“جادور ديور!”.. شعار تهتف به آلاف النساء حول العالم للتعبير عن عشقهن وامتنانهن البالغ لإبداعات كريستيان ديور، أكثر المصممين تبجيلاً في فرنسا، والذي ولد منذ أكثر من قرن في مدينة غرانڤيل الساحلية الفرنسية وعاش حياة حافلة مليئة بالتقلّبات. وقد تمكّن هذا الرجل الأسطوري، الذي ذاق طعم الثراء ومرارة الفاقة، من شق طريقه وتأسيس ديور، إحدى أشهر دور الأزياء في عالم الموضة والتي لا تزال تهيمن على ساحتها بقوة حتى اليوم. وقد ظل إرث هذا المبدع حيّاً في أذهاننا بجوار كبار المصممين من أمثال كارل لاغرفيلد، وإيڤ سان لوران، وكوكو شانيل، بل وتجاوز تأثير شخصيته المتقلّبة عالم الموضة.
وفيما يلي عدد من الدروس المستفادة التي يمكن أن نتعلمها جميعاً من حياة السيد ديور.
1- دعي للفن مهمة إرشادكِ
قبل اقتحامه عالم الأزياء، كان كريستيان ديور يملك متجراً صغيراً لبيع التحف الفنية في الضفة اليمنى لنهر السين في باريس حيث كان يعرض لوحات لرسامين من أمثال سالڤادور دالي وبابلو بيكاسو. ومن الجليّ أن المصمم بثّ شغفه بالفنون في صناعة الأزياء عبر إبداع التصاميم الاستثنائية. ولا تزال المديرة الإبداعية الحالية لديور، ماريا غراتسيا كيوري، تعمل على تضمين التصاميم الفنية في فساتين ديور الراقية حفاظاً على هذا الإرث.
2- لا بأس من الشعور بالخوف والتردد
قال المصمم الشهير: “لأني تأخرت كثيراً في الاشتغال بهذه المهنة التي يقضي الآخرون عمرهم في تعلمها، ولم أجد مَن يوجهني سوى حدسي، كنت دوماً أخشى الفشل بسبب جهلي. ولعل هذا الخوف من أن أظل هاوياً هو الذي حثني على التخلص من أي شك والسعي لبناء هوية المصمم، كريستيان ديور”. مما لا شك فيه أن المصمم انتابته مختلف المخاوف ودارت أسئلة كثيرة في عقله قبل أن يطلق علامته. ولقد واتته الفرصة مرتين لتأسيس داره، إلا أنه لم يسع خلفها لأنه لم يكن يرى نفسه ملائماً للقالب الثوري الذي يمكن أن يؤهله لتأسيس دار أزياء رائدة. ولم يفكر في البدء في تأسيس الدار سوى بعد أن سمع خبر صعود شريكه بيير بالمان ونجاحه التجاري.
3- ثقي بأفكاركِ واتبعيها
أطلق ديور أولى مجموعاته بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حين كانت الدول تتعافى من ويلات الحرب، وكانت عامة النساء يرتدين أزياء بسيطة مجللة بالسواد لاعتقادهن بأن الوقت ليس مناسباً لارتداء الأزياء المبهرجة. إلا أن هذه الظروف لم تمنع ديور من السعي لتنفيذ فكرته ورؤيته للفخامة والأزياء الزاهية. وبعد أن أطلق مجموعته، حفزت رؤيته تلك الآخرين حتى إنها سميت بـ”المظهر الجديد”.
4- إذا ساورتكِ الشكوك، فاختاري الأحمر
قال ديور ذات مرة: “من المؤكد أن لكل امرأة لوناً أحمر يناسبها”. وبفضل حمرة الشفاه “روج ديور 99” التي أنتجها، يمكن لجميع النساء الآن إضافة لمسة درامية باللون الأحمر على إطلالاتهن كلما أردن التميّز.
5- العالم يهتم بالتفاصيل
من المعروف أن دور الأزياء تحب إضافة الكثير من التفاصيل إلى إبداعاتها، وتؤمن ديور تماماً بفكرة سرد القصص عبر التفاصيل. وعن ذلك قال المصمم: “التفاصيل مهمة مثلما هي ضرورية. وعندما لا تكون مناسبة، تدمر الإطلالة بأكملها”. لذا يحتوي كل منتج أطلقته دار الأزياء الفاخرة –سواء كان حقيبة، أم حذاء، أم أزياء، أم حتى مجموعة ظلال جفون– على تفاصيل دقيقة تجعله يتفوق على غيره.
6- ساعدي الآخرين على النجاح
قام كريستيان ديور بتعيين إيڤ سان لوران حين كان في التاسعة عشرة من عمره. وخلال جنازة المصمم عام 1957، التُقطت صورة لسان لوران وهو يقف وحيداً وحزيناً. فإلى جانب حقيقة أنه فقد مرشده، كان على وشك أن يغدو أصغر مصمم في العالم آنذاك. ولولا ديور، لم يكن أحد لينظر إلى سان لوران بالطريقة التي يُنظَر بها إليه حالياً.
اقرئي أيضاً: آخر عرض لجان بول غوتييه يجمع الأفضل في دنيا عروض الأزياء على الإطلاق