إطلالة من مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع 2019 من دولتشي آند غابانا. Indigital
تبرهن جميع الأحداث الترفيهية التي شهدتها ميلانو هذا الموسم أن عاصمة الموضة الإيطالية جديرة بشهرتها المستحقة في تقديم عروض الأزياء. فقد شارك روبي ويليامز في عرض إمبوريو أرماني الذي أقيم بمطار ليناتي وأحيا هناك حفلاً كاملاً، فيما قامت ريتا أورا بما اعتادت عليه دون أن تكترث بآراء الآخرين في عرض فيليب بلين، كما قدم مايكل نيمان عزفاً حيّاً على البيانو في عرض ميسوني، وأيضاً أخرج مايكل كلارك عرضاً راقصاً لعلامة غوتشي.
وتعتبر عروض الأزياء مكاناً ممتعاً حيث يكون التناقض بين الإبداع الخالص والعملية التجارية على أشده بحيث يمكننا أن نضع العروض عملياً في أي من الإطارين. بيد أنها قدمت موسماً مثيراً للاهتمام حتى الآن، حيث وجد الشغفُ الجديد بالأزياء البرجوازية طريقة لتبرير نمط الأزياء التي نشير إليها بالتجارية، أو سهلة الارتداء، أو في متناول اليد؛ أو أي كلمة “أكثر شياكة” في وصفها. وميلانو هي المكان المناسب لها تماماً.
تملك بربري أحد أشهر معطفين في العالم، أما المعطف الآخر فتملكه ماكس مارا. وقد قدم مصمم علامة ماكس مارا، إيان غريفيث، بثقة مجموعة باللونين البيج والجملي ستجعل قلوب النساء من الطبقة البرجوازية ترقص طرباً، وبالنسبة لأي شخص نشأ محاطاً بنساء يرتدين هذه المعاطف فإنه سيجد فيها سحراً مألوفاً. وقال غيوم مييلاند، مصمم الأزياء الرجالية لدى سلڤاتوري فيراغامو، بعدما قدم مع بول أندرو مجموعة للجنسين زاخرة بذات المبادئ: “إنها تتميز برقي مريح”.
إطلالة من مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع 2019 من سلڤاتوري فيراغامو. Indigital
وقد افتتحت ستيلا تينانت، التي حظيت بشعبية واسعة هذا الموسم، عرضها بتنورة جلدية بلون رمادي مميز تنسدل باتساع، وتيشيرت بلون الرمال، وحذاء شبكي ضخم طويل الساق من طراز الثمانينيات، وهي إطلالات بدت من عوالم بعيدة تماماً عن موجات أساليب الحياة البديلة والأجيال الشابة الثائرة على النمطية التي يزخر بها إعلام الموضة هذه الأيام. وقد انضمت إليها فندي بأزياء بألوان البيج، ما يقترح خزانة أزياء أطلقت عليها سيلڤيا ڤينتوريني فندي اسم “الأزياء العملية”. وأوضحت: “إنها أزياء ليست فقط لمناسبة معينة. فقد أردنا شيئاً للحياة اليومية: للمرأة العادية، المرأة النشيطة. خزانة أزياء حقيقية”.
إطلالة من مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع 2019 من فندي. Indigital
وقدمت كل من إترو وميسوني مجموعتين بنفس الطبيعة غير التصادمية. وإذا كانت سهولة الحصول على شيء ما ليست أمراً سيئاً، إلا أنها تجعلنا نتساءل لماذا تحاول بعض أركان الموضة كبح جماح الأزياء الطليعية. قالت ميوتشا برادا: كل ما كان يعنيني هو مناقشة ما يحدث في العالم الآن”.
“نرغب في الحرية، والتحرر، والخيال. ولكن على الجانب الآخر ثمة تيار شديد التحفظ قادم الآن. وقد أردت أن أبرز الصدام بين هذين المتناقضين. وهذا ما يحدث على أرض الواقع هناك”. وتكشف ميوتشا عن القواعد المستهلكة التي يتسم بها اليسار واليمين: الصباغة بربط القماش بعقد مقابل الزخارف الكريستالية، وبلوزات بذلات السباحة مقابل بلوزات الشيفون، والتنانير القصيرة مقابل تنانير التنس، والتيشيرتات مقابل تنانير دوشيس الحريرية. “حاولت مخالفة القواعد”، قالت ذلك ولكنها لم تكن تشير بكل بساطة إلى القواعد الرسمية. “عندما يكون ثمة مبالغة فلن يقبلها أحد: مثل المبالغة في الخيال، أو الجنون…”. وربما تجيب بذلك عن سؤالنا؛ المصممون يبحثون عن وسطية ذهبية بين قطبيّ الإبداع يمكن أن نتعلق بها جميعاً.
إطلالتان من مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع 2018 من برادا. Indigital
وقد نجحت دولتشي آند غابانا وڤيرساتشي في الاقتراب من النمط الذي يسهل التعلق به عبر استعانتهما بمجموعة متنوعة ومفعمة بالحيوية من العارضات الشهيرات من جميع الأعمار، والفتيات الذهبيات الجديدات و–كما كانت الحال في السابق– النساء من جميع الأحجام. وهذا ما تردد صداه في عرض مارني، ولكن لا يمكننا اتهام فرانشيسكو ريسو بالاندماج في مناخ الأزياء البرجوازية هذا الموسم. فبين صديريته الزرقاء بلون البحر وتنورته التي تتناثر عليها دوائر البولكا البيضاء الملونة يدوياً، والتي نسجها مع حرير مطبع يشبه وشاح التماثيل الإغريقية، وضربات اللون الأحمر الزاهي، وصديريات الوحش فرانكنشتاين ذات الجلود السميكة، كانت مارني مبدعة في جميع ما قدمت.
وقال ريسو: “أتخيل هذا المستقبل البعيد مع جميع هؤلاء الحوريات المشعثات أو الأمازونيات بتقنية الأبعاد الثلاثية. كائنات من آلهة جبل أوليمبوس ولكن معدلين جينياً”. ربما صارت الأزياء في مكان عملي يلائم الجانب التجاري الآن، ولكن سيكون هناك دائماً مجانين غاضبون بين الحشود”.
الآن اقرئي: أبرز الإطلالات التي ظهرت على منصات عروض أسبوع الموضة في باريس (حتى الآن)
نُشر للمرة الأولى على vogue.co.uk
