حملت ڤيرجيني ڤيار مجموعة كروز 2021/2022 من شانيل وطارت بها إلى جنوب فرنسا حيث أقامت عرضًا حالمًا استكملت جمالياته بإيحاءات مستلهمة من الفنان الشهير جان كوكتو والعرض الغنائي الحي الذي قدمه الفنان الفرنسي سباستيان تيليير. وهنا، يقدم لكِ أندرس كريستيان مادسن، الناقد بمجلة ڤوغ البريطانية، خمس معلومات يهمكِ معرفتها عن هذه المجموعة.
أقيم العرض في قصر كاريير دو لوميير
وصفت شانيل عرض مجموعة كروز 2021/2022، الذي أقيم في رحاب قصر كاريير دو لوميير ببلدة ليه بو دو بروڤنس، بأنه “دعوة للسفر”. وكان هذا المكان محجرًا في الماضي وتحوّل الآن إلى وجهة لعروض الأضواء الرائعة التي من شأنها أن تجتذب الجماهير بعدما تزول الجائحة. وفي هذا المكان، صور جان كوكتو عام 1959 فيلمه Testament of Orpheus الذي جمع فيه باقة لامعة من زملائه الفنانين، من بابلو بيكاسو إلى بريجيت باردو. وهو فيلم تحبه ڤيار كثيرًا و”خاصة المشهد الرائع للرجل برأس حصان أسود الذي يهبط صوب كاريير دو لوميير وظله مجزأ على جدران ناصعة البياض”، على حد قولها. وكان كوكتو بالطبع صديقًا لغابرييل شانيل وكان يدعوها في رسائله بـ”عزيزتي كوكو”. وجمعت ڤيار بين عالميهما في مجموعتها من منطلق رغبة الدار العارمة في عودة حياة السفر والترحال التي كانت سببًا في ظهور مجموعات ’كروز‘ في الأساس.
كان عرضًا بنكهة صيفية عصرية
على خلفية من الحجر الجيري الأبيض المشرب بالذهبي في قصر كاريير دو لوميير، قدمت ڤيار مجموعة عصرية مغمورة بالمشاهد المألوفة للرحلات الصيفية. تقول ڤيار: “لقد جعلتني بساطة فيلم كوكتو ودقته وشاعريته أرغب في ابتكار مجموعة نقية للغاية بلونين مختلفين تماماً وهما الأبيض الناصع والأسود الحالك”. وكانت الفساتين الغرافيكية بالأبيض والأسود تتمتع بحس بحري، وحين دعمتها الفساتين المحبوكة المزينة بالمكرميات والكابات، أكدت على صداقتها لساحل البحر. وعلاوة على ذلك، كانت التصاميم الضخمة بنمط البيبلوس وذكريات البحر المتوسط السابقة للجائحة عصيّة على النسيان. وربما كانت هذه المجموعة أكثر مجموعات ڤيار تبعث على الراحة منذ توليها زمام الأمور في شانيل، إنها مميزة حقًا وتتمثل في بدلات رياضية محبوكة من التريكو، وبلوزات من النسيج الشبكي يمكن ارتداؤها فوق تيشيرتات في إطلالات غير رسمية، وسالوبيتات من التويل مزدانة بحواف منسلة.
كان هناك فيضٌ من الشراريب والكشاكش
إمعانًا في الخفّة، حرصت ڤيار على تزيين الأزياء والحقائب بحواف من الكشاكش والشراريب التي أضفت على المجموعة بكاملها إحساسًا بالحركة الدائمة. “تعكس [المجموعة] الحداثة المفرطة لفيلم كوكتو، وأردتُ شيئًا رائعًا تمامًا”، هكذا أوضحت، مضيفةً: “كثير من الشراريب، ومن الجلد والخرز والترتر، وتيشيرتات تحمل وجه العارضة لولا نيكون كنجمة موسيقى روك، يتم ارتداؤها مع بدلات التويد المزدانة بضفائر عريضة، مع أحذية ماري جين الفضية المدببة. إنها إطلالة تستعيد طابع الحداثة خلال الستينيات وكذلك البانك…”
اتخذ من رسومات الحيوانات مصدر إلهام له
كشفت غابرييل شانيل لجان كوكتو عن حبها للحيوانات، وهو ما تجلّى في صور الحيوانات المتنوعة التي زينت شقتها الكائنة في 31 شارع كامبون. ومن جانبها، ترجمت ڤيار هذا الحب في الطبعات والنقوش المتنوعة، وكذلك في استعمال “تمائم الحظ” في تزيين قطع الأزياء التي تعكس بكل وضوح الروح الحرة للمجموعة. ومن أمثلة ذلك استخدام نقشات النجوم في إشارة إلى “نجمة الأفسنتين” التي ذكرتها شانيل في إحدى رسائلها لكوكتو. وبعد انتهاء العرض، أطلقت كل عارضة حمامة بيضاء قبل أن يصدح المطرب الفرنسي سبستيان تليي بمزيج من الأغاني الهادئة التي ترقى لأن تصحب حفل عشاء في إحدى ليالي الصيف بجنوب فرنسا.
واصلت شانيل تطوير توجهها الرقمي
منذ أن تسبب الجائحة في وقف العروض الحية وحالت دون السفر والانتقال، دأبت شانيل على تطوير تجاربها الرقمية باستمرار لتصبح أكثر شموليةً للمشاهدين والعملاء على حد سواء – رغم أنها لا تخفي حقيقة رغبتها في الرجوع للعروض الحية في أقرب وقت ممكن. وقد طالعتنا هذا الموسم بعرض فيلم قصير تم تصويره في 31 شارع كامبون بعدسة المصوّرَين إنيز وڤينود، بالإضافة إلى لوحات الإلهام التي تظهر علاقة الصداقة بين مؤسسة الدار وجان كوكتو.
أقرئي أيضاً: فلانتينو تطلق أول مجموعة لها من مستحضرات التجميل الراقية