تابعوا ڤوغ العربية

8 طرق اعتمدتها كبرى علامات الأزياء لمواجهة أزمة المناخ في 2019

الصورة: Getty

الصورة: Getty

سيدخل عام 2019 التاريخ باعتباره العام الذي أخيراً بدأت فيه صناعة الأزياء الاهتمام بأزمة المناخ. وسواء أكان ذلك بفضل تأثير كلمات غريتا تونبرغ وخروج الملايين في الشوارع في شتى أنحاء العالم للاحتجاج، أو تحذيرات العلماء الصارخة من أن الوقت ليس في صالحنا لمعالجة الانبعاثات الضارة، أو زيادة وعي المستهلكين بالأثر الذي تحدثه ملابسهم على البيئة، فها قد بدأت هذه الصناعة تكثف جهودها بشكل كبير فيما يتعلق بهذا الصدد.

“هناك عوامل كثيرة أوصلتنا لهذه النتيجة: منها شن حملات على مدار أعوام عديدة تنادي بصناعة أزياء أكثر استدامة وعدلاً، وإطلاق أفلام منها الفيلم الوثائقي “التكلفة الحقيقية” والذي شاهده الملايين في كل أنحاء العالم” هكذا صرحت لمجلة ڤوغ ليڤيا فيرث مؤسسة شركة إيكو إيدج وصاحبة فكرة تحدي السجادة الخضراء، مضيفة “الحوادث المريعة التي تقع بالمصانع في شتى أنحاء العالم، وحركة التحرر من البلاستيك وتأثير كلمات غريتا تونبيرغ، [هذه هي] كل القطع المكونة لأحجية كبيرة يتضح حلها أكثر وأكثر”.

“في عام 2019، شهدنا تغييراً جذرياً في الاهتمام بالاستدامة بوجه عام، وبأزمة المناخ بوجه خاص. والآن، بات الموقف واضحاً للجميع: نحن بحاجة للإسراع من وتيرة التغيير والعمل معاً” هكذا قالت ماري كلير داڤو، رئيسة قسم الاستدامة ورئيسة الشؤون المؤسسية الدولية لدى كيرينغ مضيفة “وقد سلط ميثاق الموضة الذي وقعت عليه 32 شركة من كبرى شركات الأزياء وعرضته على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل قمة مجموعة الدول الصناعية السبع مباشرة على هذه القضية على مستوى العالم، وقد نجح في الاستحواذ على انتباه الرأي العام”.

رغم كل التقدم الذي تم إحرازه، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. “أدركت الكثير من شركات صناعة [الأزياء] مسؤوليتها في تغيير مسار الأمور، وقد رأينا بعض التطورات الواعدة هذا العام”. هكذا علقت إيڤا كروز الرئيس التنفيذي لمنظمة جدول أعمال الموضة العالمي مضيفة “ولكن لم تتخذ 40% من الشركات العاملة في هذه الصناعة حتى الآن أي خطوة لتجعل نشاطها أكثر استدامة. إننا نريد أن تنضم إلينا هذه الشركات وأن تتحد معنا من أجل إجراء تغيير جذري وواسع الانتشار وهو تغيير ضروري وملح في مواجهة أزمة المناخ”.

وفي السطور القادمة، تستعرض معكم ڤوغ 8 طرق اعتمدتها شركات صناعة الأزياء من أجل مواجهة أزمة المناخ في عام 2019.

توقيع علامات مثل ستيلا مكارتني وشانيل على ميثاق الموضة كإجراء لمواجهة هذه الأزمة

في علامة واضحة على تضافر الجهود في هذا المجال، قامت 250 علامة من بينها شانيل  وستيلا مكارتني ونايكي بتوقيع ميثاق الموضة لمجموعة الدول الصناعية السبع الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومجموعة كيرينغ المالكة لعلامة غوتشي في أغسطس. وكجزء من الاتفاقية، يتعهد الموقعون بثلاثة التزامات رئيسية وهي: وقف الاحترار العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات بحيث يصل مستوى صافي الانبعاثات صفراً بحلول عام 2050، واستعادة التنوع البيولوجي، وحماية المحيطات. ويسير هذا الميثاق على خطى ميثاق الأمم المتحدة للأزياء الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 وتتعهد بموجبه 43 علامة بالحد من الانبعاثات بحيث يصل مستوى صافي الانبعاثات صفراً بحلول عام 2050.

اقرؤوا أيضاً: مصممون عرب من جيل الألفية يقودون حركة الاستدامة في المنطقة

جانب من عرض شانيل ميتييه دار. Getty

جانب من عرض شانيل ميتييه دار. Getty

تضامن شركات صناعة الأزياء مع حرائق غابات الأمازون

كانت حرائق الأمازون المدمرة التي نشبت في أغسطس وشهدت انتشار أكثر من 30 ألف حريق منفرد بين أكبر غابة مطيرة في العالم بمثابة دعوة أخرى لإيقاظ رواد صناعة الأزياء هذا العام، ولاسيما مع ارتباط إنتاج المنتجات الجلدية والأقمشة مثل الفسكوز والرايون والمودال بتدهور الغابات المطيرة. لذلك، تبرعت مجموعة إل ڤي إم إتش، المالكة لعلامتي  لوي ڤويتون وديور وغيرهما، بمبلغ 10 ملايين يورو في محاولة منها للمساعدة في التصدي لحرائق الغابات، بينما أعلنت كل من إتش آند إم وڤي إف كوربوريشن، مالكة علامتي تمبرلاند وڤانز، بأنهما ستتوقفان عن شراء الجلود من البرازيل.

معاوضة الانبعاثات الكربونية في صناعة الأزياء

جميعنا يعلم أن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة أمر بالغ الأهمية في التصدي لأزمة المناخ، ومن الطرق التي انتهجتها العلامات في عام 2019 لتحقيق ذلك كانت معاوضة الانبعاثات الكربونية. ففي شهر سبتمبر، أعلنت علامة المصممة غابرييلا هيرست أن عرضها في نيويورك سيكون محايداً كربونياً، وتلتها في ذلك دار أزياء بربري في لندن. وبعدها، أعلنت شركة غوتشي وشركتها الأم كيرينغ أنهما ستتبنيان عمليات تشغيل وسلسلة توريد محايدة كربونياً تماماً عن طريق معاوضة أي انبعاثات لا يمكن خفضها أو تجنبها بطرق أخرى. وفي نوفمبر، أطلق ماركو بيزاري الرئيس التنفيذي لشركة غوتشي ورئيس مجلس إدارتها تحدي الكربون المحايد، وحث الشركات الأخرى على أن تحذوا حذوه في التصدي لأزمة المناخ.

كانت الاستدامة هي التيار الأضخم في عروض أزياء ربيع وصيف 2020

كانت الاستدامة هي التيار المهيمن على عروض أزياء ربيع وصيف 2020، ذلك على الرغم من اختلاف مستوى الالتزام إزاء البيئة من علامة لأخرى. فقد شهد عرض ديور وجود الأشجار على منصة العرض، فيما قدمت علامتا ميو ميو ولوي ڤويتون أطقم قابلة لإعادة التدوير بالكامل، ورأينا كذلك توظيف أقمشة معاد تدويرها للأفضل مثل التول والأورجانزا في عرض أزياء ألكسندر مكوين، وزجاجات بلاستيكية معاد تدويرها في عروض مارني وبرين، ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في عرض ميسوني، ومجموعة  مارين سيرالتي تركز على البيئة باسم “ماريه نوار”، والتي تعني “المد الأسود” في إشارة إلى الانسكابات النفطية.

جانب من عرض أزياء كريستيان ديور لموسم ربيع وصيف 2020. Getty

جانب من عرض أزياء كريستيان ديور لموسم ربيع وصيف 2020. Getty

حصول مصممين صاعدين يتبنون مبدأ الاستدامة على أعلى الجوائز

شهد عام 2019 أيضاً تكريماً للمصممين الشباب على عملهم في مجال الاستدامة. فقد فازت بيثاني ويليامز التي تجمع بين الممارسات الصديقة للبيئة ودعم المبادرات الاجتماعية بجائزة الملكة إليزابيث الثانية خلال أسبوع الموضة في لندن في فبراير، بينما فازت إميلي بودي المعروفة بإعادة استخدام الخامات العتيقة بجائزة مجلس مصممي الموضة في أمريكا كأفضل مصممة أزياء صاعدة خلال العام في يونيو، وعلى الجانب الآخر، فاز المصمم النمساوي الشاب كريستوف رومبف، الذي يركز بصفة أساسية على إعادة تدوير الخامات القديمة للأفضل، بجائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل رؤية في مهرجان هيريس.

برادا تعطي الأولوية لإعادة التدوير

ليست صيحة استخدام البلاستيك المعاد تدويره بجديدة على صناعة الأزياء، فقد استخدمت كل من أديداس وستيلا مكارتني المواد البلاستيكية المعاد تدويرها والمستخرجة من مياه المحيط خلال السنوات الأخيرة في مجموعات أزيائهما. وفي يونيو، أصبحت برادا أحدث علامة كبرى تستخدم خامات معاد تدويرها، وذلك من خلال مجموعتها التي تحمل اسم “رينايلون”، والتي تضم حقائب مصنوعة من شباك الصيد المعاد تدويرها. كما تتعهد علامة الأزياء الإيطالية أيضاً باستخدام النايلون المعاد تدويره فقط حتى نهاية عام 2021 كجزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقاً للاستدامة.

أديداس تسد الثغرات بطرح أحذية رياضية صديقة للبيئة

نظراً لكون صناعة الأزياء تستنزف الموارد الطبيعية بشكل كبير، دعت منظمات مثل جدول أعمال الموضة العالمي ومؤسسة إيلين ماك آرثر إلى الاتجاه نحو صناعة أزياء دائرية وهو نظام يقضي بتوفير منتجات يمكن إعادة استخدامها أو تتحلل بالكامل. وفي أبريل، حققت أديداس تقدماً كبيراً في هذا المجال بإطلاق أحذية فيوتشر كرافت لوب الرياضية والتي يمكن إعادة تدويرها بالكامل ومصممة بحيث يمكن تحويلها لأحذية ركض مرات ومرات.

تطبيق أسلوب الإيجار وإعادة البيع

من بين الطرق الأخرى التي سعت من خلالها الصناعة لتصبح أكثر دائرية في عام 2019 تبني أسلوب الإيجار وإعادة البيع. وقد شهد هذا العام تجريب علامات مثل علامتي إتش آند إم وغاني منصات التأجير الخاصة بهما، في حين انضمت للمشهد مواقع أخرى من بينها موقع هور كوليكتيڤ وأونلون في المملكة المتحدة. من ناحية أخرى، تتبنى علامات كبرى أسلوب إعادة البيع. ففي أكتوبر، أعلنت علامة بربري أنها ستقدم للعملاء الذين سيعيدون بيع ملابسهم على موقع ريل ريل تجربة تسوق شخصية كمكافأة لهم.

 عرض أزياء بربري لموسم ربيع وصيف 2020. Getty

عرض أزياء بربري لموسم ربيع وصيف 2020. Getty

نشر للمرة الأولى على موقع Vogue.co.uk

اقرؤوا أيضاً: كريم عدوشي يروي قصّة تصميمه الأحمر الذي تصدّر غلاف مجلّة ڤوغ لشهر يناير 2019

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع