تحتفل ڤوغ العربية في عددها لشهر مارس بإنجازين بارزين، وهما: العيد السنوي الخامس للمجلة الرائدة عالميًا في عالم الموضة والتي تُنشَر في الشرق الأوسط، وكذلك أكبر عدد يصدر من المجلة على الإطلاق إذ يضم 500 صفحة. واحتفالاً بهذه اللحظة المهمة، يزدان غلاف هذا العدد بثلاث من أقوى النساء العربيات اللواتي يمثلن العالم العربي على الساحة العالمية، وهن: مصممة الأحذية أمينة مُعادي، والفنانة نادين نسيب نجيم، ورائدة صناعة التجميل هدى قطان، واللواتي يقدمن جميعًا رمزًا قويًا للمرأة العربية العصرية كما يحطّمن الصورة النمطية القديمة للمرأة الخانعة بفضل قوتهن وجمالهن وريادتهن في مجالاتهن وتوليهن المسؤولية.
وتتناول المجلة بكامل صفحاتها موضوع النساء العربيات اللواتي ينطلقن بالمنطقة إلى العالمية، إذ يهدف هذا العدد الاحتفالي الخاص إلى إبراز انتشارهن المتنامي وتأثيرهن في العالم أجمع. وتروي هدى قطان، التي تترأس أكثر علامات التجميل رواجًا في العالم، قصتها المذهلة عندما اقترضت من شقيقتها 6000 دولار أمريكي لتطلق رموشًا اصطناعية من مطبخها، إلى أن أصبحت الآن تتربع على عرش إمبراطورية تجميل تحطم الأرقام القياسية. وبوضوح وصراحة وتمكُّن، تتحدث هدى عن التمييز والاغتراب اللذين شعرت بهما خلال نشأتها كعربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى انتقالها إلى دبي وتعرضها سريعًا للطرد من وظيفتها الأولى، بخلاف تعقيدات إدارة علامة عالمية مع عائلتها. تقول: “عندما تشتهرين ويبدأ الناس في انتقادكِ، تتعمقين في داخلكِ حقًا ويبدأ الشك يتسرب إلى نفسكِ، وتتنقلين بين قمم وأودية من القلق الرهيب. واليوم، لا أخجل من عدم سيطرتي على كل شيء. في بعض الأيام أكون فوضوية جدًا… في الواقع، أنا فوضوية كل يوم تقريبًا – ولا أفهم كل شيء. لا بأس”.
أما أمينة معادي فتشعر أيضًا بضغوط النجاح – ولكنها تواصل التفوق. وبوصفها مصممة الأحذية الأكثر طلبًا في العالم، تعكف على بناء إمبراطوريتها الخاصة – أو على حد تعبيرها: “أراها أشبه بالكون”. وقد شوهدت أحذيتها المميزة تزيّن أقدام كل النجمات، من عائلة كارداشيان إلى ريهانا، لكن أمينة فُطرت على التقدم ودفع نفسها للأمام. وفي لقاء معها بباريس، تفتح قلبها وتكشف عن الخسائر التي تكبدتها في حياتها، ومنها فقدان صديقها ڤيرجيل أبلوه، كما توضح كيف أحاطت نفسها بمجموعة مترابطة من المقربين. “إن الله يختبرك لحكمة ما، وهذه هي نظرتي للحياة. صعدتُ من الصفر إلى المئة بسرعة شديدة، ولكني لا أحمل ضغينة لأحد. أنا حماسية وعاطفية. وأحطتُ نفسي بأناس يحبونني بصدق وهذه هي السعادة”.
أيضًا، تتحلّى الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم باتزان وثقة في النفس بالفطرة. وهي بلا شك تمثل رمزًا لقوة الأنثى بالمنطقة، كما تؤمن بأن النجاح يرتبط بوضع أهداف معيّنة، والعمل بجد، وتحدي المرء لذاته، والتمتع بالإيجابية دومًا. وفي حوارها، تتحدث نادين أيضًا عن انفجار بيروت الأليم، وتكشف كيف تسبب هذا الحادث المأساوي في تغييرها، حيث تعلمت ألا تتشبث بالأشياء الصغيرة بعد الآن، وأن تقدر ما هو مهم بالفعل. تقول: “تثبت الإيجابية أنّ الحياة ستبقى جميلة، وستمضي أيًا كانت الصعوبات التي يمر بها الإنسان”. وتكشف النجمة المتألقة أيضًا عن السعر الذي دفعته مقابل الشهرة، قائلةً: “أسوأ شيء في شخصيتي كنادين نجيم هو فقداني لحياتي الخاصة بسبب الشهرة والنجاح – فثمنهما باهظ”. وتكشف أيضًا أنه رغم غيابها عن الموسم الرمضاني المقبل، فإنها تستعد لإطلاق علامتها لمستحضرات التجميل بعد طول انتظار.
وكعادتها دومًا، تأتي ڤوغ العربية في طليعة صفوف الداعمين للأصوات النسائية. لذلك، يتضمن هذا العدد المكرس للاحتفال بالعيد السنوي للمجلة أيضًا حوارًا للناشطة البيئية السيدة جين غودول مع ليڤيا فيرث، المحررة المساهمة للاستدامة، والذي تتحدث فيه عن أنه ما تزال هناك أسباب تبعث على الأمل في ظل هذا العالم الذي أصبح يكتنفه الشك والغموض. تقول: “تقف البشرية في بداية نفق طويل ومظلم للغاية، بل وخطير، ولكن في نهاية هذا النفق هناك نجم ساطع صغير… إنه الأمل، ولكن من المهم أن ندرك أن هذا الأمل يرتبط بالعمل، وليس بمجرد التمني”. وفي موضوع ملهم آخر، تشارك العارضتان فريدة خلفة وكارلا بروني -اللتان تربطهما صداقة طويلة- في أحدث عروض الأزياء، فيما تتحدى الممثلة الفرنسية فيليبين لوروا بوليو -التي تلعب دور الشخصية البغيضة بالمسلسل الشهير “إيميلي في باريس”- العمر وما يرتبط به من أعراف بعرض أروع إطلالات الموسم. وجميعهن يتحدثن عن الحياة والحب والتقدم في العمر، وعن أسباب شعورهن بالثقة والقوة أكثر من ذي قبل. تقول فريدة عن صديقتها كارلا: “عندما تتشابه أرواحنا، يحدث التلاقي. صحيح، نأتي من مكانين مختلفين، ولكنها شقيقتي”.
وعلاوة على ذلك، يسلط عدد مارس أيضًا الضوء على المطربات السعوديات الجديدات الجديرات بالاستماع إليهن حاليًا، كما يتناول عودة العارضة ورائدة الأعمال إليزا صيدناوي دلال أخيرًا إلى وطنها مصر بعد غياب دام لعامين بسبب ظروف الجائحة، في موضوع مؤثر تزور خلاله وللمرة الأولى أكثر المشروعات خصوصيةً وقربًا إلى قلب والدها المهندس المعماري. وبينما تربط بين ماضيها ومستقبلها، تقول إليزا: “ما يجعلني مصرية هو عشقي للحياة والتواصل بين البشر”. ويحتفي هذا العدد أيضًا بعلامة “أكوازورا” بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها بجلسة تصوير مميزة للأميرة ماريا أولمبيا أميرة اليونان والدنمارك. كما يستعرض التحف الاستثنائية التي أعارها سمو الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني لفندق دو لا مارين بباريس. وتضم مجموعة آل ثاني تحفًا إسلامية رائعة تبرز فنون كل من الدولة العثمانية بتركيا، والدولة الصفوية بإيران، وسلطنة مغول الهند، والتي تشهد كلها على روعة الرسومات والتحف المعدنية والخشبية والخزفية والمنحوتات من الأحجار الصلبة من حضارات ثرية ومبجلة. وبما أن هذا العدد مكرس بالكامل للاحتفال بالعيد الخامس، فإنه يضم عدة موضوعات احتفالية عن الموضة، ورائدات الأعمال، والنجمات الصاعدات، وصاحبات المواهب الفذة بالمنطقة.