبيحة ضد النساء خصوصاً والتي تنقلها إلينا الأخبار اليومية. فكرة تستحق التأمّل.
حصرياً.. ڤوغ العربية تحاور النجمة نيكي ميناج، وإليكم لمحة سريعة على أبرز تصريحاتها