تابعوا ڤوغ العربية

تعرفوا إلى علامة العطور البريطانية العريقة ’فلوريس‘ التي تعشقها الشخصيات الملكية

بإذن من فلوريس

تعتبر دار فلوريس، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1730 وتقدم عطوراً فريدة مصممة حسب الطلب وأخرى كلاسيكية، من أكثر دور العطور المحبوبة في لندن لدرجة أن ملكة إنجلترا تُعد من بين زبائنها. وهنا يتحدث مدير العلامة، إدوارد بودينهام، الذي ينتمي إلى الجيل التاسع من أبناء العائلة المؤسِّسَة لهذه الدار، عن تاريخ العلامة، وحاضرها، ومستقبلها.

هل لك أن تعطينا نبذة عن تاريخ فلوريس؟

أُسِّسَت شركتنا عام 1730 على يد أحد أسلافي ويُدعى خوان فامينياس فلوريس الذي تخصص في دراسة العطور قبل أن يلتقي زوجته إليزابيث في منطقة سانت جيمس بلندن. وقد تعاونا معاً في شراء المنزل رقم 89 بشارع جيرمين الذي سرعان ما حولاه إلى متجر ومصنع للعطور، ونالا سمعة طيبة بفضل مختاراتهما من العطور الراقية. وقد ذاع صيتهما خلال فترة وجيزة لدرجة أن أفراد العائلة الملكية البريطانية أخذوا في التعطر بعطورهما، وكان لنا شرف تلقيّ أول أمر ملكي بتوريد العطور للقصر عام 1800 من صاحب السمو أمير ويلز، ثم لاحقاً من جلالة الملك جورج الرابع عام 1820. ومنذ ذلك الحين، تلقينا 17 أمراً ملكياً، ونحن اليوم صانع العطور الوحيد المُعيّن لدى جلالة الملكة، كما حصلنا على أمر من صاحب السمو أمير ويلز.

ولا يزال متجرنا الأصلي في المبنى رقم 89 بشارع جيرمين بمثابة قلب شركتنا العائلية ومنزلها حيث لا زلنا نعمل ونبدع عطورنا، بما في ذلك تقديم خدمة العطور المصنوعة حسب الطلب. وكل جيل في عائلتي علَّم هذه الصناعة للجيل الذي يليه عبر كنوز كتبنا التي تتضمن التركيبات الأصلية، ولدينا مجموعة من العطور يرجع تاريخها إلى بدايات العلامة ولكننا دائماً نضيفها إلى مجموعتنا عبر التركيبات المستلهمة حديثاً.

هل أردت دوماً أن تكون جزءاً من شركتك العائلية؟

نعم، كنت أشعر دائماً بأنه تطور طبيعي للغاية. وقد كنت دوماً أحسّ بفخر بالغ لأني أشارك في الأنشطة التجارية للعائلة وأن أمامي فرصة لترأسها وتقديم عطورنا، وقصصنا، وعلامتنا للجيل القادم من العملاء. وأحتفظ بذكريات رائعة عن زياراتي للمتجر في صغري، لذا يشعرني العمل مع العطور التي نشأت معها طوال حياتي بحنين بالغ إليها كما أنها أشبه بأصدقاء قدامى لي. وأرى أنه من المهم للغاية العناية بالعطور التي تستثير مشاعر الحنين، ولكني أشعر أيضاً بحماس شديد لأن بوسعي إضافة عطور جديدة إلى المجموعة، وأتمنى أن تغدو عطوراً كلاسيكية للعديد من الأجيال القادمة في المستقبل.

لماذا تُوْلِي فلوريس اهتماماً كبيراً بتراثها؟

تراثنا مهم لنا لأنه يؤثر في جميع قراراتنا وإبداعاتنا التي نعكف على صناعتها ويشكلها، سواء على نحو مباشر أم غير مباشر. فمجموعتنا العطرية بأكملها ومبادئ شركتنا تعتمد على تراثنا وتتشكل عبره، لذا فهو شيء نشعر نحوه بفخر بالغ ونكنّ له احتراماً كبيراً فيما ننتقل للجيل التالي.

كيف استطعتم الصمود أمام اختبارات الزمن؟

نحن شركة عائلية مستقلة لا تملك ميزانية ضخمة للإعلانات مثل الشركات الكبرى، لذا نعتمد دائماً على جودة عطورنا ومنتجاتنا وعلى زبائننا لنشر سمعة طيبة عن فلوريس. وقد نشأ الكثير منهم على عطور فلوريس ويشعرون بحنين قوي لها ويربطهم بها صلة عاطفية، فثمة إحساس معين بالارتياح تستشعرينه حين تتعطرين بعطر عرفتِه وأحببتِه لسنوات طويلة ويمكنكِ الاعتماد عليه واستخدامه لسنوات أخرى قادمة. كما أن هناك شيئاً ما يبعث في النفس الطمأنينة حين تتعطرين بعطر من صانع للعطور صمد أمام اختبارات الزمن لسنوات طويلة، ولا سيما في هذا الزمن الدائم التغير والذي تظهر فيه العلامات وتختفي سريعاً جداً.

لِمَ تعدّ إبداعات فلوريس فريدة من نوعها؟

جميع إبداعاتنا صنعتها بنفسي مع فريقنا من صنّاع العطور في دارنا الكائنة في 89 شارع جيرمين، حيث نعمل على خلط العطور منذ عام 1730 بأسلوبنا الفني الفريد باستخدام الطرق التقليدية. وأنا أشعر كثيراً بذلك لأننا نواصل صنع العطور في نفس الأجواء ونفس البيئة المحيطة التي لطالما صُنعت فيها، وهناك طاقة أو سحر ما يتغلغل داخل كل إبداع يجعله عطراً فريداً لا ينتمي سوى لفلوريس.

مدير فلوريس إدوارد بودينهام. بإذن من فلوريس

ما العطور الأكثر شهرةً في فلوريس؟

لدينا العديد من العطور الشهيرة لأن لدينا بكل بساطة عطوراً في تشكيلتنا يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر واستمرت عبر قرون حتى يومنا هذا. وأحد أكثر عطورنا شهرةً يحمل اسم “نامبر 89″، وهو رقم متجرنا ومصنعنا للعطور بشارع جيرمين. وقد صنع جدي هذا العطر عام 1951 واستخدمه مؤلف سلسلة روايات جيمس بوند، إيان فليمنغ. ولا يزال يحظى بشهرة واسعة حتى اليوم.

ولدينا عطر آخر شهير وهو “هَني عود” الذي صنعناه عام 2012 وكانت تلك المرة الأولى منذ ما يقرب من 300 عام نستخدم فيها مادة العود. وقد أردنا أن نمنح هذه المادة غير المعهودة لمسة بريطانية بالعسل الإنجليزي الشهير ورائحة الورد. كما أن “وايت روز” من بين عطورنا الأكثر شهرةً أيضاً، ويعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر وهو عطر إنجليزي صميم بأسلوبه الكلاسيكي وتركيبته.

من أين تستمد الإلهام حين تصنع التوليفات الجديدة؟

بالنسبة لي، تنبعث الشرارة الأولى للإلهام في العطر الجديد من عاطفة قوية. وقد يكون مبعثها صورة في خيالي أو في أحيان كثيرة تجربة مؤثرة لا تُنسى. كما أجد السفر والتعرف إلى البيئات والثقافات الجديدة ملهماً للغاية.

ما أكثر عطوركم مبيعاً في المنطقة؟

عطرنا الأكثر مبيعاً في المنطقة هو “هَني عود”. كما أن “تشيري بلوسوم” و”ليذر عود” يحظيان أيضاً برواج كبير في المنطقة.

أيّاً من عطوركم المميزة يُذكرك أكثر بالمنطقة العربية؟

أكثر عطر يذكرني بالمنطقة العربية هو “تشيري بلوسوم” لأنه كان العطر المميز لكثير من الزبائن الذين تحدثت إليهم، ما يعني أني كنت أشم رائحة هذا العطر في الهواء في كثير من زياراتي، وعندما أشمه الآن تعاودني بشدة ذكرى الأماكن التي زرتها والأشخاص الذين قابلتهم.

ما عطرك المفضل؟

عطري المفضل عموماً هو “إيليت”، لما يتسم به من توازن مثالي ومعقد من الحمضيات، والنفحات الخشبية العطرية والطحلبية. كما أنه العطر الذي اعتاد جدي استخدامه، لذا أشعر نحوه بحنين قوي. كما أتعطر بانتظام بعطرنا “جيرمين ستريت” لأنه ينعم بتوازن جميل بين نفحات البرغموت، والليمون، والليمون الأخضر، والعرعر المنعشة، والدفء العميق للڤيتيڤر والمسك، لذا فهو مثالي للاستخدام في جميع المواسم وفي أي وقت من اليوم.

اقرؤوا أيضاً: إليكم هذا العطر المستوحى من سحر الشرق الأوسط وجاذبية القمر

ڤوغ توصي بـ

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع