تابعوا ڤوغ العربية

رسالة رئيس التحرير: لماذا تعتبر عودة حليمة آدن على غلاف ڤوغ العربية أمراً مؤثراً بالنسبة لفريق عمل المجلة

Editor-in-chief Manuel Arnaut with Halima Aden for the cover shoot inChefchaouen

أكتبُ‭ ‬كلمةَ‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬أجمل‭ ‬بقاع‭ ‬الدنيا،‭ ‬من‭ ‬شفشاون،‭ ‬وهي‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭ ‬مطليّة‭ ‬بكاملها‭ ‬بدرجات‭ ‬الأزرق‭ ‬الرائع‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬جبلين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬المغرب‭. ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬لتصوير‭ ‬غلاف‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬حليمة‭ ‬آدن‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الموضة‭. ‬يُذكَر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬قررت‭ ‬العارضةُ‭ ‬السابقة‭ ‬فجأة‭ ‬اعتزالَ‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تَعُد‭ ‬صحتها‭ ‬النفسية‭ ‬ومعتقداتها‭ ‬الدينية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬جلسات‭ ‬تصويرها‭ ‬الجريئة‭ ‬وتهاديها‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬العروض‭. ‬ولما‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬انتقادها‭ ‬للمحررين‭ ‬والمجلات‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المنشورات‭ ‬على‭ ‬إنستغرام،‭ ‬أذكرُ‭ ‬أنني‭ ‬شعرتُ‭ ‬ببعض‭ ‬الحيرة‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل،‭ ‬لأن‭ ‬ڤوغ‭ ‬العربية‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬ذَكَرَتْها‭. ‬وفي‭ ‬رأيي،‭ ‬أعتقدُ‭ ‬أننا‭ ‬كنّا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الحرص‭ ‬معها‭ ‬والحب‭ ‬لها‭ ‬أثناء‭ ‬عملنا‭ ‬معها‭.‬
وبعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬يذكّرني‭ ‬هذا‭ ‬الموقفُ‭ ‬برمّته‭ ‬بدرس‭ ‬مهم؛‭ ‬فرغم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الألق‭ ‬والبريق،‭ ‬لن‭ ‬نعلم‭ ‬أبدًا‭ ‬بِمَ‭ ‬يشعر‭ ‬الآخرون‭ ‬حقًا‭ ‬وما‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬يخوضونها‭. ‬ومثل‭ ‬جميع‭ ‬البشر،‭ ‬حليمة‭ ‬إنسانة‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تعرّضت‭ ‬لضغوط‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬–‭ ‬وهي‭ ‬نفسها‭ ‬تعترف‭ ‬بذلك‭. ‬والآن،‭ ‬نفتح‭ ‬فصلاً‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬بيننا‭. ‬لقد‭ ‬كنّا‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬ڤوغ‭ ‬تنشر‭ ‬غلافًا‭ ‬لحليمة،‭ ‬وأفخر‭ ‬بأننا‭ ‬أيضًا‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬ڤوغ‭ ‬تقدمها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الانقطاع‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬شكرها‭ ‬على‭ ‬سفرها‭ ‬معنا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬لتحقيق‭ ‬خيالي‭ ‬الإبداعي‭ (‬لطالما‭ ‬حلمتُ‭ ‬بالتصوير‭ ‬في‭ ‬شفشاون‭)‬،‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشكرها‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬حوارها‭ ‬الصريح‭ ‬الذي‭ ‬ناقشنا‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬تحفّظ‭ ‬كيف‭ ‬عالجت‭ ‬صحتها‭ ‬النفسية،‭ ‬وتمثيل‭ ‬النساء‭ ‬المسلمات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬والتحديّات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬عديدٌ‭ ‬من‭ ‬العارضات،‭ ‬وأهمية‭ ‬الأمل‭ ‬للاجئين‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬أيضًا،‭ ‬تتعرفون‭ ‬على‭ ‬هالي‭ ‬بيلي‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬مشوّق‭. ‬يُذكر‭ ‬أن‭ ‬الممثلة‭ ‬الشابة‭ ‬ستتألق‭ ‬بفستان‭ ‬حورية‭ ‬البحر‭ ‬آريل‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الحيّة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬ديزني‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬ليتل‭ ‬ميرميد‮»‬‭ ‬المقرر‭ ‬عرضه‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الفنانة‭ ‬بيلي‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬ترشيحها‭ ‬بالفعل‭ ‬لجائزة‭ ‬‮«‬غرامي‮»‬‭ ‬حينما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الدور،‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬إعلان‭ ‬اختيارها‭ ‬عاصفةً‭ [‬من‭ ‬الجدل‭] ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬تساءل‭ ‬كثيرون‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬تجسيد‭ ‬ممثلة‭ ‬سمراء‭ ‬لشخصية‭ ‬آريل‭. ‬وفي‭ ‬حوارها‭ ‬بصفحة‭ ‬108،‭ ‬تقول‭ ‬هالي‭ ‬إن‭ ‬موجة‭ ‬الغضب‭ ‬العنصرية‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬ضد‭ ‬امرأة‭ ‬سمراء‭ ‬لقيامها‭ ‬بدور‭ ‬حورية‭ ‬البحر‭ ‬الخيالية‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬صدمة‭ ‬لها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مفاجئ‭ ‬تمامًا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬هذا‭ ‬هالي‭ ‬من‭ ‬اغتنام‭ ‬اللحظة‭ ‬وتحمّل‭ ‬مسؤولية‭ ‬لعب‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الأيقونية‭. ‬
وهذا‭ ‬الشهر،‭ ‬انطلقنا‭ ‬إلى‭ ‬العوالم‭ ‬الإبداعية‭ ‬الساحرة‭ ‬لشخصيتين‭ ‬مبهرتين‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الموضة؛‭ ‬ففي‭ ‬الهند‭ ‬صَحِبَتنا‭ ‬لوتشيا‭ ‬سيلڤيستري،‭ ‬المديرة‭ ‬الإبداعية‭ ‬لمجوهرات‭ ‬‮«‬بولغري‮»‬،‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬بحثها‭ ‬عن‭ ‬الأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬المذهلة‭ ‬التي‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬ستزيّن‭ ‬أعناق‭ ‬وآذان‭ ‬وأصابع‭ ‬أكثر‭ ‬النساء‭ ‬جاذبيةً‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬فسعدنا‭ ‬بلقاء‭ ‬هاريس‭ ‬ريد،‭ ‬أصغر‭ ‬مدير‭ ‬إبداعي‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬نينا‭ ‬ريتشي‮»‬‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬أسبوع‭ ‬للموضة،‭ ‬وقفتُ‭ ‬مشدوهًا‭ ‬أمام‭ ‬تصاميمه‭. ‬تعجبني‭ ‬ثقة‭ ‬ريد‭ ‬بنفسه‭ ‬وهي‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬محلها،‭ ‬كما‭ ‬تعجبني‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إبداع‭ ‬إطلالات‭ ‬تجعلنا‭ ‬نحلم‭ ‬ونطلق‭ ‬رغباتنا‭. ‬وما‭ ‬الموضة‭ ‬إذًا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬المزيج‭ ‬من‭ ‬
المراوغة‭ ‬والشغف؟

ڤوغ توصي بـ

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع