لم يسلم العالم من جائحة كوفيد-19 التي سببها فيروس كورونا المستجد ومن تأثيراتها على الصحة والاقتصاد والقطاعات المختلفة. ولا شك أن هذه المرحلة الاستثنائية ستترك العديد من النتائج والمشاعر لدينا وأهمها القلق والخوف، مما يمكن أن يؤثر بدوره بشكل سلبي على أفكارنا وتصرفاتنا على المدى البعيد.
اعتدنا خلال الشهرين الماضيين أن البقاء في المنزل هو خيارنا الوحيد للحفاظ على سلامتنا وسلامة من نحب. وحتى لو أعلن الخبراء انتهاء الأزمة وأكدوا أن الخروج من المنزل ومزاولة الأنشطة الاعتيادية أصبح آمناً تماماً، ستستغرق عقولنا وقتاً لإعادة التأقلم مع بيئة اعتبرتها في الآونة الأخيرة مصدر خطر. تشرح لنا الدكتورة مارتا را، المديرة التنفيذية لدى مركز باراسيلسوس لإعادة التأهيل الأسباب وراء احتمالية استمرار شعورنا بالقلق عند الخروج من المنزل على الرغم من انتهاء الأزمة، وكيفية التحكم بهذا الشعور والسيطرة عليه.
أولاً: العودة إلى الحياة الطبيعية بالتدريج.. يؤكد الخبراء في مركز باراسيلسوس لإعادة التأهيل أهمية تقنيات العودة للحياة الطبيعية بالتدريج لعلاج القلق بعد نهاية الأزمة. ويعني ذلك في علم العلاج السلوكي إعادة قيامنا بالتجارب التي تسبب لنا القلق بشكل تدريجي. فعلى سبيل المثال، بمجرد أن تعود الحياة آمنة من جديد، حاولوا قضاء فترة محددة من الوقت خارج منازلكم. ويمكن زيادة هذه الفترة في اليوم الثاني، ثم في اليوم الثالث، وهكذا. وفي كل مرة تحققون فيها هدفكم، يمكنكم مكافأة أنفسكم؛ مثل الاستمتاع بمشاهدة فيلم أو ممارسة هوايتكم المفضلة. وتدريجياً، ستتلاشى مشاعر الخوف التي يسببها العالم الخارجي، وتزداد المشاعر الإيجابية المتعلقة به.
ثانياً: الالتزام بتوجيهات الجهات الرسمية.. للتحكم بالقلق بطريقة فعالة، علينا التركيز على الأشياء التي نستطيع التحكم بها والسيطرة عليها، عوضاً عن التركيز على التفاصيل الخارجة عن إرادتنا. وبالنسبة للقلق الناجم عن جائحة فيروس كورونا المستجد، يؤكد الخبراء على ضرورة الالتزام بأحدث توجيهات الجهات الرسمية واعتماد التدابير الاحترازية اللازمة عند الخروج من المنزل والاطلاع على تقارير مراكز الصحة التابعة للدولة.
ثالثاً: طلب الدعم والانتباه إلى أعراض القلق.. إذا كنتم تشعرون بالقلق حيال العودة إلى العالم الخارجي، من الجيد مشاركة هذه المشاعر بصراحة وشفافية مع الأشخاص المقربين منكم. أما في حال شعوركم بتسارع في نبضات القلب أو آلام في الصدر، أو صعوبة في التنفس، فربما تكون هذه الأعراض مؤشراً لإصابتكم بنوبة قلق. وفي مثل هذه الحالات، تشكل ممارسات التأمل مثل تقنيات التنفس أو اليوغا، حلاً فعالاً. وعلى الرغم من أن نوبات القلق تتلاشى تدريجياً عند معظم الأشخاص مع العودة إلى العالم الخارجي، إلا أنها قد تزداد سوءً عند أشخاص آخرين. وإذا تكرر حدوث نوبات القلق تلك على فترة زمنية طويلة، سارعوا للتحدث إلى الطبيب، أو طلب المساعدة المتخصصة من أحد الأخصائيين.
ختاماً، لا تنسوا أن القلق يحدث عندما نشعر بالخوف من تهديد محتمل لصحتنا وسلامتنا الشخصية. ويترسخ الشعور بالقلق عندما يكون مصحوباً بالغموض والتوتر وحدوث التغيير. لذا، وبينما نتجه نحو مستقبل غامض لا يمكن التكهن به، من الطبيعي جداً أن نشعر بالقلق حيال ذلك. لكنّ الحل يكمن في كيفية التحكم بهذا الشعور والسيطرة عليه.
أقرئي أيضاً: ديتوكس لتعزيز جمال بشرتك وشعرك خلال شهر رمضان المبارك